بقلم - وحيد حامد
تبذل الدولة فى الوقت الحالى جهداً ملموساً ومشكوراً فى مكافحة الفساد، وبين اليوم والآخر تخبرنا وسائل الإعلام بسقوط أحد تماثيل الفساد إما متلبساً أو معترفاً، والدخان المنتشر هذه الأيام يخبرنا بأن النار الكامنة أسفله هى لإحراق الفساد والمفسدين، ولا أمل لأى فاسد أو منحرف أو أفاق فى الهرب من هذه النار.. المسألة مسألة وقت.. إن لم يكن اليوم فغداً أو بعد غد على الأكثر.. هذا عن فساد الأفراد.. أما عن فساد المؤسسات الكبرى والقائمة على سرقة أموال الشعب، خاصة الفقراء، فإنها تحتمى تحت أكثر من مظلة وللأسف كلها مظلات كاذبة أو مضللة تهدف إلى خداع الناس بالأوهام الكاذبة.. تتحصن هذه المؤسسات بشبكات إعلامية متنوعة تعزف ألحانها وتتولى الدفاع عنها بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى جرأة شديدة تفوق الوقاحة، أسماء كبيرة كنا نعتقد فيهم الطهارة والأمانة والوطنية وإذا هم أجراء أذلاء يعملون فى خدمة الباطل ويدعمونه فى السر والعلن.
وكأن ضمائرهم قد دخلت فى ثلاجة وصارت باردة لزجة طبعت البلادة على وجوه أصحابها فصاروا كالأصنام الناطقة بالباطل.. وشأنهم شأن أسيادهم من اللصوص لا يعرفون الحياء وإنما يرفعون الشعارات البراقة والمؤثرة، بعد الشبكات الإعلامية الموجودة فى الصحف والمواقع والقنوات الفضائية يأتى دور الإعلان المباشر والمكثف والذى يكلف كثيراً من أموال الشعب أو بمعنى أدق من أموال الفقراء ليتم إقناع الناس بأنها مؤسسات إنسانية هدفها رفع الأذى عنهم وتقديم المساعدة لهم ولا أحد ينكر أن هذا يحدث فعلاً ولكن بأى شكل وبأى صورة لأن القليل جد��ً ما ينفق على تحقيق هذا الهدف النبيل..
أما الكثير جداً فهو ما لا نعرف عنه شيئاً لا أين ذهب ولا كيف أنفق وفى أى غرض، وأى شخص عاقل يدرك أن معرفة ذلك حق مشروع لا يغضب أحداً، وكل من يتهرب أو يمتنع فهو أولاً يكشف عن فساده، وبالتالى يجب عقابه.. تأتى بعد ذلك الحصانة الدينية فكلهم على نمط واحد يتخذون من الدين رداءً وستاراً، ومن المضحكات والمبكيات أن يكون الحج إلى بيت الله وكذلك العمرة أول الأشياء التى يسعى إليها الفاسد لتكون ضمن بنود الرشوة أو جزءاً منها والحوادث المنشورة خير دليل على ذلك وعلى توحش الفساد وقبح مفرداته، والإساءة إلى الدين هنا ثابتة ولكن الفساد بأفراده ومؤسساته لا يهتمون إلا بالنهب والسلب طالما أن الرقابة معدومة وغائبة والفاسد يتوحش فى حماية فاسد آخر، ومن الثابت أن المصالح تتصالح.. حماية أموال الفقراء وأيضاً أموال الأغنياء ومنع سرقتها أو إهدارها وترشيد إنفاقها وفى الأغراض المشروعة دون مخالفة القوانين والأعراف حق مشروع لا يجادل فيه إلا فاسق أو فاجر...!!
وعليه فإن الذين يدافعون عن الباطل والمناصرين للفساد هم شركاء فى هذا الجرم الكبير وهم يحملون ذنوبهم فوق رؤوسهم تفضحهم وتكشف عن شخصياتهم الرخيصة والوضيعة.. وتحضرنى عبارة تلقائية وعفوية نطق الرئيس السيسى بها فى أحد حواراته «كله هيتحاسب» فاحترسوا..!!
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع