بقلم - محمود عبد المنعم القيسونى
عرضت لجنة السياحة البيئية بالاتحاد المصرى للسياحة فيلم رحلة العائلة المقدسة بمصر وكان الهدف من عرض هذا الفيلم هو تبادل الأفكار والآراء والاقتراحات وتسجيلها لعرضها على وزير السياحة بهدف وضع خطة تهدف استثمار المواقع (سبعة وعشرين موقعا) التى مرت عليها وأقامت فيها العائلة المقدسة فى أثناء هروبهم من الاضطهاد الرومانى بأرض فلسطين بعد ظهور ملاك بأمر الله للقديس يوسف فى حلم وقال: قم خذ الصبى وأمه واهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك... وقد أقاموا حوالى أربع سنوات فى مصر وهى البلد الوحيد الذى تشرف بزيارة وإقامه السيد المسيح عليه السلام وأمه مريم خارج وطنه حيث إنه حتى اليوم لم يتم استغلال هذه المواقع قط للأسف الشديد ومن متابعة ما يجرى حولنا من أن معظم العالم المسيحى يجهل تفاصيل حياة المسيح عليه السلام وأمه مريم بمصر وقصة هروبه وتنقلاته على أرضها وهذا يتضح من متابعة المطبوعات الدولية والأفلام السينمائية لكن نهاية العام الماضى 2017 أعلن بابا الفاتيكان اعتراف الكنيسة الكاثوليكية بتفاصيل هذه الرحلة واعتبار مصر أرضا مقدسة لجميع مسيحيى العالم.... المبشر الأمريكى الإنجيلى التليفزيونى بات روبرتسون كان قد توصل لاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية لبناء مركز روحى مسيحى فى الجليل حيث عاش المسيح شمال فلسطين، وذلك باستثمار يبلغ الخمسين مليون دولار، وقام ببث معلومات تفصيلية كاملة عن هذا المشروع على جميع شبكات الإنترنت. وقد تم فسخ هذا التعاقد بسبب تصريحات روبرتسون المتشددة والمرتبطة بمرض شارون. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن فكرة المشروع ممتازة وستنفذ مستقبلاً مع أى جهة أخرى تشجيعاً للسياحة الدينية ولتأكيدهم أن هذا المشروع سيعود بأرباح بملايين الدولارات على إسرائيل.... السيدة العذراء ظهرت لفلاحة فرنسية عام 1858 فى مدينة صغيرة تلقب بلورد وهى ظاهرة حدثت بمصر منذ نحو أكثر من أربعين عاماً الفرق أن الحكومة الفرنسية تحركت خلال السنين الماضية مع المستثمرين وقاموا ببناء 850 فندقا و نشر عدد ضخم من المتاجر الصغيرة بهذه المدينة وخلال السنوات الأخيرة نجحوا فى جذب ستة ملايين سائح سنوياً ويتزايدون لتكون هذه المدينة فى الأهمية والثقل السياحى بعد باريس مباشرة وهذا أيضاً مسجل تفصيلاً على جميع شبكات الإنترنت.. وبمصر السيدة العذراء ظهرت أعلى كنيسة السيدة العذراء بحى الزيتون بالقاهرة فى 4/2/1968 وشاهد هذه الظاهرة آلاف من المواطنين ووكالات الأنباء العالمية.... للأسف رغم مرور كل هذه السنين لم يتم اتخاذ خطوة واحدة حيال استغلال هذا الحدث والذى هز العالم و هو ما يثير علامة استفهام ضخمة لو قارناها بظهور السيدة العذراء لفلاحة فرنسية واحدة منذ أكثر من مائتى عام وما تبع ذلك من استثمار هذا الحدث إلى أقصى درجة ممكن تخيلها من حيث الاستثمار السياحى والعائد الضخم الذى يدخل الخزانة الفرنسية من هذا الاستثمار والذى يتعدى المليارات من الدولارات. رغم أن دير سانت كاترين بجنوب سيناء غير مرتبط بحياة المسيح عليه السلام إلا أنه يجذب نحو أربعمائة ألف سائح أجنبى سنوياً حسب إجمالى التذاكر المباعة والمخصصة لهذا الموقع ... بمراجعة كل هذه الحقائق المؤكدة . لنا أن نتخيل النفع الذى سيعود على شعب مصر والذى رغم احتلاله و مخاطر اضطهاد الجيش الرومانى له قام باستقبال السيد المسيح عليه السلام و أمه مريم والقديس يوسف النجار و سالومى بكل الترحاب و الكرم فقدم لهم العون والضيافة الكريمة ومساعدتهم على الاختفاء من عيون الجنود الرومان فى أثناء رحلة دخول مصر و الإقامة بها ثم رحلة الخروج من مصر ( إجمالى المسافة التى قطعوها 3500 كيلومتر)..... لنا أن نتخيل لو تم استثمار مواقع إقامة السيد المسيح عليه السلام وهو طفل مع أمه مريم على ضفاف النيل و بصحارى مصر الملاصقة لوادى النيل والملاصقة لآثارها ومحمياتها الطبيعية وبيئتها الساحرة مما يشكل تجمعا هائلا لكل مقومات السياحة ( دينية ـ ثقافية ـ بيئية) لقد تأخرنا فى هذا الأمر كثيراً ملحوظة مهمة :- تقرير التنمية البشرية بمصر الصادر من البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة بالتنسيق مع وزارة التخطيط المصرية يؤكد أن محافظة أسيوط بها أعلى معدلات للفقر فى مصر ـ أسيوط بها خمسة مواقع مرتبطة بهذه الرحلة منها الموقع الذى أقامت به العائلة المقدسة ستة أشهر وهو دير المحرق لو تم تجهيز محافظة أسيوط بعدد من الفنادق ثلاثة نجوم حسب المستوى الدولى وعدد مناسب وممتاز من دورات المياه بهذه المواقع ومتاجر العاديات السياحية لتغيرت حال أهل أسيوط وخرجوا من هذه الحلقة القاسية .ونفس الحال للمجتمعات المحيطة بباقى مواقع رحلة العائلة المقدسة.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع