توقيت القاهرة المحلي 05:42:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح

  مصر اليوم -

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح

بقلم - أشرف البربرى

مرة أخرى يؤكد الشعب الفلسطينى الحقيقة التى ينساها البعض ويتجاهلها البعض الآخر وهى أن «صاحب الحق قادر على اختراع سلاح المقاومة الفعال». ففى الوقت الذى تصور فيه أغلب صناع القرار فى العالم أن الشعب الفلسطينى لم يعد قادرا حتى على رفع الراية البيضاء وأن اللعبة انتهت لصالح العدوان الإسرائيلى، خرج علينا أطفال قطاع غزة بسلاح جديد أجبر إسرائيل على البحث عن هدنة أو تهدئة، بعد أن اعترف وزير الدفاع الصهيونى المتطرف أفيجدور ليبرمان الذى قال يوم 20 يوليو الماضى لدى زيارته للمستوطنات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة «المشكلة الحقيقية هى تآكل آليات الردع لدى الجيش، إلى جانب فقدان الإحساس بالأمان لدى السكان (الإسرائيليين)، الذى لا يقل أهمية عن الأمن ذاته».

المعجزة أن السلاح الفلسطينى ليس أكثر من الطائرات الورقية التى يلهو بها الأطفال فى مختلف بقاع العالم، لكن الأطفال الفلسطينيين الذين يبحثون عن سلاح يقاومون به الاحتلال حولوها إلى قنابل حارقة تستهدف المستوطنات القريبة من قطاع غزة ومزارعها وغاباتها.

وفشلت منظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية الشهيرة «القبة الحديدية» وطائرات الشبح الأمريكية فى التصدى للطيارة الورق الفلسطينية، فتجدد الحديث عن «الهدنة» أو «التهدئة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكأن الطائرات الورقية أصبحت رقما فى معادلة القوة فى مواجهة الطائرات الشبح والصواريخ الذكية والغبية الإسرائيلية.
بالطبع فإسرائيل تمتلك واحدة من أكبر ترسانات الأسلحة المميتة فى العالم، وبالطبع فإسرائيل تخوض معاركها متحررة من أى قواعد قانونية أو أخلاقية فى حماية الولايات المتحدة، وبالطبع فأغلب الدول العربية شعوبا وحكومات تنظر إلى الممارسات الإسرائيلية المجرمة بقدر كبير من اللامبالاة.

لكن فى مقابل كل ذلك يأتى الشعب الفلسطينى ليؤكد فى كل مرة أنه متمسك بحقه وأرضه ولن يفرط فيها مهما كان الثمن مؤلما، ويؤكد قدرته على ابتكار الأسلحة والوسائل القادرة على إيلام العدو الإسرائيلى من ناحية وعلى كسب تعاطف الشعوب الحرة أو أحرار الشعوب فى العالم من ناحية أخرى. فعلها الفلسطينيون فى ثمانينيات القرن العشرين بانتفاضة الحجارة، وفعلوها فى العقد الأول من الألفية الثالثة بانتفاضة الأقصى، ويفعلونها الآن بالطائرات الورقية.

وكتب روجيل البار مراسل صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن الفلسطينيين نجحوا فى «إرسال درس متواضع لدولة تفتخر بشراء طائرة المراوغة الأكثر تطورا فى العالم، لكن لا يمكنها السيطرة على الطائرات الورقية البدائية التى تحرق أراضى النقب».

ونقل موقع الحدث الفلسطينى على الإنترنت عن الأديب الإسرائيلى اليسارى يهشوع سوبول قوله «حاولت أن أتخيل نفسى كطفل يعيش فى غزة فى هذه الأيام التى إما أن يموت فيها جيرانى وإما يصابون هم أو أقاربى ويعودون إلى البيت معاقين أو جثامين، عندها ماذا كنت سأفعل؟ كنت سأطير طائرات ورقية حارقة» نحو إسرائيل.

كلمة السر فى قوة «السلاح الفلسطينى» الهش هى إيمان الشعب بحقه وتمسكه بالدفاع عنه مهما كان الثمن. رأينا هذا عندما واجه الفيتناميون الجيش الأمريكى فى ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ورأيناه عندما واجه الأفغان الجيش السوفيتى فى ثمانينيات القرن نفسه، ورأيناه فى نضال السود ضد عنصرية البيض فى جنوب إفريقيا، وغير ذلك الكثير من أمثلة انكسار الظلم بكل ما لديه من سلاح وعتاد أمام صلابة إرادة المظلوم صاحب الحق.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح «طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon