توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفقة القرن.. وصفقات أخرى فى الطريق

  مصر اليوم -

صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق

بقلم - توماس جورجيسيان

الحديث عن صفقة القرن بدأ يعود إلى واشنطن من جديد مع الإعلان عن بدء جولة جديدة لفريق السلام بقيادة جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه ومعه جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكى للمفاوضات الدولية.

يزور الفريق إسرائيل والأردن ومصر والسعودية وقطر. إلا أن الحديث عن الصفقة كعادته حديث مقتضب وغامض يدخل فى إطار التمنيات والتكهنات وبالتالى يثير أحيانا حديث المؤامرات. الجولة تهدف إلى التشاور وتبادل الآراء وسوف تتم دون لقاء مع الفلسطينيين.

منذ أيام التقى فريق السلام الأمريكى بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بحضور نيكى هيلى مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة. وقد تمت مناقشة الأوضاع فى غزة وصفقة القرن. وكان ديفيد فريدمان، سفير أمريكا لدى إسرائيل، فى زيارة لواشنطن خلال الأسبوع الماضى.

الصفقة رغم وصفها بأنها صفقة القرن وأحيانا الصفقة الكبرى فإنها ـ كما ذكر فى كلمات نسبت لمسؤولين بالإدارة فى الفترة الماضية ـ مازالت موضع تشاور وتفاوض مع الأطراف المشاركة. لم تصاغ بعد فى شكلها النهائى. لم يتم بعد تحديد تاريخ الإعلان عنها وكشف مضمونها. كما لم يتطرق بعد أى مسؤول أمريكى لتفاصيل هذه الصفقة أو آلية تنفيذها أو الجدول الزمنى لها. وبالطبع ـ وكما جرت العادة فى الأمور التى تخص إسرائيل فإن التسريبات الخاصة بصفقة القرن وفريق السلام تأتى غالبا من الإعلام الإسرائيلى ـ وآخرها كانت فى صحيفة هاآرتس- ومنها أن الصفقة كوثيقة لن تكون اتفاقا للسلام ولن يتم التعامل معها بالقبول أو الرفض بل تعد نقطة انطلاق لعملية تفاوضية تشارك فيها الأطراف. وأن الصفقة قد تشمل مليارا من الدولارات من دول الخليج من أجل اقتصاد غزة. وهل تذكرون الـ ٤ مليارات من الدولارات من دول الخليج أيضا إذا كان المطلوب هو إبقاء على القوات الأمريكية فى سوريا؟ أمر طرح فى واشنطن من قبل.

وكلما تناول الحديث توجهات الصفقة فى أجواء واشنطن تتم الإشارة إلى غياب المشاركة الفلسطينية وترديد نغمة غياب قيادة فلسطينية راغبة وقادرة على التفاوض مع عدم اللجوء إلى الأمم المتحدة والمحافل الدولية لحل القضايا المشتركة. ويتم تكرار القول بأن إيران تمثل خطرا أكبر من إسرائيل لدول المنطقة ودول الخليج على وجه التحديد. كما يتم التأكيد بأن كوشنر يملك ويحرك زمام الأمور برمتها فى الملفات الخاصة بصفقة القرن ويتمتع بثقة ترامب الكاملة. كما أن تحركات وتصريحات ديفيد فريدمان، سفير أمريكا فى إسرائيل ورون ديرمر، سفير إسرائيل لدى أمريكا فى الفترة الأخيرة، تعكس ما لكل منهما من نفوذ فى تحقيق تواصل وتطابق وتنسيق فى المواقف المشتركة بين واشنطن وتل أبيب.

ويأتى الحديث الجديد عن صفقة القرن مع انتهاء قمة سنغافورة وإتمام صفقة بين ترامب وكيم حول السلاح النووى فى شبه جزيرة كوريا. وحديث آخر تردد منذ أيام فى واشنطن حول إمكانية عقد قمة فى يوليو مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. والتوصل معه إلى صفقة بخصوص أوكرانيا وسوريا. وحسب ما نقل عن مسؤولين بالإدارة فإن الرئيس ترامب لديه رغبة ملحة فى عقد صفقات متتالية وإزالة المخاطر التى تحيط بأمريكا والعالم. وفى رأى المراقبين فإن الصفقة التى يتحدث عنها ترامب أو يعمل من أجلها ليست أمرا تمت دراسته وتقييمه ووضع آلية لتنفيذه وإنما غالبا شو إعلامى من الدرجة الأولى، إذ إن الاهتمام منصب على الشكل والصورة، والانطباع الناتج عنها.

وفى جلسة استماع عقدت بمجلس الشيوخ يوم الخميس الماضى لاعتماد ترشيح ديفيد شينكر مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى لم يتطرق شينكر على الإطلاق فى شهادته المكتوبة أمام لجنة العلاقات الخارجية إلى الحديث عن عملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. كما كانت العادة لمن شغلوا من قبل هذا المنصب الرفيع. وعندما سئل فى الأمر فيما بعد آثر التذكير بأن فريق السلام هو المعنى بالعملية التفاوضية. وبأنه ليس بالمطلع على تفاصيلها واكتفى بالحديث عموما عما يجب أن تشهده المنطقة فى نهاية المطاف.

الحديث عن صفقة القرن يتجاهل الإشارة إلى الشريك الفلسطينى وإلى دور الوسيط النزيه، وأيضا إلى مبدأ حل الدولتين.. ويتفادى عمدا مواجهة عقبة المستوطنات وقضية اللاجئين وحق العودة.. ومستقبل القدس.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon