توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصلح ليس خيرًا!

  مصر اليوم -

الصلح ليس خيرًا

بقلم - فتحية الدخاخني

شاهدت صورة الاحتفال بالصلح مع سيدة مسيحية اعتدى عليها صيدلى بالضرب في المنوفية، لأنها غير محجبة، وترتدى تى شيرت (نص كم)، الصورة رغم أن الهدف منها إظهار حل المشكلة، وتراضى جميع الأطراف، إلا أن ملامح السيدة بالمقارنة بملامح الصيدلى الذي اعتدى عليها، تجعلك تشعر بما تضمنته الواقعة من قهر وظلم للسيدة، واعتداء على كرامتها، فهى تظهر منكسة الرأس، مغلوبة على أمرها، وكأن الصلح فُرض عليها، في حين يظهر الصيدلى المعتدى مبتسمًا، منتصرًا.

يقول المثل «الصلح خير»، لكن في مثل هذه القضايا لا أعتقد أنه خير أبدًا، إنه تكريس لتغييب دور القانون، والدولة المدنية، وهروب الجناة من العقاب، حيث تشكل جلسات الصلح العرفية قضاء موازيًا، يظهر كوسيلة لحل أي خلاف أو نزاع، يكون أحد طرفيه مسيحيًّا، فحتى لو لم تتدخل الكنيسة لعقد الصلح، بالشكل الذي حدث، فإن الأمر كان سينتهى في قسم الشرطة بالصلح أيضًا، لطول إجراءات التقاضى، ففى أي وقائع مماثلة يدفع القائمون على تنفيذ القانون أطراف الشكوى إلى الصلح كوسيلة لإنهاء الخلاف سريعًا، وهو ما حدث مؤخرًا في واقعة السيدة التي تعدت على فتيات في مترو الأنفاق بسبب ملابسهن، فرغم القبض عليها، والتحقيق معها، فإن المحضر أغلق بالصلح بين الطرفين.

تشجع جلسات ومحاضر الصلح على تكرار الاعتداءات والجرائم، وتمنح الجناة فرصة لفرض سلطتهم، وآرائهم بالقوة، في ظل غياب عقاب رادع، فأيًّا كان الفعل سيتم حسم المسألة بمحضر صلح، لا أعرف سنده القانونى، إلا أننى قرأت أن المادة 64 من قانون المرافعات المدنية والتجارية تنص على الصلح، ولكن في القضايا التجارية، وليس الجنائية.

في كل مرة تنتهى قضايا مماثلة بالصلح، يطفو على السطح سؤال مهم، وهو: أين حق الدولة؟، ألا يمكنها تحريك دعاوى ضد المعتدين، ومعاقبتهم لمنع تكرار هذه الأفعال؟، طبعا يمكن.. لكن هذا لا يحدث فالجهات المسؤولة عن تنفيذ القانون، عادة ما تكون شريكًا، ومحرضًا على إتمام الصلح، ففى تقرير أصدرته المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عام 2015، رصدت 45 حادثة اعتداء طائفى في الفترة الممتدة من بداية عام 2011 وحتى نهاية 2014، تم التعامل معها عن طريق الجلسات العرفية، وأشار التقرير إلى أن «الناس تلجأ لهذه الجلسات نتيجة ضعف مؤسسات الدولة، وعجزها عن القيام بوظيفتها في حماية السلم الاجتماعى، وحياة وممتلكات المواطنين».

تأتى أحكام الجلسات العرفية في بعض الأحيان مخالفة للدستور، فهى آلية ترسخ دورها على مدار سنوات للهروب من تنفيذ القانون، وفرض الحضور القبلى والعشائرى، لصالح الطرف الأقوى في النزاع، وتشكل هذه الجلسات واحدًا من أهم التحديات أمام إرساء قواعد الدولة المدنية، تتطلب مواجهته تفعيل إنفاذ القانون، ليصبح الوسيلة الوحيدة لحل النزاعات، مع إعلاء مبدأ المواطنة، التي تجعل كل المواطنين سواء أمام القانون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصلح ليس خيرًا الصلح ليس خيرًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon