توقيت القاهرة المحلي 04:19:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للدولة شعب يحميها

  مصر اليوم -

للدولة شعب يحميها

بقلم - أشرف البربرى

التجارب البعيدة والقريبة للشعوب أكدت حقيقة واحدة وهى أن الشعب وحده هو القادر على حماية الدولة والحفاظ عليها من الانهيار والتفكك، فقديما لم يستطع الجيش الأحمر السوفيتى أحد أقوى جيشين فى العالم ومعه الحزب الشيوعى صاحب التشكيلات والتنظيمات الأفقية والرأسية إنقاذ الدولة السوفيتية من التفكك بسبب افتقادها للشعب الموحد المؤمن بهذه الدولة والراغب فى الحفاظ على هذا الكيان الإمبراطورى. والآن رأينا كيف فشل الجيش العربى السورى فى الحفاظ على الدولة السورية التى تفككت وتنازعتها القوى الداخلية والخارجية، لأن النظام السورى بحزبه وأجهزته وعلى مدى عقود فشل فى توحيد الشعب على مفهوم الدولة الجامعة لأن هذا النظام نفسه اعتمد على الطائفية فى تثبيت سلطته. وما حدث فى سوريا تكرر فى العراق وفشل الجيش الأمريكى نفسه فى الحفاظ على الدولة العراقية الموحدة بعد غزو العراق، ومن قبله فشل جيش صدام حسين ومعه حزب البعث فى توحيد الشعب بحيث تبقى الدولة إذا ذهبت المؤسسات أو تفككت. 
وفى ليبيا عندما شوه نظام العقيد معمر القذافى مفهوم الدولة لدى الشعب الليبى الذى توزع بين القبائل والجهات، حتى إذا جاءت ساعة الاختبار وانهارت قبضة القذافى القوية لم تجد الدولة الليبية الشعب الذى يحافظ عليها وإنما وجدت مجموعة من القبائل والجماعات المتصارعة، فكان الانهيار الذى تعيشه ليبيا حتى الآن.
فى المقابل فإن الشعب المصرى عندما استشعر الخطر يهدد وجود الدولة المصرية نتيجة تفشى الفساد السياسى والاقتصادى ورغبة نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى تحويل مصر إلى جمهورية موز يتم توريث حكمها لنجل الرئيس وحاشيته، نزل الشعب إلى الشارع وأطاح بنظام الحكم وأبقى على الدولة. وعندما حاولت جماعة الإخوان اختطاف الدولة المصرية والالتفاف على مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير العظيمة عاد الشعب إلى الشارع مرة أخرى وأطاح بحكم الجماعة من أجل الحفاظ على الدولة وحماية أهداف ومبادئ الثورة.
وما حدث من الشعب المصرى حدث مع الشعب فى تونس الذى أطاح بحكم زين العابدين بن على وأبقى على الدولة التونسية رغم كل ما واجهه من مصاعب وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية.
إذن من يريد الحفاظ على الدولة وحمايتها عليه أن يراهن على الشعب، وليس على أى تنظيمات أو كيانات مهما كان شكلها، ومبررات تشكيلها، فالتجارب أوضحت كما قلنا أنه لا الحزب الواحد الحاكم ولا المجالس العليا ولا اللجان المركزية قادرة على حماية وجود الدولة إذا لم يكن الشعب يؤمن بهذه الدولة ومستعد للتضحية بالغالى والرخيص من أجلها.
هذا الإيمان والاستعداد للتضحية لن يتحقق إذا لم ير الشعب أن القائمين على أمر هذه الدولة ومن معهم من السياسيين والإعلاميين يحترمونه ويعترفون بحقه فى الاختيار الحر، وعدم إهانة هذا الشعب، تارة باتهامه بأنه غير مؤهل للديمقراطية وأنه أقل من شعوب عشرات الدول التى سبقته على طريق الديمقراطية والحكم الرشيد، وتارة بالقول إنه لا يملك أى بديل مناسب لمن يحكمونه، رغم أن كل هؤلاء الحكام من أبناء هذا الشعب ومن نبت أرضه، وهو ما أكده الرئيس السيسى الذى اعتبر الشعب هو البطل الحقيقى.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للدولة شعب يحميها للدولة شعب يحميها



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon