توقيت القاهرة المحلي 10:18:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيان الحكومة مجرد كلام

  مصر اليوم -

بيان الحكومة مجرد كلام

بقلم - أشرف البربرى

تقول الحكمة الشعبية «أسمع بيان الحكومة أصدقه، أشوف قراراتها أستعجب». ويقول الشاعر العربى «يعطيك من طرف اللسان حلاوة.... ويروغ منك كما يروغ الثعلب».

هذا هو حالنا مع حكومة الدكتور مصطفى مدبولى ومع كل حكومة سابقة وندعو الله ألا يكون كذلك مع كل حكومة لاحقة.

ففى بيان الحكومة الفصيح أمام مجلس النواب قال مدبولى رئيس الوزراء ووزير الإسكان «لن نترك فقيرا واحدا يتكفف الناس»، ولكن قبل أيام قليلة خرجت علينا وزارة الصحة بقرار نقل 5 مستشفيات من القطاع العلاجى إلى قطاع أمانة المراكز الطبية المتخصصة. وترجمة هذا القرار هى «نقل هذه المستشفيات من قطاع الخدمة الطبية المجانية إلى قطاع الخدمة الطبية مدفوعة الأجر»، ليرتفع ثمن تذكرة العيادة الخارجية فى هذه المستشفيات من جنيه واحد أو جنيهين على أقصى تقدير إلى 10.5 جنيه، هكذا مرة واحدة يزيد السعر بأكثر من 900%.

ومن المستشفيات التى أعلنت الحكومة «سحبها من فقراء الشعب المستحقين للعلاج المجانى» وتوفيرها «لمن يستطيع أن يدفع ثمن الخدمة الطبية» مستشفى الشيخ زايد فى منشية ناصر بالقاهرة وبنى سويف العام و15 مايو. فهل تبرع الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله، ببناء مستشفاه فى منطقة منشية ناصر العشوائية الفقيرة لتقديم الخدمة الطبية لهؤلاء الفقراء بالمجان أم لكى تأتى الحكومة وتسحبها منهم؟ وهل سكان 15 مايو ممن لا يستحقون العلاج المجانى فقررت الحكومة حرمانهم من مستشفاهم المجانى؟ وهل يوجد بديل يخدم الفقراء بعد تحويل مستشفى بنى سويف العام إلى «مستشفى مدفوع الأجر»؟

وبعيدا عن الكلام الكثير الذى يردده المسئولون والإعلانات الترويجية التى تبثها القنوات الرسمية وشبه الرسمية، عن حتمية «الإصلاح الاقتصادى المر والمؤلم» وعن ثمار النمو التى ستتساقط على رءوس الناس خلال الفترة المقبلة، فما نراه من سياسات حكومية على الأرض تقول إن الحكومة لا تعتزم النظر بعين العدالة الاجتماعية إلى الشعب الذى تحول إلى مجرد مصدر لتمويل هذه السياسات بشتى أنواع الضرائب والرسوم التى لا يرى لحصيلتها أثرا مباشرا ملموسا على حياته حتى الآن.

فالمدارس الحكومية الجديدة من «يابانية إلى نيلية» برسوم تنافس القطاع الخاص، والرعاية الصحية مدفوعة الأجر تتوسع على حساب الخدمات المجانية من الناحية الرسمية، والدعم الزراعى الذى يستهدف الفلاح يكاد يكون قد تلاشى، والخدمات المرتبطة بهذا الملف من تطهير دورى للترع والمجارى المائية إلى الإرشاد الزراعى والتأمين على الماشية سقطت سهوا من خطط الحكومة، بغض النظر عما يمكن أن يكون مكتوبا فى الملفات لأن «الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا»، وسعر شقة الاسكان الاجتماعى يلامس الـ 200 ألف، ومشروع دار مصر للإسكان المتوسط، سيصبح إسكانا فاخرا بأسعار فاخرة أيضا.

هذه الحقائق الموجودة على الأرض تجعل المرء يحار بشدة، هو يتابع بيان الحكومة الذى ألقاه السيد مدبولى بمحاوره الستة أمام البرلمان وما فيه من كلام جميل ولغة بليغة عن الانحياز للفقراء وتمكينهم وتوفير العمل لمن يستطيع منهم والمساعدة المالية لمن لا يستطيع العمل.
المشكلة أن تقليص ما هو مجانى أو منخفض التكلفة من الخدمات الحكومية، بدءا من اتوبيس النقل العام وانتهاء بتذكرة العيادة الخارجية فى المستشفى العام بات نهجا حكوميا تسير عليه أغلب الوزارات والهيئات الخدمية التى لم تعد ترى للمواطن أى حق فى الحصول على خدمة مقابل كل ما يدفعه من ضرائب ورسوم، بدءا من ضريبة القيمة المضافة التى وصلت إلى ساندوتش الفول والطعمية فى بعض المطاعم وانتهاء بضريبة المواريث المقترحة التى ستجعل من الحكومة تقاسم الأرامل واليتامى فى ميراثهم.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان الحكومة مجرد كلام بيان الحكومة مجرد كلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 22:57 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه محمد رمضان 2025
  مصر اليوم - رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه محمد رمضان 2025

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon