توقيت القاهرة المحلي 05:29:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العودة إلى الجذور فكرة لامعة ولكن

  مصر اليوم -

العودة إلى الجذور فكرة لامعة ولكن

بقلم : سيد محمود

   تحمست كثيرا للمبادرة التى أطلقتها مصر أخيرا تحت عنوان «العودة للجذور» بهدف إحياء الاحتفاء الشعبى بالجاليات اليونانية والقبرصية التى كانت تعيش فى مصر وسعدت أكثر بأن تكون مكتبة الإسكندرية بما لها من دلالة رمزية منصة لإطلاق المبادرة فى حضور الرئيس السيسى والرئيس اليونانى، بروكوبيس بافلوبولوس،، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس أنستاسيادس، بالإضافة للمكاسب السياسية التى تقف وراء المبادرة وما سينتج عنها من آمال فى تنشيط السياحة يبقى السؤال حول مدى مساهمتها فى تنشيط الحوار بين ضفتى المتوسط.

وهذا الحوار ممتد فى تاريخنا الحديث والمعاصر وقد بدأ مع مشروع نهضة مصر مع محمد على وتواصل عبر أفكار ومساهمات امتدت من رفاعة الطهطاوى مرورا بسلامة موسى وطه حسين وشفيق غربال ولويس عوض وصبحى وحيدة وحتى حسين مؤنس وجمال حمدان وحسين فوزى وقد قمت برصده ضمن محاضرة قدمتها فى روما الأسبوع الماضى خلال انعقاد ملتقى أكاديمى حول دور الترجمة فى مد جسور الحوار بين ضفتى المتوسط نظمته الأكاديمية المصرية فى روما بإشراف مديرتها الدكتورة جيهان زكى، وبتنسيق الدكتورة نجلاء والى أستاذة الأدب الإيطالى والمترجمة المعروفة، وأكثر ما لفت النظر خلال نقاش بشأن مبادرة «العودة للجذور» أن إيطاليا مثل فرنسا لا تزال خارجها إلى الآن وهو أمر أثار دهشة الإيطاليين الذين حضروا الملتقى وهم من كبار المتخصصين فى الثقافة العربية أمثال الدكتور كلاوديو لوياكونو، أستاذ التاريخ الإسلامى ومدير مركز الدراسات الشرقية، وايزابيلا كاميرا دافليتو، أستاذة الأدب العربى بجامعة لاسابينزا وواحدة من رواد المستعربين ومترجمى الأدب العربى وخاصة أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ. ود.جوليانو لانشونى، أستاذ اللغة والأدب العربى بجامعة روما، والدكتور ميكالى بيرناردينى، رئيس قسم الدراسات الشرقية بجامعة نابولى.

ويتطلع أمثال هؤلاء العارفين بقدر مصر إلى تنمية الفرص التى تساهم فى تنشيط الحوار مع مثقفيها لذلك كان حماسهم للمبادرة كبيرة واسئلتهم عنها كثيرة وإذا كانت الدولة استعملت بكفاءة مكتبة الإسكندرية لإطلاق المبادرة من مصر فأولى بها أن تفكر فى اللعب بورقة الأكاديمية المصرية فى الخارج لتكون منصة لإطلاقها فى الغرب.

وما يدفعنى لهذا الاقتراح يتعلق بالمكانة الرمزية التى اكتسبتها الأكاديمية عبر عمرها الذى يمتد لتسعين عاما وهى على الرغم من تبعيتها إداريا لوزارة الثقافة إلا أنها تعمل بالتنسيق مع وزارات أخرى على رأسها وزارة الخارجية وبقواعد وأعراف دبلوماسية صرفة وبالتالى فهى واحدة من أدوات الدولة المصرية التى يشهد الجميع بالدور الذى لعبته فى تحسين صورة الدولة عقب ثورة 30 يونيو وساهمت بفعالية فى تفادى سلبيات أزمة ريجينى وفتحت مسارات للحوار بعيدا عن تعقيدات السياسة.

وتعطى الأكاديمية التى نشأت فكرة تأسيسها فى العام 1929 على يد الفنان المصرى راغب عياد مثالا للمبادرات التى يمكن أن تنشأ من أفراد فاعلين لدعم تمثيل الدولة خارجيا، فقد بادر عياد، بدافع من حماس الشباب والغيرة على الوطن لمراسلة الحكومة المصرية وتوجيه طلب لملك مصر بإنشاء أكاديمية مصرية للفنون، بهدف إتاحة فرصة الاحتكاك بالتجربة الفنية الإيطالية العريقة، ولا تزال تؤدى دورها بكفاءة فى هذا الشأن بفضل مديرتها النشطة جيهان زكى.

وأحسب أن مصر مطالبة من الآن بوضع برنامج متميز للاحتفال بتسعينية الأكاديمية بحضور رئيس الدولة أو رئيس الحكومة على أن يضع فى الاعتبار دورها الاستثنائى الذى يضاهى دور معهد العالم العربى فى باريس وينطلق من مفهوم أساسى فاعل فى العلاقات الدولية الآن هو «الدبلوماسية الثقافية» يؤدى دورا هاما فى فاعلية النشاط الدبلوماسى، وتعزيز «التبادل المتساوى المنفعة» بهدف تعزيز المعرفة بالآخر وهو أمر لا غنى عنه فى مبادرة ترفع شعار «العودة إلى الجذور».

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى الجذور فكرة لامعة ولكن العودة إلى الجذور فكرة لامعة ولكن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon