توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأبارتايد

  مصر اليوم -

الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأبارتايد

بقلم - البدر الشاطري

أصبحت صفة الأبارتايد، أو نظام الفصل العنصري، والذي ساد في جنوب إفريقيا منذ العام 1948 لصيقة بإسرائيل خاصة فيما يتعلق بنظام الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن القضية تتعدى التقييم السياسي أو الخطاب الأيديولوجي، فالمسألة لها أبعاد قانونية.

فالأبارتايد يعتبر من الجرائم ضد الإنسانية حسب ما ورد في قانون محكمة الجرائم الدولية. وبناءً على هذا سعى المحامي الفلسطيني والناشط في حقوق الإنسان داؤود كُتّاب بالتصدي لهذه الأسئلة من وجهة نظر قانونية.

إسرائيل ترى أن المعاهدات والقوانين والمواثيق الدولية لا تنطبق على حالة الضفة الغربية بسبب أنها أراضٍ لم تكن يوماً جزءاً من دولة معترف بها، كما أنه لم يكن هناك دولة اسمها فلسطين عندما احتلت إسرائيل هذه الأراضي في العام 1967. إضافة إلى ذلك فإن الحالة العدائية في الأراضي المحتلة والدول المحيطة يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات تضمن الأمن الوجودي لدولة إسرائيل وشعبها.

ويقول الأستاذ كُتّاب أن الحالة القائمة اليوم في الضفة الغربية هي حالة فصل عنصري بسبب أن هناك شعبان يعيشان في الضفة الغربية أحدهما فلسطيني - عربي ويبلغ تعدادهم 2.8 مليون، والآخر إسرائيلي - يهودي وتعدادهم 450.000 ويطبق عليهما نظامي حكم مختلفين وغير متساويين من ناحية الحقوق.

ويحلل كُتّاب بنية نظام الفصل العنصري أو الأبارتايد القائم على ما يلي:

أ. القوانين: هناك مجموعة من القوانين التي تحكم الفلسطينيين في الضفة العسكرية والتي هي موروثة من الحكم الأردني قبل الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى أحكام سلطة الاحتلال، أضيف إليها بعض الأحكام المدنية والإدارية من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية. بينما الأحكام السارية على المستوطنين هي القوانين الإسرائيلية بما لها من حماية للحقوق المدنية للمواطنين.

ب. المحاكم: يخضع الفلسطينيون إلى أحكام القضاء الفلسطيني والمحاكم العسكرية الإسرائيلية، بينما لا يخضع الإسرائيليون لا إلى القضاء الفلسطيني ولا لأحكام السلطة العسكرية الإسرائيلية.

جـ. الأحكام الشرطية: هناك ثنائية في الأحكام الشرطية وتطبيق القانون. فالفلسطينيون يطبق عليهم أحكام الشرطة الفلسطينية. وليس للشرطة الفلسطينية من سبيل على المستوطنين الإسرائيليين.

د. الأراضي العامة: تقوم السلطة العسكرية بمصادرة الأراضي الفلسطينية على أساس أنها ليست أراضي خاصة ومن حق دولة إسرائيل مصادرتها.

هـ. شبكة الطرق: تقيم دولة الاحتلال شبكة طرق توصل بين المستوطنات الإسرائيلية لتسهيل التواصل بين هذه التجمعات السكنية، ولا يسمح للعربات الفلسطينية باستخدامها.

و. الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليم: هناك تمييز واضح بين ما تقدمه سلطة الاحتلال من خدمات صحية وتعليمية ودعم اجتماعي للمستوطنين الإسرائيليين وما تقدمه للفلسطينيين. فكل هذه الخدمات التي تقدمها الدولة للمستوطنين تعادل ما يقدم للإسرائيليين في خارج الأرض المحتلة بل في أحيان كثير تتفوق عليها. ويحظى الفلسطينيون بخدمات تعليمية وصحية واجتماعية دونية.

ز. استهلاك المياه: رغم أن المياه مصادرها في الضفة الغربية إلا أن المستوطنين يحظون بحصة الأسد من هذه المياه. ويصل استهلاك المستوطنين ثلاثة أضعاف الفلسطينيين.

حـ. التجارة: هناك عراقيل حول المنتجات الفلسطينية من حيث تسويقها. وبالمقابل تحصل المنتجات من المستوطنات كل التسهيلات التي تحظى بها المنتجات الإسرائيلية من خارج الضفة. ط. الاضطهاد اليومي: يعاني الفلسطينيون من مكابدة لقضاء حاجاتهم اليومية . ويتكبد الفلسطينيون معاناة يومية مثل التفتيش الاعتباطي، الحجز والاعتقال، الإذلال والمهانة، ونقاط تفتيش تشل حركتهم اليومية. ويتمتع المستوطنون بحرية الحركة من وإلى مستوطناتهم أو اللحاق بأعمالهم في نواحي البلاد في طرق سريعة ميسرة.

ليس هناك من مناص كما أوضح داؤود كُتّاب من الخلاصة أن ما تمارسه إسرائيل في الأراضي المحتلة هو نوع من أعمال التمييز العنصري ضد السكان الأصليين. هل بإمكان السلطة الوطنية الفلسطينية أن تستخدم هذه الحجة القانونية في المحافل الدولية لإنهاء الاحتلال وهذا التمييز البغيض هو رهن الأيام القابلة، خاصة أن المسيرة السلمية وصلت إلى سد مسدود.

كاتب وأكاديمي

نقلا عن البيان الاماراتية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأبارتايد الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأبارتايد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon