بقلم - إبراهيم البحراوي
فى يوم الأربعاء الموافق ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ عقد المركز القومى للترجمة ندوة لمناقشة الجزء ٣ الآف والجزء ٣ باء من كتاب انتصار أكتوبر فى الوثائق الإسرائيلية واللذين يضمان تفاصيل جلسات التحقيق من جانب لجنة أجرانات مع الجنرال دافيد العازار رئيس هيئة الأركان للجيش الإسرائيلى أثناء حرب ١٩٧٣ والجنرال إلياهو زاعيرا رئيس المخابرات العسكرية فى نفس الفترة. لقد أفرج عن الوثيقتين عام ٢٠١٣ بعد أربعين سنة من الحرب.
شرفت باعتبارى المبادر إلى مشروع الترجمة للوثائق الإسرائيلية والمشرف عليه بأن أقدم فى بداية الندوة إضاءة للوثيقتين وكان على يمينى اللواء محمد عبدالمقصود الذى كان مسؤولا لسنوات طويلة عن ملف إسرائيل بالمخابرات العامة وعلى يسارى الأستاذ الدكتور أنور مغيث رئيس المركز والذى بدون تأييده للمشروع ووعيه الوطنى بأهميته ما اكتمل المشروع. كان يليه اللواء أركان حرب محمود طلحة الأستاذ الذى تتلمذ على علمه بكلية القادة والأركان أبرز ضباط مصر، ويليه اللواء وائل ربيع رئيس شعبة الأبحاث بالمخابرات العسكرية لسنوات طويلة.
جاءت هذه الكوكبة من خيرة ضباط مصر لتناقش الجزءين المذكورين من الكتاب، وتستخلص الدروس المستفادة من هاتين الوثيقتين التى ينطق كل سطر فيهما بعظمة المقاتل المصرى، والتى يشهد فيهما الجنرالان الإسرائيليان على عظمة وتعقيدات خطة الخداع الاستراتيجى المصرية التى قادها باقتدار ثعلب الخداع الاستراتيجى فى القرن العشرين الرئيس الشهيد محمد أنور السادات.
شرحت للحضور لماذا وضعت فى صدر كل أجزاء الكتاب عبارة إهداء هى (إلى المقاتل المصرى فى كل العصور ) وقلت إن هذا المقاتل المصرى يمكن أن يحمل رتبة مشير أو لواء أو خريج جامعى أو جندى استدعى من حقله فلبى النداء وترك محراثه وجاء ليدافع عنا فى الحرب كما يطعمنا فى السلم.
كان لابد أن أتوقف لأؤدى التحية لكتيبة العبرى المصرية من أساتذة وخريجين والذين بدون علمهم وبسالتهم ما كان مشروع الترجمة قد خرج إلى النور.
عودة لعنوان المقال أقول لقد كان الجنرال أفراهام مندلر الضابط المرموق بالجيش الإسرائيلى يقود فرقة المدرعات الإسرائيلية العاملة أمام السويس، وكان شارون يقود الفرقة العاملة أمام الإسماعيلية وكان أفراهام أدان يقود فرقة المدرعات العاملة أمام بورسعيد.
لقد استطاعت كتيبة العبرى المتقدمة والتى كانت جزءا من سلاح الحرب الإلكترونية عام ١٩٧٣ ان تلتقط اشارة لاسلكية يتحدث فيها الجنرال مندلر مع موشيه ديان فسارعت لإبلاغ ضابط المخابرات المصرى المسؤول فقام بدوره بتحديد احداثيات وجود الجنرال مندلر وابلغ سلاح المدفعية المصرى الذى اصطاد الجنرال مندلر ومجموعة قيادة الفرقة بطلقة مدفعية. يقول ديان إنه أثناء مكالمته اللاسلكية مع مندلر سمع صوت انفجار ثم راح ينادى على مندلر عدة مرات ولما لم يتلق ردا قال لمرافقيه لقد قتل المصريون أفراهام مندلر.
لم يكن ضحايا المقاتل المصرى من الغزاة الهكسوس الجدد من الضباط والجنود الإسرائيليين الموجودين فى خط بارليف وداخل الدبابات الموجودة بسيناء فقط بل كانوا أيضا من كبار الضباط مثل رئيس الأركان دافيد العازار ورئيس المخابرات العسكرية إلياهو زاعيرا.
لقد حكمت لجنة أجرانات بعدم صلاحية القائدين المذكورين للبقاء فى منصبيهما، وذلك فى تقريرها الأول الذى صدر فى أبريل عام ١٩٧٤بعد ستة شهور من بداية تحقيقاتها. لقد سقط هذان القائدان بيد المقاتل المصرى بعد سبعة شهور من بدء المعركة ولم يكونا الضحيتين الوحيدتين لهذا المقاتل العبقرى فقد سقط معهما الجنرال شموئيل جونين قائد جبهة سيناء وكبار ضباط قسم البحوث بالمخابرات العسكرية وكانت المسؤولة عن تشغيل الموساد وإصدار التقديرات حول نوايا واستعدادات العدو المصرى والسورى وللمقاتل المصرى ضحايا أخرى أكبر نذكرها فيما بعد.
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع