توقيت القاهرة المحلي 12:25:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد التبرعات

  مصر اليوم -

اقتصاد التبرعات

بقلم - فتحية الدخاخني

موجة من الجدل أثارها اللواء ممدوح شاهين، رئيس جمعية الأورمان، على مواقع التواصل الاجتماعى، بعد تصريحاته أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه «لا يوجد فقراء فى مصر».. ما أثار انتباهى ليس نفى رئيس الأورمان لوجود الفقراء، بل حديثه عن حجم التبرعات التى تتلقاها الجمعية الآن مقارنة بالسنوات السابقة، قائلا: «إن التبرعات زادت بنسبة 300%، من 300 مليون جنيه قبل 3 سنوات إلى ما يقرب من مليار جنيه الآن».

مليار جنيه تبرعات لجمعية واحدة من آلاف الجمعيات الخيرية العاملة فى مصر والمسجلة فى وزارة التضامن الاجتماعى، وكلها يعمل لتخفيف حدة الفقر وتوفير ما يسمى الحياة الكريمة للمصريين من غذاء وملابس ومسكن وعمل وعلاج، وربما يفسر حجم التبرعات للجمعيات الخيرية دعوة الرئيس السيسى فى مارس الماضى لهذه الجمعيات بالوصول إلى الفئات التى تعجز الدولة عن الوصول إليها، وإدارة المستشفيات من خلال تبرعات المصريين التى «تثق فيهم»، كما قال الرئيس.

ويبلغ عدد الجمعيات الأهلية فى مصر، وفقا لتصريحات الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن فى منتدى شباب العالم، «48300 جمعية، منها 29 ألف جمعية نشطة، تنفق 12 ألف جمعية منها 10 مليارات جنيه سنويا على العمل المجتمعى».

وتعتمد هذه الجمعيات فى عملها على التبرعات، إما بشكل مباشر من المواطنين، أو من خلال ما يسمى المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR. وخلال الشهر الماضى، شهدت القاهرة 3 مؤتمرات كبيرة لمناقشة المسؤولية الاجتماعية، تكررت فيها الوجوه والموضوعات، وطُرحت أفكار ومشروعات عديدة لخدمة المجتمع، وكان الكل يسعى للترويج لفكرته ومشروعه باعتباره الأفضل لمواجهة الفقر، وكل شركة كانت تتحدث عن برامجها فى المسؤولية، وكيف تتجه نحو الاستدامة وتشكل جمعياتها الخيرية الخاصة التى تنفذ من خلالها مشروعات خدمة المجتمع بدلا من أن تقدم الدعم المالى لجمعية خيرية أخرى.

خطوات ومشروعات مفرحة، وميزانيات ضخمة تعطيك انطباعا بأن الجميع فى مصر يعمل من أجل تحسين حياة الفقراء وانتشالهم من تحت خط الفقر، لكن بعد أن تخرج من قاعات المؤتمر الفخمة وتبتعد عن متحدثيها المنمقين تصطدم بأرض الواقع ومعاناة الفقراء فى الحصول على أبسط احتياجات الحياة، فأين تذهب هذه الأموال، ومن يستفيد من هذه المشروعات؟!.

هذه الأسئلة ليست تشكيكا فى دور المجتمع المدنى بمؤسساته المختلفة من شركات وجمعيات أهلية، بل ربما محاولة لإعادة توحيد جهودهم، فإحدى المشاكل التى تكرر طرحها فى الأحاديث الجانبية فى المؤتمرات الثلاثة كانت مشكلة عدم وجود قواعد بيانات للفئات المستحقة، وبالتالى هناك أفراد يحصلون على الدعم من أكثر من جمعية فى وقت واحد، وآخرون لا يحصلون على شىء، إضافة إلى أن جمع التبرعات اللازمة لتنفيذ مشروعات خدمة المجتمع أصبح نوعا من الاقتصاد الذى يشهد منافسة حامية ومشتعلة بين الجمعيات المختلفة، سعيا وراء جمع أكبر قدر من المال، ولعل ملامح هذه المنافسة تظهر بوضوح خلال شهر رمضان من خلال الإعلانات المتكررة للجمعيات، والتى تتضمن جميعها رسالة واحدة، وهى دعوة المواطنين للتبرع، وكلما أنفقت أكثر على الإعلانات زادت حصتك من كعكة التبرعات، التى يتجمد بعضها فى ودائع وحسابات بنكية لضمان استمرارية الجمعية.

نحن بحاجة إلى قانون موحد للمسؤولية الاجتماعية، وربما نكون بحاجة أكبر لأن تعمل هذه الجمعيات تحت مظلة واحدة بقاعدة بيانات واحدة، وهذا دور وزارة التضامن فى لمّ شمل الجمعيات حتى نعظم الاستفادة من اقتصاد التبرعات.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد التبرعات اقتصاد التبرعات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon