توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب

  مصر اليوم -

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب

بقلم - نبيل نجم الدين

 بعد مرور يوم على نقل السفارة الأميركية نهاية الأسبوع الماضي إلى القدس، والمجزرة التي صاحبته ضد الفلسطينيين العزل؛ هالَني وأنا أتابع وسائل الإعلام الغربية وخلقها قضية رأي عام مِن مأساة المواطنة السودانية نورا حسين (19 سنة) والتي قتلت الرجل الذي أجبرت على الزواج به، وصدر ضدها حكم بالإعدام. ومع احترامنا لمأساة نورا حسين، وعدم احترامنا لمجتمعات تغض الطرف عن جريمة إجبار الفتيات بعامة، ودون السن القانونية منهن بخاصة على الزواج، فلقد شعرت بكثير من الاشمئزاز من ازدواجية إعلامية مقيتة في تطبيق المعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية، ومِن انتقائية خبيثة في طرح الموضوعات وفي توقيتات ذلك الطرح. فها هو بيان وزارة الخارجية الأميركية يقول: «إننا ندين الزواج المبكر والزواج القسري والعنف ضد النساء والفتيات وأثرنا هذه القضية مع حكومة السودان، ونحن نتطلع إلى حل مناسب لقضية نورا حسين، بما يتماشى مع التزامات السودان الدولية في مجال حقوق الإنسان».

وها هو مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يناشد المسؤولين السودانيين العفو عن المرأة نفسها. وها هو الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يقول في بيان رسمي: «إن تطبيق عقوبة الإعدام على فتاة صغيرة عوملت في شكل مروع للغاية سيكون غير عادل للغاية». وها هو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتدخل ويقول أنه لا يوافق على الحكم وأنه يعارض عقوبة الإعدام من حيث المبدأ. ولم تتخلف منظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشيونال Amnesty International عن الركب.

وها هي شبكة الأخبار الدولية CNN تبث تقريراً عن مأساة المواطنة السودانية نورا حسين، وتستضيف في استديواتها أحد المحامين السودانيين المشارك في حملة تدعو إلى إلغاء حكم الإعدام الصادر بحقها، وها هي كبريات الصحف الأميركية والبريطانية تتناول الموضوع في تقارير وتحليلات مطولة.

هكذا إذاً، كل هذه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والإعلامية الغربية تنتفض وتعطي من وقتها وجهدها واهتماماتها وسمعتها وصدقيتها الكثير لتسلّط الضوء على مأساة مواطنة سودانية أهدرت آدميتها تحت أعين أهلها ومجتمعها وبصرهم، لكن ماذا عن آلاف بل وعشرات الآلاف من الأخوات الفلسطينيات والسوريات واليمنيات والليبيات والعراقيات والصوماليات اللائي أهدرت أبسط حقوقهن الإنسانية؟ بل ماذا عن التجاهل الدولي لاغتصاب بلد كامل اسمه فلسطين؟ وماذا عن استمراء المغتصب الإسرائيلي المجرم الوقح تكرار جرائمه في اغتصاب الأرض والشعب والقيم والمقدسات كل يوم؟ مجرم يغتصب كل شيء وضحية يقيدها المجتمع الدولي من أبسط حقوقها في الدفاع عن النفس، فإن تجرَّأت في الخروج بمسيرات سلمية مدنية احتجاجاً على جرائم الغاصب المغتصب قوبل الفلسطينيون شباباً وصبايا رجالاً ونساءً بل ورضعاً بالرصاص الحي وقنابل الغاز الكيماوية المحرّمة هذا في ظل صمت القبور من مؤسسات المجتمعين الغربي والعربي أيضاً. كنتُ أتمنى من مؤسسات الغرب الرسمية والشعبية والمدنية والإعلامية أن تشمر عن ساعديها في حملات عنوانها «حق الشعب الفلسطيني في دولته وفي حقوقه المدنية والسياسية»، أو حملة أخرى عنوانها «إلغاء المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية»؛ على غرار حملة «إلغاء حكم إعدام نورا حسين».

* كاتب مصري

نقلا عن الحياة  اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon