توقيت القاهرة المحلي 10:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية

  مصر اليوم -

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

يتحدث العالم العربى منذ أكثر من عقدين من الزمان عن أهمية تجديد الخطاب الدينى، ولكن دون أن يأخذ خطوة جدية باتجاه هذا الطريق، حتى بدا كأنه مصطلح غامض لا يستطيع أحد فك رموزه أو شفرته.

زاد الحديث عن هذا التجديد بعد أن وصل عدد من الحركات الإسلامية إلى الحكم فى بعض البلدان العربية، بل توغل الفكر الداعشى فى عقول الكثيرين. تحدث عنه رئيس الجمهورية أخيراً، كما تحدث عنه رواد التنوير فى السابق، بل نخب ومثقفو العرب، وحتى بعض المنتمين إلى المؤسسات الدينية، لكن الطريق يظل ضبابياً غير واضح.

والسبب أن لا أحد رد على كتب الجهاديين التى تتطور يوماً بعد يوم فى مسألة تبرير سفك مزيد من الدماء، فلم يكن ظهور تنظيم داعش إلا تطوراً طبيعياً لحركات الإسلام السياسى التى ظهرت وتطورت بأشكال مختلفة طوال القرن الماضى، ولم يكن هذا التطور من فراغ، بل جاء مصحوباً باستراتيجيات وأفكار جهادية سلفية، بعضها قادم من بطون كتب التراث.

حرّك داعش عناصره فى فرنسا وبلجيكا وألمانيا، ونفذ تفجيراته، ويرهب العالم عن بعد، بل لم يعد بحاجة إلى طرق تجنيد القواعد القديمة، بعد أن أصبح يستخدم الإنترنت ومواقع التواصل الخاصة، وأصبح يصل إلى أجهزة الجميع، بل إلى الهواتف المحمولة مع كل شاب.

الكارثة أن الفكر الجهادى استطاع أن يطور نفسه على مدار السنوات الماضية نحو مزيد من الدموية والعنف، ومن خلال كتبه سنلاحظ ذلك، لكن فى المقابل، لنا أن نسأل ماذا قدمت النخب العربية خلال تلك المرحلة؟، هل استطاعت النخب ورواد التنوير أن يقفوا فى وجه قادة الظلام والجهل؟، أشك فى ذلك.

لدينا الكثير من المراكز البحثية، والكثير من حلقات النقاش، والكثير من الدراسات والكتب، لكن شيئاً من هذه الكتب لم يدخل فى صدام مباشر مع هذه الأفكار، بل يمكن القول إنها لم تصل إلى المستهدفين، الذين تصلهم رسائل الجماعات الجهادية.

نحن الآن على أعتاب انتصار عسكرى على الدواعش، يحدث ذلك فى سيناء والعراق، وربما فى سوريا خلال وقت قليل، بينما لا يعلم إلا الله توقيت الانتصار عليهم فى ليبيا، أؤكد مرة أخرى أن الانتصار عسكرى وليس فكريا، فنحن الآن أمام إشكالية كبيرة ومتجددة تتعلق بتوغل الفكر «الداعشى» فى عقول الكثيرين (ممن ليس لهم علاقة بالتنظيم الإرهابى) رغم تحرير كثير من المدن والمناطق، وهى إشكالية تحتم علينا إزالة مخلفات «داعش» الفكرية بالمواجهة أولاً، قبل الحديث عن أى انتصار أو تجديد.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية إزالة مخلفات «داعش» الفكرية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon