توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فقاعة» محمد صلاح

  مصر اليوم -

«فقاعة» محمد صلاح

بقلم - فتحية الدخاخني

فى ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، أصبح كل فرد منا يعيش فى «فقاعته الخاصة»، معلقًا عينيه بشاشة هاتف محمول أو كمبيوتر، مستغرقًا فى حياة افتراضية، ربما لعدم جاذبية الواقع الحقيقى، أو لرفضه الاختلافات الموجودة فى هذا الواقع، فكل إنسان يبحث عمن يشبهه، وهو ما توفره له فقاعات التواصل الاجتماعى، التى وإن روجت لفكرة التواصل الإنسانى، وجعلته أكثر سهولة ويسرا، متجاوزة حدود الزمان والمكان، إلا أنها أبعدت الإنسان عن مجتمعه، عن أسرته، حتى وإن جلس معهم فى مكان واحد، فكل شخص منهم يعيش فى عالمه الخاص على شاشة المحمول.
نجم كرة القدم محمد صلاح قدم فى إعلان نشر مؤخرا، دعوة للخروج من تلك الفقاعة الإلكترونية، مستعرضًا كيف تفصل هذه الفقاعة الناس عن بعضها البعض، بمجموعة من الأفكار والمشاهد الإبداعية، التى استخدمت عدة رموز فنية، من بينها القطار السريع، كنوع من التعبير عن إيقاع العصر السريع، ذلك القطار الذى يدخل فى نفق مظلم، وكأنه ينقلك من عالم إلى آخر، ليحكى صلاح قصة «الفقاعة الإلكترونية»، واستخدام كرة القدم وسيلة لهدم الفقاعة.

وتشير الأرقام إلى مدى اتساع فجوة التواصل بين الناس، حيث يبلغ عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر حوالى 75.6 مليون شخص، يقضون أكثر من 8 ساعات يوميًّا، فى تصفح الشبكة العنكبوتية، وهو أعلى من المتوسط العالمى الذى لا يتجاوز سبع ساعات يوميًّا، حسب تقرير We are social لعام 2022.

وهنا تصبح دعوة محمد صلاح للخروج من الفقاعة الإلكترونية ضرورة حتمية لاستعادة التواصل المفقود بين البشر، ولتشجيع فكر الاختلاف وقبول الآخر، لأنه كلما استغرق الإنسان فى تلك الفقاعة، ابتعد عن البشر، وكلما ترسخ داخله رفض أى أفكار أو رؤى مختلفة، فهو يتعامل داخل هذه الفقاعة مع من يشبهونه شكلًا وفكرًا، متجاهلًا كل ما هو دون ذلك، وهذا ما يفسر كثرة التجاذبات والتبادلات التى نراها يوميًّا على مواقع التواصل الاجتماعى، وانتشار ما يعرف بثقافة «البلوك»، والتى تعنى حذف وحجب كل ما هو مختلف معى فى الرأى والفكر.

ورغم روعة فكرة إعلان محمد صلاح، فإننا فى نهايته نكتشف أنه إعلان لتجمع سكنى «كمبوند»، وهو نوع آخر من الفقاعات، لكنه فقاعة حقيقية على أرض الواقع، تكرس لفكرة فصل البشر عن بعضهم البعض داخل أسوار، لا تقبل الدخلاء والمختلفين، وهى الظاهرة التى انتشرت بشكل كبير جدًّا فى مصر، مقسمة البلاد إلى مجتمعات سكنية منفصلة، لا يعرف سكانها أى شىء عن باقى المجتمع.

ينبغى على صناع المحتوى الإعلانى النظر للأمور من عدة زوايا، وعدم الانسياق وراء فكرة رائعة فى حد ذاتها، بينما هى عكس ما تدعو الناس إليه!.. إن الخروج من فقاعة الكمبوند لا يقل أهمية عن الخروج من الفقاعة الإلكترونية، وهذا هو السبيل لاستعادة التواصل الإنسانى، وقبول الاختلاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فقاعة» محمد صلاح «فقاعة» محمد صلاح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon