توقيت القاهرة المحلي 10:55:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأشهر الحُرم

  مصر اليوم -

الأشهر الحُرم

بقلم - جمال قطب

ما زالت نعمة الله تحيطنا باستمرار الأشهر الحرم، فما زال أمامنا حتى نهاية شهر ذى الحجة ثم يتبعها شهر محرم.

والأشهر الحرم كما يعرف الجميع أربعة أشهر موزعة توزيعا إلاهيا على مدار العام. فيبدأ العام بشهر محرم وهو أول الأشهر الحُرم، ثم تتوالى شهور (صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الأخرى). وبعد مرور هذه الأشهر الخمسة يأتى شهر رجب وهو شهر حرام، وما إن ينتهى حتى تجىء شهور (شعبان، رمضان، شوال) ثم يحل الشهران (ذو القعدة وذو الحجة) وهما من الأشهر الحُرم.

ــ1ــ
توزيع الاشهر الحُرم على مدار العام يلفت النظر ويحتاج إلى تدبر عميق، فالعام يبدأ بشهر حرام (المحرم) ثم 5 أشهر ثم شهر حرام (رجب) ثم 3 أشهر ثم شهرين حرام (ذى القعدة وذى الحجة).
كما يجب أن نلاحظ اتصال نهاية العام ببداية العام التالى، فإذا نحن أمام ثلاثة أشهر حرم متواليات وهى ( ذى القعدة / ذى الحجة / محرم ). وإذا أردنا دقة الوصف قلنا العام 12 شهر الأول محرم، والنصف 6 حرم، والأخيران 11و12 حرم.

ــ2ــ
الخاصية العظمى لفكرة «الأشهر الحُرم» أنها فترة هدنة إجبارية لجميع البشر، أو على الأقل لجميع الشعوب المؤمنة بالله جل جلاله. وهذه الأشهر المحددة رجب منفردا فى وسط العام ثم يتواصل ثلاثة أشهر (ذى القعدة /ذى الحجة/المحرم) تربط نهاية العام بأوله. وتلك حكمة إلهية من واجبنا أن نتدبرها، وليس لبشر كائنا من كان أن يخالف هذا التنظيم الإلهى.

ــ3ــ
والخاصية الثانية للأشهر الحرُم المتتالية (القعدة/الحجة/المحرم) أنها أشهر الميقات السنوى لمرحلة الحج إلى بيت الله الحرام.
ورحلة الحج التى نعرفها الآن ليست فريضة مستحدثة فى القرآن الكريم، بل هى فريضة قديمة منذ خلق الله السماوات والأرض، ونرى ذلك فى قوله تعالى: ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ..)).
وكذلك كما ورد فى أخبار إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإعادة بناء البيت، وغير ذلك كما ورد فى أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا نرى حقيقة «الرحمة الإلهية» حيث قضى بتأمين السكك والطرق فى جميع أنحاء العالم بتحريم الحرب ثم بفرض الهدنة الإجبارية فى أشهر الحج مساعدة للمؤمنين على إنجاز رحلة الحج بيسر وأمان.

ــ4ــ
لو تصورت مساحة العالم وجميع سكانه، وقد التزموا جميعا إما بالفطرة السليمة وميلها إلى السلام والأمن، وإما بالعقل وتوافقه على فكرة «الهدنة الإجبارية لجميع الأطراف» والتزم الجميع بذلك.. لفاز الجميع على المدى السريع بنسبة 33% من العام كفترة سلام وأمن يستطيعون فيها تسيير مصالحهم. وعلى المدى البعيد تحصل البشرية على منحة هدوء وتدبر مدتها ثلاثة أشهر متوالية تقارن فيها بين أعباء الحرب ومزايا السلام، وتقارن فيها بين التقاطع والقتال، وبين التواصل والتعاون والتكافل.

ــ5ــ
كل ما ذكرنا وأكثر منه جاء فى قول الله تعالى فى القرآن: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ..))، فهل يستطيع المسلمون نشر هذا المعنى وتزكيته لدى أنفسهم أولا ثم لدى غيرهم من الشعوب؟!

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأشهر الحُرم الأشهر الحُرم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon