توقيت القاهرة المحلي 18:08:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية

  مصر اليوم -

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

يتحدث العالم العربى منذ أكثر من عقدين من الزمان عن أهمية تجديد الخطاب الدينى، ولكن دون أن يأخذ خطوة جدية باتجاه هذا الطريق، حتى بدا كأنه مصطلح غامض لا يستطيع أحد فك رموزه أو شفرته.

زاد الحديث عن هذا التجديد بعد أن وصل عدد من الحركات الإسلامية إلى الحكم فى بعض البلدان العربية، بل توغل الفكر الداعشى فى عقول الكثيرين. تحدث عنه رئيس الجمهورية أخيراً، كما تحدث عنه رواد التنوير فى السابق، بل نخب ومثقفو العرب، وحتى بعض المنتمين إلى المؤسسات الدينية، لكن الطريق يظل ضبابياً غير واضح.

والسبب أن لا أحد رد على كتب الجهاديين التى تتطور يوماً بعد يوم فى مسألة تبرير سفك مزيد من الدماء، فلم يكن ظهور تنظيم داعش إلا تطوراً طبيعياً لحركات الإسلام السياسى التى ظهرت وتطورت بأشكال مختلفة طوال القرن الماضى، ولم يكن هذا التطور من فراغ، بل جاء مصحوباً باستراتيجيات وأفكار جهادية سلفية، بعضها قادم من بطون كتب التراث.

حرّك داعش عناصره فى فرنسا وبلجيكا وألمانيا، ونفذ تفجيراته، ويرهب العالم عن بعد، بل لم يعد بحاجة إلى طرق تجنيد القواعد القديمة، بعد أن أصبح يستخدم الإنترنت ومواقع التواصل الخاصة، وأصبح يصل إلى أجهزة الجميع، بل إلى الهواتف المحمولة مع كل شاب.

الكارثة أن الفكر الجهادى استطاع أن يطور نفسه على مدار السنوات الماضية نحو مزيد من الدموية والعنف، ومن خلال كتبه سنلاحظ ذلك، لكن فى المقابل، لنا أن نسأل ماذا قدمت النخب العربية خلال تلك المرحلة؟، هل استطاعت النخب ورواد التنوير أن يقفوا فى وجه قادة الظلام والجهل؟، أشك فى ذلك.

لدينا الكثير من المراكز البحثية، والكثير من حلقات النقاش، والكثير من الدراسات والكتب، لكن شيئاً من هذه الكتب لم يدخل فى صدام مباشر مع هذه الأفكار، بل يمكن القول إنها لم تصل إلى المستهدفين، الذين تصلهم رسائل الجماعات الجهادية.

نحن الآن على أعتاب انتصار عسكرى على الدواعش، يحدث ذلك فى سيناء والعراق، وربما فى سوريا خلال وقت قليل، بينما لا يعلم إلا الله توقيت الانتصار عليهم فى ليبيا، أؤكد مرة أخرى أن الانتصار عسكرى وليس فكريا، فنحن الآن أمام إشكالية كبيرة ومتجددة تتعلق بتوغل الفكر «الداعشى» فى عقول الكثيرين (ممن ليس لهم علاقة بالتنظيم الإرهابى) رغم تحرير كثير من المدن والمناطق، وهى إشكالية تحتم علينا إزالة مخلفات «داعش» الفكرية بالمواجهة أولاً، قبل الحديث عن أى انتصار أو تجديد.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية إزالة مخلفات «داعش» الفكرية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon