توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفقة القرن.. وصفقات أخرى فى الطريق

  مصر اليوم -

صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق

بقلم - توماس جورجيسيان

الحديث عن صفقة القرن بدأ يعود إلى واشنطن من جديد مع الإعلان عن بدء جولة جديدة لفريق السلام بقيادة جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه ومعه جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكى للمفاوضات الدولية.

يزور الفريق إسرائيل والأردن ومصر والسعودية وقطر. إلا أن الحديث عن الصفقة كعادته حديث مقتضب وغامض يدخل فى إطار التمنيات والتكهنات وبالتالى يثير أحيانا حديث المؤامرات. الجولة تهدف إلى التشاور وتبادل الآراء وسوف تتم دون لقاء مع الفلسطينيين.

منذ أيام التقى فريق السلام الأمريكى بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بحضور نيكى هيلى مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة. وقد تمت مناقشة الأوضاع فى غزة وصفقة القرن. وكان ديفيد فريدمان، سفير أمريكا لدى إسرائيل، فى زيارة لواشنطن خلال الأسبوع الماضى.

الصفقة رغم وصفها بأنها صفقة القرن وأحيانا الصفقة الكبرى فإنها ـ كما ذكر فى كلمات نسبت لمسؤولين بالإدارة فى الفترة الماضية ـ مازالت موضع تشاور وتفاوض مع الأطراف المشاركة. لم تصاغ بعد فى شكلها النهائى. لم يتم بعد تحديد تاريخ الإعلان عنها وكشف مضمونها. كما لم يتطرق بعد أى مسؤول أمريكى لتفاصيل هذه الصفقة أو آلية تنفيذها أو الجدول الزمنى لها. وبالطبع ـ وكما جرت العادة فى الأمور التى تخص إسرائيل فإن التسريبات الخاصة بصفقة القرن وفريق السلام تأتى غالبا من الإعلام الإسرائيلى ـ وآخرها كانت فى صحيفة هاآرتس- ومنها أن الصفقة كوثيقة لن تكون اتفاقا للسلام ولن يتم التعامل معها بالقبول أو الرفض بل تعد نقطة انطلاق لعملية تفاوضية تشارك فيها الأطراف. وأن الصفقة قد تشمل مليارا من الدولارات من دول الخليج من أجل اقتصاد غزة. وهل تذكرون الـ ٤ مليارات من الدولارات من دول الخليج أيضا إذا كان المطلوب هو إبقاء على القوات الأمريكية فى سوريا؟ أمر طرح فى واشنطن من قبل.

وكلما تناول الحديث توجهات الصفقة فى أجواء واشنطن تتم الإشارة إلى غياب المشاركة الفلسطينية وترديد نغمة غياب قيادة فلسطينية راغبة وقادرة على التفاوض مع عدم اللجوء إلى الأمم المتحدة والمحافل الدولية لحل القضايا المشتركة. ويتم تكرار القول بأن إيران تمثل خطرا أكبر من إسرائيل لدول المنطقة ودول الخليج على وجه التحديد. كما يتم التأكيد بأن كوشنر يملك ويحرك زمام الأمور برمتها فى الملفات الخاصة بصفقة القرن ويتمتع بثقة ترامب الكاملة. كما أن تحركات وتصريحات ديفيد فريدمان، سفير أمريكا فى إسرائيل ورون ديرمر، سفير إسرائيل لدى أمريكا فى الفترة الأخيرة، تعكس ما لكل منهما من نفوذ فى تحقيق تواصل وتطابق وتنسيق فى المواقف المشتركة بين واشنطن وتل أبيب.

ويأتى الحديث الجديد عن صفقة القرن مع انتهاء قمة سنغافورة وإتمام صفقة بين ترامب وكيم حول السلاح النووى فى شبه جزيرة كوريا. وحديث آخر تردد منذ أيام فى واشنطن حول إمكانية عقد قمة فى يوليو مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. والتوصل معه إلى صفقة بخصوص أوكرانيا وسوريا. وحسب ما نقل عن مسؤولين بالإدارة فإن الرئيس ترامب لديه رغبة ملحة فى عقد صفقات متتالية وإزالة المخاطر التى تحيط بأمريكا والعالم. وفى رأى المراقبين فإن الصفقة التى يتحدث عنها ترامب أو يعمل من أجلها ليست أمرا تمت دراسته وتقييمه ووضع آلية لتنفيذه وإنما غالبا شو إعلامى من الدرجة الأولى، إذ إن الاهتمام منصب على الشكل والصورة، والانطباع الناتج عنها.

وفى جلسة استماع عقدت بمجلس الشيوخ يوم الخميس الماضى لاعتماد ترشيح ديفيد شينكر مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى لم يتطرق شينكر على الإطلاق فى شهادته المكتوبة أمام لجنة العلاقات الخارجية إلى الحديث عن عملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. كما كانت العادة لمن شغلوا من قبل هذا المنصب الرفيع. وعندما سئل فى الأمر فيما بعد آثر التذكير بأن فريق السلام هو المعنى بالعملية التفاوضية. وبأنه ليس بالمطلع على تفاصيلها واكتفى بالحديث عموما عما يجب أن تشهده المنطقة فى نهاية المطاف.

الحديث عن صفقة القرن يتجاهل الإشارة إلى الشريك الفلسطينى وإلى دور الوسيط النزيه، وأيضا إلى مبدأ حل الدولتين.. ويتفادى عمدا مواجهة عقبة المستوطنات وقضية اللاجئين وحق العودة.. ومستقبل القدس.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon