توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قانون «إعدام الصحافة»

  مصر اليوم -

قانون «إعدام الصحافة»

بقلم - محمد سعد عبدالحفيظ

فى حوار مع «الأهرام»، وصف النائب البرلمانى أسامة هيكل حديث البعض عن تقييد مشروعات قوانين «تنظيم الصحافة والإعلام» للحريات بـ«الكذب»، مشيرا إلى مطابقة مادة الحبس الاحتياطى التى وردت فى مواد المشروع الجديد للدستور، وأكد أن: «السكوت عما آلت إليه أوضاع الصحف خيانة للأمانة»، وفى نهاية حواره تذكر وزير الإعلام السابق ورئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى الحالى أنه صحفى «أنا صحفى فى المقام الأول ولن أسمح بالافتئات على حقوق الصحفيين».

الزميل أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب أجرى خلال الأسبوع الماضى ثلاثة حوارات مع «الشروق» و«الأهرام» ووكالة «أنباء الشرق الأوسط» والأخير تناقلته معظم الصحف والمواقع أمس، كما فتحت كل المنصات الإعلامية المصرية أبوابها للمروجين للقانون كان أكثرهم ظهورا بعد هيكل الزميل كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، يأتى هذا فيما خفت صوت منتقدى القانون رغم حالة الغليان التى انتابت الجماعة الصحفية، وهو ما بدا أنه محاولة للتعتيم على ما جاء فى المشروع الجديد من مواد كارثية تمهد لإعدام «صاحبة الجلالة».

وبما أنى لا أملك غير هذه المساحة، بعد أن تم تأميم معظم المنصات الإعلامية خلال السنوات القليلة الماضية وإخضاع من لم تشمله قرارات التأميم، فليسمح لى القارئ أن أشرح ما فى مشروع القانون من كوارث تقضى على ما تبقى من مهنتنا.

نقر جميعا أبناء هذه المهنة أن الصحافة تمر بظرف استثنائى، فما يسمح بنشره أقل مما يمنع، والسقف المهنى انخفض بشدة وسيطر الخوف على صالات التحرير وغرف الأخبار لدرجة أن الصحفيين أنفسهم باتوا يرددون فيما بينهم عبارة «انت فاكر نفسك بتشتغل صحافة».

نعمل جميعا ونحن نعلم أن الحالة الاستثنائية لن تطول وأن الأصل هو العودة للأصل، لكن أن يتم تقنين الاستثناء ووضعه فى مشروعات قوانين تمنح مجالس أو هيئات حق الحجب والحظر والمنع هذا ما لم نكن نتوقعه.

مشروع القانون الجديد الذى يروج له الزميل الصحفى أسامة هيكل ورفاقه، منح المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام السلطة التى تمارسها بعض الجهات الآن خارج إطار القانون فالمواد 4، 5، و19 من مشروع قانون المجلس تغولت على الحريات الصحفية فأعطته الحق فى منع تداول مطبوعات وسحب تراخيص مؤسسات وحجب مواقع إلكترونية عامة وشخصية، ووقف وحظر نشر مواد إعلامية، دون تحقيق مسبق أو قرار من القضاء، وذلك بالمخالفة لمواد الدستور التى حظرت المنع أو الرقابة إلا فى وقت الحرب والتعبئة العامة.

المادة 12 من القانون قيدت العمل الصحفى وجعلت من كارنيه نقابة الصحفيين «بطاقة تعريف»، رغم أنه كان حتى هذه اللحظة إثبات لطبيعة عمل الصحفى، فألزمت المادة الصحفى أو المصور «الحصول على التصاريح اللازمة»، قبل النزول لتغطية أى حدث، بمعنى أن الصحفى الذى يتواجد فى مكان حادث ويبدأ فى ممارسة عمله يكون مخالفا للقانون لأنه لم يحصل على تصريح.

أما المادة 29 من القانون فأعادت الحبس الاحتياطى فى قضايا النشر، رغم أن الدستور ألغى العقوبات السالبة للحرية فى جرائم النشر، وأحال 3 جرائم ليحدد القانون عقوبتها وهى التحريض على العنف والتمييز بين المواطنين والطعن فى أعراض الأفراد، وهو ما يعنى أن المشرع الدستورى لم ينص صراحة على عقوبات سالبة للحرية واكتفى بإحالة الحالات الثلاث ليضع عقوباتهم المشرع البرلمانى، وحتى لو أقر الحبس كعقوبة فى هذه الحالات فذلك يكون تنفيذا لحكم قضائى، فالهدف من الحبس الاحتياطى هو ضمان عدم العبث بالأدلة وذلك لا ينطبق على قضايا النشر وعدم هروب المتهم، والصحفى مقر عمله ونقابته معلوم.

وأخضع المشرع البرلمانى بهذا القانون مؤسسات الصحافة القومية المستقلة والمملوكة للشعب بنص الدستور لسيطرة رجل واحد هو رئيس «الوطنية للصحافة» المعين من قبل رئيس السلطة التنفيذية، فجعل منه رئيسا للجمعيات العمومية لصحف مصر القومية، وقلص عدد الصحفيين فى الجمعيات العمومية. ومهد لخصخصة وتصفية المؤسسات القومية، من خلال وضع نص يجيز للهيئة الوطنية إلغاء ودمج المؤسسات والإصدارات.

أخيرا.. معارضو مشروع القانون من نقابيين وأعضاء جمعية عمومية لـ«الصحفيين» ليسوا أصحاب هوى أو مصالح.. لم يتربح منهم أحد ولم يعين منهم أحد على رأس مؤسسة كبيرة أو حتى صغيرة، ومواقفهم نابعة من إيمانهم بأن حرية الصحافة واستقلالها هى الطريق لبناء وطن حر ودولة متحضرة.

ختاما، عزيزى القارئ.. لا أعلم إذا كنت ستطالع هذا المقال صباح الأحد أم لا، فالحصار أكبر من قدرة الزملاء رؤساة التحرير على المقاومة، لهم ولنا الله.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون «إعدام الصحافة» قانون «إعدام الصحافة»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon