توقيت القاهرة المحلي 11:08:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صحافة «الترند»

  مصر اليوم -

صحافة «الترند»

بقلم - فتحية الدخاخني

أصبح الترند محركًا رئيسيًا لوسائل الإعلام، حتى خُصصت له أبواب وبرامج تعرض ما يتداوله الناس على مواقع التواصل الاجتماعى، باعتباره القضية الأهم التى تشغل الناس فى هذه الفترة، ومع كل «ترند» تتجدد الانتقادات للإعلام والصحافة لتركها هموم وقضايا الوطن وانشغالها بسفاسف الأمور، بحثا عن مزيد من المشاهدات وعلامات الإعجاب، وبالتالى مزيد من الإعلانات والعائدات المالية.
المثير فى هذه الانتقادات أن أصحابها من الصحفيين، فنحن من نلاحق الترند، ونحن أيضا من ننتقد السعى وراءه، نحن من نملأ صفحات التواصل الاجتماعى بفيديوهات البث المباشر «التافهة»، ونحن أيضا من ننتقدها ونتحسر على زمن الصحافة الحقيقية، نحن من نرفض اهتمام الناس بترند «التايجر»، وطلاق ياسمين صبرى، ونحن من نكتب قصصا متنوعة تتابع تطورات هذا الترند.. إذا كان الإعلاميون يكرهون الترند ويرون أنه يحول اهتمام الناس نحو قضايا تافهة، فلماذا لا يضعون حدًا لذلك؟، أليس من بين المنتقدين قيادات إعلامية ورؤساء تحرير؟.

خلال اليومين الماضيين، انتشر واحد من هذه الترندات، لتنحرف قضية استشهاد الإعلامية المتميزة شيرين أبوعاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى عن مسارها الطبيعى فى الحديث عما مثله استشهادها من انتهاك صارخ لحرية الإعلام، انتقالا إلى القضية الأعم وهى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطينى، وهى النقاشات الطبيعية التى كانت تثيرها مثل هذه الاعتداءات على مدار سنوات ماضية، لينشغل الرأى العام بقضية أخرى وهى ديانة أبوعاقلة.

والمستفيد الوحيد من هذا الترند هو إسرائيل التى حاولت على مدار عقود تصوير الصراع على الأرض بأنه صراع دينى بين مسلمين ويهود، فعندما استشهدت إعلامية مسيحية كان لابد من صرف الانتباه عنها إلى سؤال ليس له محل من الإعراب، يعتقد أصحابه أنهم يملكون مفاتيح الجنة ويوزعون الرحمات على الناس، ولا يعلمون أن الرحمة بيد الله، وأن الجنة ليست حكرًا على المسلمين.

لا يمكن تجاهل الترند، فهو وسيلة لقياس اتجاهات الرأى العام، وقبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعى كانت مهمتنا كصحفيين البحث عما يشغل الناس، إما عن طريق مطالعة الصحف حول العالم والبحث عن آخر الأخبار، أو الاستماع لحوارات الناس فى الشوارع والأسواق ووسائل النقل.. لكن الفرق أننا وقتها كنا نختار من بين ذلك ما نراه مهمًا، ونأخذ منه مفتاحًا لفكرة تُطرح للبحث والنقاش لتقديم معلومة أو تحليل أو حتى للترفيه، باعتباره واحدة من وظائف الإعلام.. أما اليوم فيتم أخذ الترند كما هو دون مناقشة أو تحليل أو توضيح، والأهم دون البحث فى أهميته من عدمها.

ليس كل ترند موضوعا صحفيا، الترند مثل حوارات الناس فى الشارع، هو مؤشر ربما يحمل فكرة صحفية جيدة، على الإعلامى أن ينتقى المهم منه ويتناوله بالشرح والتحليل، حتى لا تتحول وسائل الإعلام إلى نسخ مشوهة من مواقع التواصل الاجتماعى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافة «الترند» صحافة «الترند»



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon