توقيت القاهرة المحلي 12:45:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حصانة الفساد..!!

  مصر اليوم -

حصانة الفساد

بقلم - وحيد حامد

تبذل الدولة فى الوقت الحالى جهداً ملموساً ومشكوراً فى مكافحة الفساد، وبين اليوم والآخر تخبرنا وسائل الإعلام بسقوط أحد تماثيل الفساد إما متلبساً أو معترفاً، والدخان المنتشر هذه الأيام يخبرنا بأن النار الكامنة أسفله هى لإحراق الفساد والمفسدين، ولا أمل لأى فاسد أو منحرف أو أفاق فى الهرب من هذه النار.. المسألة مسألة وقت.. إن لم يكن اليوم فغداً أو بعد غد على الأكثر.. هذا عن فساد الأفراد.. أما عن فساد المؤسسات الكبرى والقائمة على سرقة أموال الشعب، خاصة الفقراء، فإنها تحتمى تحت أكثر من مظلة وللأسف كلها مظلات كاذبة أو مضللة تهدف إلى خداع الناس بالأوهام الكاذبة.. تتحصن هذه المؤسسات بشبكات إعلامية متنوعة تعزف ألحانها وتتولى الدفاع عنها بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى جرأة شديدة تفوق الوقاحة، أسماء كبيرة كنا نعتقد فيهم الطهارة والأمانة والوطنية وإذا هم أجراء أذلاء يعملون فى خدمة الباطل ويدعمونه فى السر والعلن.

وكأن ضمائرهم قد دخلت فى ثلاجة وصارت باردة لزجة طبعت البلادة على وجوه أصحابها فصاروا كالأصنام الناطقة بالباطل.. وشأنهم شأن أسيادهم من اللصوص لا يعرفون الحياء وإنما يرفعون الشعارات البراقة والمؤثرة، بعد الشبكات الإعلامية الموجودة فى الصحف والمواقع والقنوات الفضائية يأتى دور الإعلان المباشر والمكثف والذى يكلف كثيراً من أموال الشعب أو بمعنى أدق من أموال الفقراء ليتم إقناع الناس بأنها مؤسسات إنسانية هدفها رفع الأذى عنهم وتقديم المساعدة لهم ولا أحد ينكر أن هذا يحدث فعلاً ولكن بأى شكل وبأى صورة لأن القليل جد��ً ما ينفق على تحقيق هذا الهدف النبيل..

أما الكثير جداً فهو ما لا نعرف عنه شيئاً لا أين ذهب ولا كيف أنفق وفى أى غرض، وأى شخص عاقل يدرك أن معرفة ذلك حق مشروع لا يغضب أحداً، وكل من يتهرب أو يمتنع فهو أولاً يكشف عن فساده، وبالتالى يجب عقابه.. تأتى بعد ذلك الحصانة الدينية فكلهم على نمط واحد يتخذون من الدين رداءً وستاراً، ومن المضحكات والمبكيات أن يكون الحج إلى بيت الله وكذلك العمرة أول الأشياء التى يسعى إليها الفاسد لتكون ضمن بنود الرشوة أو جزءاً منها والحوادث المنشورة خير دليل على ذلك وعلى توحش الفساد وقبح مفرداته، والإساءة إلى الدين هنا ثابتة ولكن الفساد بأفراده ومؤسساته لا يهتمون إلا بالنهب والسلب طالما أن الرقابة معدومة وغائبة والفاسد يتوحش فى حماية فاسد آخر، ومن الثابت أن المصالح تتصالح.. حماية أموال الفقراء وأيضاً أموال الأغنياء ومنع سرقتها أو إهدارها وترشيد إنفاقها وفى الأغراض المشروعة دون مخالفة القوانين والأعراف حق مشروع لا يجادل فيه إلا فاسق أو فاجر...!!

وعليه فإن الذين يدافعون عن الباطل والمناصرين للفساد هم شركاء فى هذا الجرم الكبير وهم يحملون ذنوبهم فوق رؤوسهم تفضحهم وتكشف عن شخصياتهم الرخيصة والوضيعة.. وتحضرنى عبارة تلقائية وعفوية نطق الرئيس السيسى بها فى أحد حواراته «كله هيتحاسب» فاحترسوا..!!

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حصانة الفساد حصانة الفساد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon