توقيت القاهرة المحلي 14:36:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيال مآتة.. «تناص» أم «تلاص»؟

  مصر اليوم -

خيال مآتة «تناص» أم «تلاص»

بقلم: محمد سعد عبدالحفيظ

قبل عصر «السوشيال ميديا» وفضاءات الانترنت المفتوحة كانت السرقات الأدبية والفنية تبرر بأنها «تناص» فى محاولة من اللص الأدبى للهروب من «الفضيحة» التى تظل محصورة فى ساحات القضاء وأوساط النقاد والمثقفين.
و«التناص» مصطلح نقدى صاغته فى ستينيات القرن الماضى الأديبة البلغارية جوليا كريسيفا، ويقصد به وجود تشابه بين نص وآخر أو بين عدة نصوص، ويشير إلى العلاقات المتبادلة بين نص معين ونصوص أخرى.
فى المقابل ابتدع الأديب الفلسطينى عزالدين المناصرة مصطلح «تلاص» عندما كان يشرح عام 1989 مفهوم «التناص» لطلبة الماجسيتر بجامعة تلمسان الجزائرية، سأله أحد الطلاب: وماذا نسمى السرقات الأدبية فأجاب: تلاص على وزن تناص، والتعبير من اللصوصية.

والسرقات الأدبية عُرفت بأنها شكل من أشكال الانتحال عن سبق الإصرار والترصد، ويتم التعامل معها كجريمة يحاكم عليها القانون فى معظم الدول، لأنها تنتهك حقوق الملكية الفكرية.
وأخيرا ظهرت برامج إلكترونية تساعد على تحليل النصوص الأدبية والعلمية، والتحقق من مرجعيتها، ومدى التلاعب فيها وتزييف حقيقتها، بعض المواقع الإلكترونية يقدم تلك البرامج مجانا، وهناك مواقع تقدمها مدفوعة الثمن، وعليه أصبحت السرقات الأدبية فى عصر «السوشيال ميديا» وبرامج التحقق «مفضوحة»، ومرتكبها تحول إلى «لص» معتمد ملاحق من جمهور التواصل الاجتماعى.
قبل أيام وجهت الكاتبة نهال سماحة اتهاما للفنان أحمد حلمى بسرقة فكرة فيلمه الأحدث «خيال مآتة»، مؤكدة أنها صاحبة الفكرة، وسردت قصة ما وصفته بسرقتها على حسابها الشخصى بموقع «فيسبوك»، وهو ما أثار جدلا كبيرا.
وقالت سماحة إنها التقت مطلع 2018 بالفنانة منى زكى زوجة حلمى وعرضت عليها فكرة الفيلم وسلمتها السيناريو، ووعدتها زكى بأنها ستقرأ النص، وتتصل بها لتقول لها ملاحظاتها على السيناريو، وهو ما لم يحدث، «اختفت ولم ترد على رسائلى ففهمت أن الفيلم لم يعجبها».

سماحة أضافت أنها فوجئت فى أغسطس ٢٠١٩ بملخص ترويجى للفيلم الذى سلمت نصه إلى زوجة حلمى منشور على السوشيال ميديا، «هنا قولت استحالة يكونوا سرقوا الفكرة»، لكنها عندما شاهدت الإعلان الأول للفيلم تأكدت أنه فكرتها «شوفت الإعلان الثانى عيطت من صدمتى أن فيلمى اتسرق واتحور لشكل تانى».

لم تتحدث سماحة بما جرى إلى أحد، وفق ما سردت، فالفنان والفنانة نجوم كبار ولهم مكانتهما ومصداقيتهما، وانتظرت حتى شاهدت الفيلم، عندها تأكدت أن الفيلم فكرتها «الفيلم مش مطابق نهائى ولكن هما عاملين الفيلم من الـbackground اللى قايلاه ومش حكياه بالإضافة طبعا للفكرة الرئيسية»، إلا أن ذلك لا ينفى أن العوامل المشتركة «منقولة بالملى، فكرة + تفاصيل».

واختتمت سماحة تغريدتها بأن الفيلم الذى أخرجه خالد مرعى، وكتبه وفقا لدعاية الفيلم عبدالرحيم كمال، فشل بسبب النوايا السوداء، مشيرة فى تغريدة أخرى إلى أنها وثقت فيلمها قبل 10 سنوات تقريبا، وأنها ستقاضى صناعه حتى تثبت حقها.
كلام سماحة حمال أوجه، قد يفهم منه أن الفكرة التى هى «ملقاة على قارعة الطريق» كما قال الجاحظ، التقطها مؤلف الفيلم وأقام عليها بناءه وأدخل تفصيلاته فصارت عملا أدبيا يخصه، وهنا يمكن أن نطلق على ما جرى «تناص»، وقد يكون المؤلف أُطلع على قصة الفيلم من خلال أوراق الكاتبة الشابة أو أن زوجة بطل الفيلم تحدثت معه عن الفكرة التى سمعتها بتفاصيلها فأدخل عليها بعض التعديلات وأضاف وبدل فى الشخوص، وفى هذه الحالة يصبح صناع الفيلم متهمين بالسرقة أو «التلاص».
أثارت تدوينة الكاتبة الشابة التى شاركت فى ورش عمل العديد من الأعمال الفنية جدلا حادا على مواقع التواصل الاجتماعى، ومع ذلك لم يرد أى من صناع الفيلم على ما جاء فيها، اللهم تدوينة لزميلنا الكاتب محمد فتحى على حسابه بـ«فيسبوك» دافع فيها عن الفنان أحمد «حلمنا» على حد تعبيره والذى تربطه به علاقة إنسانية، لكنه لم يتطرق إلى ما سردته سماحة من وقائع.

على صناع الفيلم أن يتصدوا للاتهامات التى طعنتهم بها سماحة حتى يتبين الجمهور حقيقة ما جرى، هل هو «تناص» أم «تلاص»؟، فالبطل أحمد حلمى له رصيد كبير لدى جمهوره وهو ما يفرض عليه أن يصارحه بالحقيقة، والمؤلف عبدالرحيم كمال يحظى باحترام قطاع واسع من المشاهدين، ورصيده ارتفع لدى جمهوره بعد تبرؤه فى بيان معلن من «الابتذال» الذى أُدخل على مسلسله الأخير «زلزل» بعد ان أخل مخرجه وبطله بأخلاقيات وأعراف المهنة، وفقا لما جاء فى بيان نشره بعد عرض المسلسل فى رمضان الماضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيال مآتة «تناص» أم «تلاص» خيال مآتة «تناص» أم «تلاص»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 09:11 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
  مصر اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon