توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب وتحالف البريكس

  مصر اليوم -

العرب وتحالف البريكس

بقلم - نبيل نجم الدين

بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات، اختُتمت في 27 تموز (يوليو) الماضي قمة «بريكس» العاشرة أعمالها تحت شعار «BRICS في أفريقيا»، في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا العضو الخامس في هذا التحالف. يعيش في دول تحالف «بريكس» الخمس ما يقرب من نصف سكان العالم، ويوازي الناتج الإجمالي المحلي للدول مجتمعة 13.6 تريليون دولار، أي ما يعادل الناتج القومي للولايات المتحدة الأميركية، ويبلغ مجموع احتياط النقد الأجنبي فيها 4 تريليونات دولار. تحالف «بريكس» هو منظمة سياسية تم تأسيسها عام 2006 من خلال أربع دول تتشابه في اقتصاداتها الصاعدة وهي البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، ثم انضمت جنوب أفريقيا في أواخر 2010، ليصبح اسمها «بريكس BRICS». وحظي تحالف «بريكس» باهتمام عالمي كاسح منذ تأسيسه؛ إذ تشير تقارير إلى أن نسبة مساهماته في معدل نمو الاقتصاد العالمي تجاوزت 50 في المئة. ومن أهم أهدافه المعلنة، كسر الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، وإصلاح منظومتي البنك وصندوق النقد الدوليين، وتشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين دول التحالف، وأن تكون «بريكس» آلية نموذجية للتعاون الدولي في شتى المجالات الاقتصادية والمالية والإنمائية. وربما كانت هناك أهداف أخرى. يعتمد التعاون بين أعضاء التحالف على ثلاثة مسارات للتفاعل، المسار الأول هو المشاركة والتنسيق الديبلوماسي بين الأعضاء، المسار الثاني يركز على التفاعل مع الأحداث الدولية، المسار الثالث هو تشجيع مشاركة منظمات المجتمع المدني في دول «بريكس» في المحافل الشعبية الدولية. وأسس التحالف عام 2014 مصرفاً وصندوقاً للتنمية واحتياطات الطوارئ برأسمال مبدئي يبلغ 100 بليون دولار، لتكون مدينة شنغهاي مقراً له.

وتركز دول «بريكس» على تطوير التعاون في مجالات الثورة الصناعية الرابعة، الثورة الرقمية، وزيادة تعظيم تراكم الثروة، والإسراع بمعدلات التنمية وبناء الأمة، وكذلك الزيادة التدرجية في التعاون الاقتصادي بين أعضاء التحالف، وتعزيز اتفاقيات التجارة والاستثمار وتطويرها، بغرض تقليل معدلات الفقر، وتعظيم معايير المساواة الاجتماعية، وخلق المزيد من الوظائف.

وليس من قبيل الذكاء إدراك أن الصين؛ التنين الأصفر المسيطر والمتقدم في المجالات كافة، هي القوة الفاعلة في هذا التحالف الذي ينمو بالنمط ذاته الذي تنمو وتتصاعد به قوة الصين. وليس من قبيل المصادفة أن يسبق تأسيس «منتدى التعاون العربي - الصيني» عام 2004؛ تأسيس «بريكس». ولا يجب التغافل عن حجم الشراكة التجارية بين الصين من جانب، والدول العربية من جانب آخر، والتي وصلت في النصف الأول من عام 2018 إلى ما يقرب من 200 بليون دولار.

كما لا يجب التغافل عن الشراكة الاستراتيجية التنموية الهائلة التي وقعتها كل من الصين ودولة الكويت في أوائل تموز (يوليو) الماضي، فالميراث الحضاري قديم وعميق وكبير في العلاقات العربية - الصينية قِدَم طريقي الحرير البحري والبري واللذين ساهما في التواصل بين الطرفين منذ القدم.

فهل ما سبق وغيره يمهدان ويقودان إلى انضمام دولة أو عدد من الدول العربية إلى تحالف «بريكس»؟ وما الضرورة الزمانية والوجودية والاستراتيجية لمثل تطور كهذا؟ هل الدول العربية في حاجة إلى تحالف كهذا أم إن العرب غير مستعدين، أو غير قادرين على اتخاذ مثل هذه الخطوة الاستراتيجية؟ أسئلة منطقية في غاية الأهمية تطرح نفسها وتنتظر إجابات، أو حتى اجتهادات.

نقلا عن الحياة  اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وتحالف البريكس العرب وتحالف البريكس



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon