توقيت القاهرة المحلي 11:32:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين التي نحلم بها

  مصر اليوم -

فلسطين التي نحلم بها

بقلم - مصطفى البرغوثي

 لم يتعرض شعب في التاريخ الحديث لمثل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من اضطهاد منهجي وتآمر مخطط شمل التطهير العرقي، والاستعمار الإحلالي الكولونيالي، والاحتلال العسكري، والتمييز العنصري، وصولاً إلى إنشاء منظومة الأبارتهايد الأسوأ في التاريخ البشري، لكن كل ذلك الاضطهاد لم يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، أو في إضعاف تمسكه بالبقاء في وطنه، أو في الإصرار على تحقيق حلم العودة لمن هجروا قصرا منه.

والأهم من ذلك أن كل المصاعب والنكسات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني لم تضعف بل قوت حلمه الجماعي ببناء وطن حر اسمه فلسطين.

لكن الفلسطيني الذي عاش ويلات لا تعد ولا تحصى لا يحلم بمجرد وطن، بل يحلم بوطن يستحق كل التضحيات الباهظة التي قدمها، ويرتقي إلى مستوى عطاء مئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، ويحقق آمال الأمهات اللواتي لم يبخلن في العطاء والتضحية، والشباب الذين ناضلوا من أجل مستقبل أفضل، واستحقوا وطنًا تطابق خصائصه دعواتهم من أجل الحرية الحقيقية.

الفلسطيني يحلم بوطن حر خال من الاحتلال، والتمييز العنصري، والمستوطنات الاستعمارية، ويحلم بوطن لا جدران فيه ولا حواجز ولا تقطيع للأوصال، ولا مداهمات أو اعتقالات ليلية ، ولا حدود مغلقة أو تفتيشات مهينة، كما يحلم بأن يعامل باحترام مثل سائر البشر في المطارات وعلى الحدود، و في الموانئ والمعابر.

لكن الفلسطيني يحلم أيضا وإلى جانب التحرر من الاحتلال بوطن تتحقق فيه وحدة الأرض والشعب، وتسود فيه الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر، ويُحترم فيه القانون، ويُفصل فيه بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتقبل فيه التعددية واختلاف الآراء والاجتهادات، وتجري فيه الانتخابات الديموقراطية دورياً، وتحترم نتائجها دون السماح بوقف دوريتها، ويقبل فيها حق الأغلبية وتصان معه حقوق الأقلية، ويتعاون فيه الجميع بروح الجبهة الموحدة في مواجهة الاعتداءات والمؤامرات الخارجية.

والفلسطيني يحلم بوطن تُحترم فيه كرامة الإنسان رجلاً كان أو امرأة، ويُحرَمُ فيه الاعتداء على الناس، أو المس بكرامتهم، أو التشكيك في وطنيتهم ومقاصدهم عند حدوث اختلاف في الرأي أو الاجتهاد.

الفلسطيني يحلم بوطن خال من الواسطة والمحسوبية، يُقيم فيه الناس بحسب كفاءتهم، وعطائهم، وإخلاصهم، ويعطوا جميعاً فرصاً متكافئة في التعليم، والعمل، والأجور، وفي تلقي الخدمات الصحية بغض النظر عن فقرهم، أو غناهم، أو اسم عائلاتهم.

والفلسطيني يحلم بوطن يفاخر به العالم، ودول المنطقة بعد أن ساهم ببناء عدد كبير منها، وطن عادل يجذب إليه أفئدة ودعم كل الفلسطينيين المنتشرين في أنحاء المعمورة ليعززوا بنيانه.

الفلسطيني يحلم ليل نهار بالحرية التي يتعطش لها، وناضل من أجلها، وبذل الغالي والرخيص للوصول لها، فلا تحرموه من حلمه بوطن يحققها.

* الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين التي نحلم بها فلسطين التي نحلم بها



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon