توقيت القاهرة المحلي 10:31:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكومة والتذكرة

  مصر اليوم -

الحكومة والتذكرة

بقلم : أشرف البربرى

ما دامت الحكومة لا تخشى محاسبة من برلمان أو إعلام أو حتى قوى مجتمعية يمكن أن تحتج على سياسات يراها الكثيرون غير مجدية، فلن نسمع من رجالها من يتحدث عن ترشيد النفقات وتعظيم استغلال الموارد والاستفادة من الأصول كوسيلة لمواجهة المشكلات المالية بدلا من اللجوء إلى الحل الأسهل بالنسبة لهم والكارثى بالنسبة للمواطن وهو زيادة الأسعار.

ففى عام 2017، كانت تذكرة الخط الكامل لمترو الأنفاق جنيها واحدا، وخرج علينا وزير النقل فى ذلك الوقت المهندس هشام عرفات ليقول إن «تذكرة المترو هنا بتجيب تقريبا بيضة ونص بينما فى فرنسا التذكرة بتجيب 7 بيضات» وقرر زيادة سعر التذكرة من جنيه واحد إلى جنيهن أى بنسبة 100% بمعدل زيادة لا يمكن أن يحدث فى فرنسا «صاحبة السبع بيضات». وقبل أن يمر عام واحد عاد الوزير ليرفع سعر التذكرة بعد تقسيم الرحلة إلى ثلاث مراحل فتصبح 3 جنيهات لعدد 9 محطات و5 جنيهات لعدد 16 محطة و7 جنيهات لأكثر من ذلك، فأصبحت التذكرة تشترى سبع بيضات وربما أكثر، قبل أن تركب أسعار البيض صاروخ فضاء لتحلق فى السماء.

ثم يمر عامان ويعود حديث خسائر المترو وتكلفة التشغيل العالية وضرورة زيادة سعر التذكرة رغم أنها أصبحت تشترى نفس عدد البيض الذى تشتريه فى فرنسا، فأصبحت تبدأ من 5 جنيهات وتصل إلى 10 جنيهات، لتشترى 10 بيضات فى ذلك الوقت «ونصبح أغلى من فرنسا بحساب البيض».

والآن يأتى السيد وزير النقل الحالى ليكرر الحديث عن الخسائر والديون وارتفاع نفقات التشغيل ليبرر زيادة جديدة فى أسعار تذاكر المترو والسكك الحديدية، وكأنه لا توجد أى وسيلة لضبط الأوضاع المالية لمرافق وزارة النقل إلا زيادة التذاكر، دون أن يتوقف مسئولو الحكومة كلها عند مخاطر هذه الزيادات المتتالية التى جعلت من فكرة الخروج من المنزل والذهاب إلى العمل بالنسبة للكثيرين أمر غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية، فأصبح البعض يفضل عدم الذهاب إلى العمل وخصم أجر اليوم باعتباره الخيار الأرخص.

فالعامل الذى يحصل على الحد الأدنى للأجور وهو 2700 جنيه أى ما يعادل 90 جنيها يوميا، ويجد نفسه مطالبا بدفع أكثر من 35 جنيها لبند المواصلات فقط، قد يرى أن الأفضل ألا يذهب إلى العمل، فما بالكم بملايين الموظفين والعمال الذين يعملون فى القطاع الخاص ولا يحصلون على الحد الأدنى للأجور.

ما يحدث فى وزارة النقل يتكرر فى كل وزارات الحكومة، التى لا يجد مسئولوها أى حل للتعامل مع المشكلات المالية إلا زيادة العبء على المواطن المغلوب علي أمره. فالسيد وزير الكهرباء يرفع أسعارها ووزير الإسكان يرفع أسعار أراضى البناء ووحدات الإسكان الاجتماعى وبالطبع أسعار وحدات الإسكان دون المتوسط والمتوسط والفاخر، ووزير المالية يرفع الضرائب والرسوم على كل شىء، بدءا من شهادة الميلاد وحتى شهادة الوفاة ومجلس الوزراء يرفع أسعار الوقود.

والمحصلة التى وصلنا إليها على مدى السنوات الثمانى الماضية هى مزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية للبلاد وليس العكس بدليل أن مصر أصبحت ضمن أكثر 5 دولة معرضة لخطر التعثر فى سداد الديون، وقيمة الدين الخارجى تضاعفت أكثر من 5 مرات والدين المحلى أكثر من 4 مرات، رغم مضاعفة الأعباء على كاهل المواطن مرات ومرات.

الحكومة التى لا تملك إلا زيادة الأعباء على المواطنين بمبررات متكررة أو حتى مختلفة يجب أن تستقيل أو تقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة والتذكرة الحكومة والتذكرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon