توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب إذ يعبث بقضية الشعب الفلسطيني

  مصر اليوم -

ترامب إذ يعبث بقضية الشعب الفلسطيني

بقلم - نبيل نجم الدين

من المؤكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ماض بكل رعونة وحماقة في العبث وتعقيد قضية الشرق الأوسط المركزية، القضية الفلسطينية. فترامب غريب الأطوار، يتعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني، وقرارات الأمم المتحدة، وكذلك قواعد القانون والعرف والبروتوكول الدولي باستخفاف واستهانة وحماقة.

وهو في الوقت ذاته لم يدع لشعوب هذه المنطقة ولا لحكوماتها شبراً واحداً من مساحات الأمل، حتى لو كان أملاً كاذباً، كما كان يفعل عددٌ كبيرٌ من الرؤساء الأميركيين! ويبدو أن هذا الثور السياسي الأميركي الأبيض لن يتوقف عن التحطيم والتخريب والتدمير، وهو في ما يحطم داخلياً وخارجياً، يحطم بامتياز أساسات القضية الفلسطينية، ويحطم حيطان البيت الفلسطيني ونوافذه. هكذا بدم بارد كأنه يسدد فاتورة الوعود الانتخابية التي التزم بها تجاه اللوبي اليهودي، تلك الوعود، التي كانت الجسر الذي نقله من دنيا المال والصفقات والنساء والفضائح وبرامج التلفزيون إلى المكتب البيضاوي.

ومن جوانب خطورة هذا الرئيس أنه سيترأس نهاية الشهر الجاري، الدورة الـ73 لمجلس الأمن الدولي، ما يثير قلقاً في أوساط إدارته، وخارجها توجساً من أن يعبث بتلك المؤسسة الدولية، كما اعتاد العبث في مشروعات حياته الصاخبة، ابتداءً من رعايته مسابقات ملكات الجمال، إلى هبوطه الصاخب على حلبات المصارعة الحرة، إلى فضائحه المدوية مع فتيات الليل والنهار، ومن تقديمه برنامجاً تافهاً لتلفزيون الواقع، إلى الادعاءات الخاصة بتهربه من دفع الضرائب. لقد ضرب الرئيس ترامب بعرض الحائط كل المواثيق والقرارات الدولية الخاصة بمدينة القدس المحتلة وأصدر قراراً أعلن بموجبه أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو تدخل غير قانوني لتغيير حيثية مدينة القدس المحتلة، ما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاجتماع للتصويت على مشروع يرفض هذا الأمر. أكد القرار الأممي الذي صوتت لمصلحته 128 دولة، واعترضت عليه 9 دول، فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت، أن أي إجراءات تهدف إلى تغيير حيثية مدينة القدس، هي إجراءات باطلة ولاغية. كما دعا القرار الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس.

لم يكد يمضي شهر على قرار إعلان القدس عاصة لإسرائيل حتى عاد الرئيس دونالد ترامب إلى ممارسة عبثه الزاعق وأصدر قراراً بتجميد عشرات الملايين من الدولارات من مساهمة بلاده في مؤسسة غوث وتشغيل اللاجئين - الأونروا. هكذا بحجة أن الوكالة بلغت حداً من العطب لا يمكن إصلاحه! وهو ادعاء كاذب، فالوكالة حازت ثقة وشهادات من البنك الدولي وغيره من المنظمات الدولية تؤكد جودة أدائها. أما العطب الذي تحجج به الرئيس الأميركي فهو أن الأونروا تنفق موازنتها في إغاثة وتعليم وعلاج وتقديم برامج دعم اجتماعي لـ5.3 مليون مواطن فلسطيني سلبت إسرائيل المحتلة أراضيهم وديارهم وقطعت بهم السبل في غزة ورام الله وعمان وبيروت ودمشق، لكنه كشف نفسه بتغريدة قال فيها: «لماذا نواصل دفع مئات الملايين من الدولارات للفلسطينيين ما داموا يرفضون الانخراط في مفاوضات سلام طويل الأجل مع إسرائيل؟». نعم، قد يتفق بعض السفهاء في طرح مثل هذا السؤال، فيما يتغاضون عن الاستمرار في دعم القاتل الإسرائيلي عسكرياً بثلاثة بلايين دولار سنوياً من أموال دافع الضرائب الأميركي نصير الحرية!

نقلا عن الحياة  اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب إذ يعبث بقضية الشعب الفلسطيني ترامب إذ يعبث بقضية الشعب الفلسطيني



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon