توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان وغاية القرآن

  مصر اليوم -

رمضان وغاية القرآن

بقلم - جمال قطب

ستبقى «مفكرة رمضان» تزودنا بالقوى الروحية المتعددة، ففى رمضان تنزل القرآن الكريم على رسولنا العظيم، وغاية القرآن العامة هى ((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)).

نعم فالغاية العامة للقرآن هى إخراج الناس ــ كل الناس ــ من الظلمات.. ظلمات كثيرة وقفت فيها البشرية طوال قرون طويلة.. ظلمات أحاطت بالنفس، وظلمات اقتحمت القلب، وظلمات كثيفة سيطرت على العلاقات من جميع الظلمات.. ثم ينقل البشرية كلها إلى «النور».. فكما ترى، الظلمات جمع مجموع، أما النور فهو مفرد نور واحد يحيط بالشرية جميعها.

ــ1ــ


فالنفس البشرية «نفس الإنسان» قد سقطت فى مستنقع من الأمراض النفسية.. نعم فنحن نشاهد أناسا أصابها الكبر والاستعلاء تظن أنها فوق الناس، أو فى مقدمة الناس، مع أن كل واحد منهم لا يستطيع الاعتماد على نفسه فى أدنى الأمور، ولا يستطيع تقديم منفعة لغيره.
فتلك نفس متكبرة متضخمة كلامها أكثر من فعلها، وفعلها هابط لا يسمن ولا يغنى من جوع.
ومع الأنفس المتكبرة تجد انفسا منافقة تساعد المتكبر على كبره، كما ترى أنفسا مستضعفة تستسلم للمتكبرين وترضخ لهم، ولولا أن الأرض تحمل على ظهرها الأنفس الطاهرة والأنفس الزكية، والأنفس اللوامة، والأنفس المطمئنة.. لولا هؤلاء لحاق العقاب بالبشرية كلها. ولمثل أمراض الكبر والنفاق والاستضعاف جاء القرآن ليخرجهم من ظلماتهم ويتيح لهم نور الله بوحيه فيتناولون الدواء الإلهى فتتعافى الأنفس وتخرج من الظلمات إلى النور.

ــ2ــ


وقلوب البشر قد تسابقت نحو أمراض القلوب. فنرى قلوبا أصابتها «الغفلة»، فلا تتذكر واجبات حياتها، وقلوبا أصابها الزيغ فهى طامعة فى كل ما عند الناس لا تكتفى بشىء، وقلوبا أصابتها القسوة لا تعرف الرحمة ولا اللطف، وأمراض الحسد والرياء وغيرها كثيرة. وكل تلك الأمراض جاء القرآن يشفى القلوب بما أصابها من الزيغ والحسد والحقد والغل والغلظة.
ــ3ــ
أما علاقات البشر فحدث ولا حرج عما أصابها من أمراض، فعلى مستوى الأسرة والعائلة تفشى الخصام وقطع الأرحام وتزايد توتر العلاقات، وغابت الرحمة، واختفت المودة، وانتشر التفكك الأسرى وتكاثرت حالات الطلاق وخصوصا بين المتزوجين حديثا، وأصاب ذلك عددا كبيرا من الشباب والشابات بالخوف من الزواج.

ــ4ــ


وعلى مستوى الحرف والمهن انتشرت أمراض: التنافس غير الشريف والجشع والطمع، كما تطفل الجهلاء ليمارسوا حرفا ومهنا لا يتقنونها فانعدم الإنتاج، أو تكدس الإنتاج غير الجيد، وتزايد الغش وأصبح هو القاعدة فى المعاملات بين الناس، وزحف الشر إلى هؤلاء الذين يعملون فى الطعام والشراب إذ يسقون الزرع بمياه ملوثة!!!
كما يتعجلون نضج الزرع بإضافة بعض الكيماويات !!! دون خوف من الله.

ــ5ــ


وفى ميدان الثقافة والفنون نرى الإعلام والإعلان يتبنى شخصيات قميئة وأفكار مدمرة، وألفاظا جارحة وهم لا يدرون أن جرائمهم هذه تفقد الأمة حاضرها ومستقبلها.. وما قلناه يتكرر فى مجالات الطب والدواء، بل فى الدعوة والافتاء.. ولا عاصم من هذا الفساد المتراكم إلا نور الله الذى أنزله فى رمضان وهذا القرآن الكريم.

ــ6ــ


فالقرآن الكريم هو الذى يخرج الناس ــ كل الناس ــ من الظلمات إلى النور: يخرجهم من ظلمة الجشع والطمع إلى الرضا، بل يخرجنا جميعا من العنف إلى اللين ومن التدابر إلى التراحم، بل من التخلف إلى التقدم والازدهار.

يتبع

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وغاية القرآن رمضان وغاية القرآن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon