توقيت القاهرة المحلي 12:25:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعب متدين بطبعه!

  مصر اليوم -

شعب متدين بطبعه

بقلم-فتحية الدخاخني

اعتدنا على وصف المصريين فى كتب التاريخ وفى وسائل الإعلام، وحتى المناقشات العامة، بأنهم «شعب متدين بطبعه»، ومهما وقعت أحداث غريبة تتناقض مع الأعراف الدولية والتقاليد المجتمعية، وحتى الدينية، لا زلنا نعتبر أنفسنا شعبا متدينا بطبعه.

لا أعلم من أين جاءت هذه الصفة، وكيف التصقت بالمصريين، الذين لم يردعهم هذا الطبع المتدين عن المطالبة برشوة، ولم تمنعهم الأخلاق المزعومة من التحرش فى النساء والفتيات فى الشوارع وأماكن العمل والمقاهى وحتى المنازل بين أفراد العائلة الواحدة، ولم تشكل التقاليد التى تربوا عليها أى عائق لوقف حوادث العنف الأسرى التى تطورت إلى حوادث قتل بشعة، جعلت الأب والأم يقتلان أولادهما بقلب بارد؟!.

لا أعلم ما الذى حدث للمصريين، وأين اختفى هذا الطابع المتدين الذى ربما اتسموا به فى فترة من الفترات، هل هذا التعبير مجرد وصف مجازى لم ينطبق أبدا على المصريين؟، أم أن تدينهم من نوع خاص ليس له علاقة بتعاليم الأديان السماوية أو الأرضية، أو ربما جاء هذا الوصف كنوع من الإنكار للحالة المتردية التى أصبحت عليها الأخلاق المصرية، وكنوع من التبرير للتصرفات الخاطئة بلصقها فى الدين؟.

فنحن شعب نعشق التبرير وتعليق أخطائنا على شماعات الآخرين، فالفتاة هى المسؤولة عن جرائم التحرش، أما الرجل فهو بطل قومى يفعل ما تمليه عليه عاداته وتقاليده، ولعل قضية «متحرش التجمع» أكبر دليل على الانحدار القيمى وانهيار المعايير، وفقدان مؤشرات التفرقة بين الخطأ والصواب، فالفتاة ضحية التحرش فى التجمع تمت إدانتها وتحويلها إلى شخص باحث عن الشهرة، فى حين تم تمجيد المتحرش باعتباره شخصا لطيفا «عاكس بذوق»، وأصبح نجما من نجوم المجتمع يتباهى بما فعل فى كل مكان يذهب إليه.

فى كل يوم نطالع أخبارا عن جرائم قتل وتحرش وفساد وسرقة، ومع كل جريمة من هؤلاء نجد مبررات لا تسمن ولا تغنى من جوع، وإن كانت هذه الأخبار والجرائم ليست إلا قليل من كثير يظهر على السطح، فلو تجولت فى الشوارع ستجد أن العنف أصبح جزءا من الحياة اليومية للمصريين، والشتائم أصبحت جزءا رئيسيا من قاموسهم اليومى، حتى أنها وصلت للأطفال، والرشوة أمر طبيعى فى جميع المصالح، والهيئات والمكاتب، تحت مسمى «الشاى» أو «القهوة»، وغيرها الكثير من العادات التى وسمت المصريين وربما غيرت سمتهم الرئيسية وهى «التدين الطبيعى». أعتقد أن ما وصلنا إليه هو استمرار للانهيار القيمى الذى تحدث عنه أستاذنا جلال أمين فى كتابه «ماذا حدث للمصريين»، وهو أمر يحتاج إلى دراسة وبحث، فلم يعد كافيا إدانة مثل هذه الجرائم فى وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعى.

نقلا عن المصري اليوم 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعب متدين بطبعه شعب متدين بطبعه



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon