توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد التبرعات

  مصر اليوم -

اقتصاد التبرعات

بقلم - فتحية الدخاخني

موجة من الجدل أثارها اللواء ممدوح شاهين، رئيس جمعية الأورمان، على مواقع التواصل الاجتماعى، بعد تصريحاته أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه «لا يوجد فقراء فى مصر».. ما أثار انتباهى ليس نفى رئيس الأورمان لوجود الفقراء، بل حديثه عن حجم التبرعات التى تتلقاها الجمعية الآن مقارنة بالسنوات السابقة، قائلا: «إن التبرعات زادت بنسبة 300%، من 300 مليون جنيه قبل 3 سنوات إلى ما يقرب من مليار جنيه الآن».

مليار جنيه تبرعات لجمعية واحدة من آلاف الجمعيات الخيرية العاملة فى مصر والمسجلة فى وزارة التضامن الاجتماعى، وكلها يعمل لتخفيف حدة الفقر وتوفير ما يسمى الحياة الكريمة للمصريين من غذاء وملابس ومسكن وعمل وعلاج، وربما يفسر حجم التبرعات للجمعيات الخيرية دعوة الرئيس السيسى فى مارس الماضى لهذه الجمعيات بالوصول إلى الفئات التى تعجز الدولة عن الوصول إليها، وإدارة المستشفيات من خلال تبرعات المصريين التى «تثق فيهم»، كما قال الرئيس.

ويبلغ عدد الجمعيات الأهلية فى مصر، وفقا لتصريحات الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن فى منتدى شباب العالم، «48300 جمعية، منها 29 ألف جمعية نشطة، تنفق 12 ألف جمعية منها 10 مليارات جنيه سنويا على العمل المجتمعى».

وتعتمد هذه الجمعيات فى عملها على التبرعات، إما بشكل مباشر من المواطنين، أو من خلال ما يسمى المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR. وخلال الشهر الماضى، شهدت القاهرة 3 مؤتمرات كبيرة لمناقشة المسؤولية الاجتماعية، تكررت فيها الوجوه والموضوعات، وطُرحت أفكار ومشروعات عديدة لخدمة المجتمع، وكان الكل يسعى للترويج لفكرته ومشروعه باعتباره الأفضل لمواجهة الفقر، وكل شركة كانت تتحدث عن برامجها فى المسؤولية، وكيف تتجه نحو الاستدامة وتشكل جمعياتها الخيرية الخاصة التى تنفذ من خلالها مشروعات خدمة المجتمع بدلا من أن تقدم الدعم المالى لجمعية خيرية أخرى.

خطوات ومشروعات مفرحة، وميزانيات ضخمة تعطيك انطباعا بأن الجميع فى مصر يعمل من أجل تحسين حياة الفقراء وانتشالهم من تحت خط الفقر، لكن بعد أن تخرج من قاعات المؤتمر الفخمة وتبتعد عن متحدثيها المنمقين تصطدم بأرض الواقع ومعاناة الفقراء فى الحصول على أبسط احتياجات الحياة، فأين تذهب هذه الأموال، ومن يستفيد من هذه المشروعات؟!.

هذه الأسئلة ليست تشكيكا فى دور المجتمع المدنى بمؤسساته المختلفة من شركات وجمعيات أهلية، بل ربما محاولة لإعادة توحيد جهودهم، فإحدى المشاكل التى تكرر طرحها فى الأحاديث الجانبية فى المؤتمرات الثلاثة كانت مشكلة عدم وجود قواعد بيانات للفئات المستحقة، وبالتالى هناك أفراد يحصلون على الدعم من أكثر من جمعية فى وقت واحد، وآخرون لا يحصلون على شىء، إضافة إلى أن جمع التبرعات اللازمة لتنفيذ مشروعات خدمة المجتمع أصبح نوعا من الاقتصاد الذى يشهد منافسة حامية ومشتعلة بين الجمعيات المختلفة، سعيا وراء جمع أكبر قدر من المال، ولعل ملامح هذه المنافسة تظهر بوضوح خلال شهر رمضان من خلال الإعلانات المتكررة للجمعيات، والتى تتضمن جميعها رسالة واحدة، وهى دعوة المواطنين للتبرع، وكلما أنفقت أكثر على الإعلانات زادت حصتك من كعكة التبرعات، التى يتجمد بعضها فى ودائع وحسابات بنكية لضمان استمرارية الجمعية.

نحن بحاجة إلى قانون موحد للمسؤولية الاجتماعية، وربما نكون بحاجة أكبر لأن تعمل هذه الجمعيات تحت مظلة واحدة بقاعدة بيانات واحدة، وهذا دور وزارة التضامن فى لمّ شمل الجمعيات حتى نعظم الاستفادة من اقتصاد التبرعات.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد التبرعات اقتصاد التبرعات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon