توقيت القاهرة المحلي 04:58:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطة والسلاح فى فلسطين

  مصر اليوم -

السلطة والسلاح فى فلسطين

بقلم - أشرف البربرى

فى كلمته أمام اجتماع المجلس المركزى الفلسطينى الأسبوع الماضى قال محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية «لن نقبل إلا بسلاح شرعى واحد.. لن نقبل إلا بحكومة واحدة وسلاح واحد فى غزة دون ميليشيات».

هذه الكلمات التى تأتى فى إطار الانقسام المشئوم الذى يضرب صفوف الفلسطينيين منذ عشرات السنين ويفتح الباب واسعا أمام جهود تصفية القضية الفلسطينية والتهام إسرائيل لأغلب أراضى الضفة الغربية المحتلة ومواصلة حصار قطاع غزة، تنطوى على خطورة بالغة لأنها تأتى من رأس السلطة الفلسطينية والممثل الشرعى للفلسطينيين أمام المجتمع الدولى حيث يعتبر فصائل المقاومة الفلسطينية التى يعترف بشرعيتها أغلب شعوب العالم باعتبارها حركات مقاومة ضد الاحتلال «ميليشيات» أى خارجة على القانون والشرعية.

والحقيقة أن وجود فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، حق مشروع للشعب مادام الاحتلال الإسرائيلى قائما، ولا يمكن أن يتم تجميع هذا السلاح تحت سيطرة السلطة الرسمية التى يفرض عليها وضعها القانونى وواقعها على الأرض التزامات تمثل فى جوهرها انتقاصا من حق الشعب الفلسطينى فى مقاومة الاحتلال.

وبدلا من أن ينزع عباس عن السلاح الفلسطينى المقاوم شرعيته ودعوته إلى توحيد السلاح تحت سيطرة السلطة التى لا يمكنها بأى حال من الأحوال استخدامه ضد الاحتلال مهما تعددت جرائمه، عليه وعلى حركة فتح وحركة حماس وكل الفصائل الفلسطينية التوافق على المزج بين السلاح والسياسة من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطينى.

فالتاريخ البعيد والقريب يقول إنه لا تناقض أبدا بين استمرار سلاح المقاومة من ناحية واستمرار التفاوض مع الاحتلال من ناحية أخرى، بل إن الجمع بين السلاح والتفاوض هو ما يضمن الوصول إلى الأهداف المرجوة أو على الأقل الاقتراب منها.

إذا كانت القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية تعترف بحق الشعب الفلسطينى فى مقاومة الاحتلال، فهل ينكر عليه رئيس السلطة الفلسطينية ذلك؟ وإذا لم يكن ينكر حق شعبه فى مقاومة الاحتلال فما هو تصور الرئيس عباس ومن يؤيده من الفلسطينيين لدور «السلاح الواحد» الخاضع لسيطرة السلطة الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال؟ وهل يمكن أن يصدر محمود عباس مثلا أوامره لهذا السلاح من أجل تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال؟ وهل يمكنه أن يصدر له الأوامر بالتصدى لعمليات المصادرة والهدم المستمر التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى للمنازل الفلسطينية فى الضفة الغربية؟ 

استمرار الانقسام الفلسطينى، بات الخطر الأكبر الذى يهدد القضية الفلسطينية خاصة بعد التغييرات الكبيرة التى اجتاحت العالم ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة وجعلت هذه القضية تفقد جزءا من مكانتها المحورية لدى العديد من شعوب المنطقة، بل وشعوب العالم. وبالتالى فإن انهاء هذا الانقسام واجتماع الفلسطينيين على كلمة سواء لم يعد خيارا قابلا للمناقشة ولا فكرة قابلة للإرجاء إذا ما كانت القيادات الفلسطينية من مختلف التوجهات والفصائل حريصة على القضية وحقوق الشعب أكثر من حرصها على مكاسب فصيلها ومصالحها الشخصية الضيقة.

أخيرا فإن سلاح المقاومة الفلسطينية يظل مشروعا أمام القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية مهما تعددت فصائله مادام موجها إلى الاحتلال الإسرائيلى، لكنه يفقد كل شرعية له مهما كانت اليد التى تحمله إذا ما تم توجيهه إلى أى دولة مجاورة أو إلى فصيل فلسطينى آخر مهما كانت المبررات والظروف.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة والسلاح فى فلسطين السلطة والسلاح فى فلسطين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon