توقيت القاهرة المحلي 10:54:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافة والسياسة فى «الحوار الوطنى»

  مصر اليوم -

الصحافة والسياسة فى «الحوار الوطنى»

بقلم - محمد سعد عبدالحفيظ

لا يمكن الحديث عن «توسيع المشاركة السياسية وتفعيل دور الأحزاب» فى ظل إعلام مُقيد وصحافة مُحاصرة، فبدون وسائل إعلام تتمتع بهامش حرية يسمح لها بنقد قرارات وتوجهات السلطة وعرض الأفكار المخالفة وإتاحة الرؤى والبرامج البديلة، بما يُمكن الجمهور من تكوين رأى يدعم اختياره الحر فى الاستحقاقات الانتخابية، لن تكون هناك حياة ديمقراطية سليمة وسيظل الحال كما هو «محلك سر».
فى الجلسة الأولى لمجلس أمناء الحوار الوطنى والتى أُذيعت على الهواء مباشرة مطلع الشهر الحالى، دعا أكثر من مشارك إلى «أكبر قدر من الحرية لوسائل الإعلام»، باعتبار الإعلام القاطرة التى تدعم التنوع والتعدد، وهو ما يقنع الناس وبشكل سريع بأن ثمة حركة دبت فى نهر السياسة الراكد خلال الفترة الأخيرة.
القاعدة الأولى التى يجب أن ينطلق منها أى حوار فى بلد عانى لفترة ليست بقصيرة من انسداد فى الأفق السياسى هى فتح المجال العام، وإعلان القطيعة مع حالة الجمود والاستئثار بالرأى والقرار، وتداول كل الرؤى والأفكار دون مصادرة أو رقابة، فـ«الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية»، بتعبير الرئيس عبدالفتاح السيسى.
بعد تلك الجلسة ظن البعض وــ منهم كاتب تلك السطور ــ أن الحريات الصحفية والإعلامية ستتصدر المحاور الرئيسية لجلسات الحوار الوطنى الذى دعا إليه رئيس الجمهورية كل القوى السياسية «دون استثناء أو تمييز»، متعهدا بإعادة النظر فى بعض السياسات الخاصة بملف حقوق الإنسان والحريات.
خلال المؤتمر الصحفى الذى أعقب الاجتماع الثانى لمجلس أمناء الحوار الوطنى والذى عقد الأسبوع الماضى، فوجئ المتابعون بغياب ملف الحريات الصحفية والإعلامية عن المحاور الرئيسية للحوار الوطنى والتى تم حصرها فى 3 محاور «السياسى والاقتصادى والمجتمعى»، بحسب ما أعلن ضياء رشوان المنسق العام لمجلس الأمناء ونقيب الصحفيين.
انتهى مجلس الأمناء من مناقشة المحور السياسى كبداية، وفق ما أعلنه رشوان، لافتا إلى أنهم وصلوا بعد مناقشات مستفيضة إلى أن هناك 3 قضايا فرعية داخل المحور السياسى، وهى «مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابى والأحزاب السياسية، والمحليات، وحقوق الإنسان والحريات العامة»، مؤكدا أن المحور السياسى بموضوعاته ولجانه الفرعية جاهز، وسيتم تحديد موعد جلساته فى الاجتماع القادم.
ما يعنى أن قضية الحريات الصحفية والإعلامية غابت حتى عن اللجان الفرعية، وهو ما اعتبره البعض «تهميشًا» لقضية هامة، ويحتاج الأمر إلى إعادة نظر من السادة أعضاء مجلس الأمناء الذى يتصادف أن تشكيله يضم 8 صحفيين فضلا عن أن منسقه العام نقيب الصحفيين، وبالطبع عانى هؤلاء كما غيرهم من المناخ الخانق الذى حاصر الصحافة والإعلام خلال السنوات الأخيرة ومن الضغوط والتدخلات المُقننة أحيانا والتى تمارس خارج إطار القانون فى أحايين أخرى.
الحريات الصحفية لصيقة بالحريات السياسية، كما أسلفنا، وعليه فإذا كانت الجهة الداعية للحوار والسادة أعضاء مجلس الأمناء يرغبون بالفعل فى توسيع المشاركة السياسية وفتح المجال العام، فيجب إعادة ترتيب أولويات محاور الحوار الوطنى بما يسمح بترقية ملف الإعلام كمحور أساسى موازٍ للمحور السياسى، وليس كملف جزئى سيتم مناقشته ضمن لجنة فرعية منبثقة عن المحور الأساسى، كما أوضح لكاتب السطور بعض أعضاء مجلس الأمناء.
أيًّا كان وضع ملف الحريات الصحفية والإعلامية على أجندة محاور الحوار الوطنى، فهناك عدد من النقاط الجديرة بالمناقشة على طاولة المتحاورين:
• إطلاق سراح ما تبقى من صحفيين محبوسين على ذمة قضايا رأى.
• تعديل بعض مواد قوانين تنظيم الصحافة والإعلام التى صدرت عام 2018، والتى وضعت قيودا غير مسبوقة على حرية العمل الصحفى، مخالفة لمواد الدستور التى حظرت الرقابة والمصادرة والحجب إلا فى زمن الحرب والتعبئة العامة.
• إحياء مشروع قانون تعديل المواد الخاصة بالجرائم التى ترتكب بطريق النشر والعلانية فى قانون العقوبات والقوانين بما يتوافق مع النص الدستورى الذى حظر توقيع عقوبات سالبة للحرية فى قضايا النشر.
• إنهاء الممارسات التى تسمح لبعض الجهات بالتدخل فى صناعة المحتوى الصحفى، بما حول المنصات الإعلامية إلى صدى صوت للسلطة، وهو ما أدى إلى هجرة الجمهور لتلك المنصات باحثا عن أخرى تشبع شغفه فى المعرفة.
• رفع الحجب عن المواقع الصحفية التى وفقت أوضاعها وتقدمت بأوراق ترخيصها إلى الجهات المختصة، فلا يجوز ونحن نتحدث عن توسيع المشاركة أن تُحجب وسيلة إعلامية فقط لأنها تخالف توجهات السلطة.
«كل تقييد على حق المواطنين وحق وسائل الإعلام فى الوصول إلى المعلومات الصحيحة والأخبار الصادقة دون سند من القانون يُعد سيرا على غير مسار الدستور وإهدارا للحقوق التى صانها»، هذا ما قضت به محكمة القضاء الإدارى فى حكم شهير لها عام 2017.
الحكم أكد أنه لن تتحقق مشاركة الأفراد فى كل أمور الشأن العام بشكل فعال، إلا إذا كان المواطنون على بصيرة بما يحدث فى وطنهم، وهذا لن يحدث إلا بوجود وسائل إعلام صادقة، حينها سيدرك الرأى العام حقيقة ما يجرى إدركا سليما، وهو ما يمكنه من الاختيار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة والسياسة فى «الحوار الوطنى» الصحافة والسياسة فى «الحوار الوطنى»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon