توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضجيج جوائز الدولة بلا طحن

  مصر اليوم -

ضجيج جوائز الدولة بلا طحن

بقلم : سيد محمود

مر إعلان جوائز الدولة هذا العام فى مجالات الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية دون أزمات كبيرة كتلك التى كانت تصاحبها فى السنوات السابقة وهذا لا يعنى أن الجوائز بلغت لا سمح الله حد الكمال فلا تزال محاطة بالكثير من الشكوك حول مدى استحقاق بعض الفائزين وحول كفاءة ونزاهة اعضاء لجان التحكيم والقواعد المتبعة فى اجراءات الترشيح وهذه الشكوك مزمنة تعكس دائما حالات الاستقطاب فى مجتمعنا.

وباستثناء جائزة المبدعين العرب التى تم استحداثها هذا العام وذهبت لفنان كبير هو السورى يوسف عبدلكى ومعها جوائز الدولة التشجيعية التى شرفت بأسماء لافتة تثير بقية الجوائز تساؤلات كثيرة. 

وقد قلت لصديق هاتفنى يوم اعلانها أن الامور تمضى إلى الأسوأ لدرجة أننى على استعداد لإعادة نشر تقرير صحفى حولها نشرته قبل 15 عاما ولن يجد القارئ فيما كتبت من الملاحظات فارقا كبيرا بين ما كتبته وبين ما يجرى اليوم و«كأنك يا أبوزيد ما غزيت».

لكن أكثر ما لفت نظرى هذا العام أن الجوائز رغم التعديلات التى جرت فى قواعد التصويت لا تزال بعيدة عن أسماء كبيرة لها انجازات كبيرة فى مجالها. 

ولا يمكن لمنصف إلا أن يتساءل كيف لجائزة النيل أن تغفل عن انجازات ناقد ومفكر كبير مثل ابراهيم فتحى أطال الله عمره أو مساهمات محلل سياسى وكاتب بارز مثل الاستاذ جميل مطر وكيف لجوائز الادب التقديرية مثلا ان تقفز فوق اسماء مثل محمد المخزنجى أو محمد المنسى قنديل ومحمود الوردانى وسلوى بكر أو تتجاهل شعراء مثل محمد سليمان وعبدالمنعم رمضان واحمد طه وغيرهم من الاسماء المميزة لا لشىء سوى ان هؤلاء جميعا لا يجدون جهة يحق لها الترشيح لجوائز الدولة تدفع بأسمائهم فى حين ان الجامعات التى تحظى بنصيب الأسد فى الترشيحات لا تزال مصرة على مكافأة بعض أساتذتها دون ان تمد بصرها خارج اسوار الجامعة وتخلط بقصد أو غير قصد بين ضرورة مكافأة الاستاذ الجامعى المتميز عن رحلة عمله وبين جائزة الدولة التى يفترض أن تتوج أصحاب الجهد الابداعى الخلاق، فليس كل أساتذة الفلسفة مثل مراد وهبة وفؤاد زكريا وزكى نجيب محمود وعبدالرحمن بدوى وليس كل اساتذة علم النفس فى قامة يوسف مراد أو مصطفى سويف وقدرى حفنى ولا كل المؤرخين مثل يونان لبيب رزق ورءوف عباس ومحمد أنيس لأن هؤلاء جميعا كانوا مثقفين فاعلين أكثر من كونهم خبراء أكاديميين. 

والأسف الأكبر فى موضوع جوائز الدولة ان بعض الجمعيات الاهلية والكيانات النقابية التى نالت حق الترشيح عبر السنوات الماضية تعيد بدورها انتاج نفس حماقات الجهات الرسمية وتربط ترشيحاتها بأعضاء مجالس اداراتها من ذوى النفوذ أكثر من حرصها على تقديم قامات كبيرة كما كانت الامور تجرى فى الماضى ويمكن مثلا النظر فى ترشيحات اتحاد الكتاب فى الماضى وفى العاميين الاخيرين لتدرك ما اقول وهذه واحدة من الكوارث التى تحتاج إلى نظر.

ولا نزال نذكر بالخير كيف أن اكاديمية الفنون خلال عهد الدكتور فوزى فهمى كانت تدفع بترشيحات لأسماء كبيرة فى الثقافة العربية لتحفظ ماء وجه وزارة الثقافة فالأكاديمية هى من رشحت فى الماضى أسماء بحجم أنور عبدالملك ولطيفة الزيات وغالى شكرى ومحمود امين العالم لكنها اليوم لا تملك نفس الشعور بقوة مكانتها الرمزية مثل قطاعات كبيرة جعلت من خبر الجوائز ضجيجا بلا طحن وهى مسألة مثيرة للحزن حقا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضجيج جوائز الدولة بلا طحن ضجيج جوائز الدولة بلا طحن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon