توقيت القاهرة المحلي 03:49:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعبة سلاح المقاطعة!

  مصر اليوم -

لعبة سلاح المقاطعة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

منذ بدء الحرب على غزة شهدت بعض الدول العربية، ونحن فى المقدمة، دعوات متنامية لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل.

وطالت هذه الدعوات عددًا من أشهر العلامات التجارية العالمية التى تحظى بشعبية واسعة فى الأسواق العربية، خاصة بعد إعلان العديد منها موقفه الداعم للكيان الصهيونى من خلال فروع لبعضها فى إسرائيل، ولعل أكثرها صدى كان إعلان أحد هذه الفروع عن توزيع آلاف الوجبات المجانية لأفراد بالجيش الإسرائيلى.

وانتشرت دعوات المقاطعة، التى أطلقها شباب متمرّسون فى مجال التكنولوجيا، على مواقع إلكترونية مخصصة وتطبيقات على الهواتف الذكية فضلاً عن منشورات إعلانية فى الشوارع تحدد المنتجات المطلوب مقاطعتها، مقرونة بصورٍ لأطفال ملطّخين بالدماء، وإرفاق تلك الصور بشعار صادم يقول: «هل قتلتَ اليوم فلسطينيا؟»!

ومع تزايد تلك الدعوات وظهور صور عبر مواقع التواصل الاجتماعى تشير لفروع خالية من العملاء فى عدد من الدول العربية، بادرت بعض تلك العلامات التجارية بالإعلان عن حملات تبرع للفلسطينيين، مؤكدة عدم ارتباطها بالموقف المعلن من الشركة الأم، أو من الفروع الأخرى داخل إسرائيل. مثل ما فعله أحد أشهر المطاعم العالمية الذى أصدر بيانًا يؤكد فيه أن لا علاقة له بـ«التصرف الفردى» من قبل الوكيل فى إسرائيل، وأنه «لا يموّل أو يدعم بأى شكل من الأشكال أى حكومات أو جهات داخلة فى هذا الصراع».

ويبقى السؤال المهم هنا، وهو: هل ما اُصطلح على تسميته بـ«سلاح المقاطعة» هو سلاح توجه فوهته بحق إلى الهدف المرجو، وهو عقاب الشركات العالمية الداعمة لإسرائيل، أم أن الفوهة موجهة إلى أقدامنا وصدورنا نحن؟. أظن أن غياب الثقافة الاقتصادية وعدم معرفة أسس الاقتصاد يجعل الكثيرين غير قادرين على الإجابة الصحيحة.

الحقيقة أن معظم العلامات التجارية هنا هى أموال مصرية ويعمل فيها مصريون، والشركة الأم صاحبة العلامة لا تستفيد إلا بالقليل جدًا من حق استخدام علامتها التجارية، أى أن حجم الضرر الذى سيقع على هذه الكيانات الدولية لن يتخطى نسبة مئوية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

لهذا حذر الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية من أن المقاطعة قد يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد المصرى، وأكد فى بيان أن مثل تلك الحملات لن يكون لها أى تأثير على الشركات الأم، لأن الفروع المحلية تعمل بنظام الامتياز التجارى، وبالتالى فإن الأثر سيكون فقط على المستثمر المصرى والعمالة المصرية.

المريب فى الأمر، هو استغلال بعض أصحاب المنتجات الأخرى لحالة المقاطعة تلك، والترويج لمنتجاتهم باعتبارها منتجات لشركات مصرية 100%، مثل إحدى شركات المياه الغازية المصرية القديمة، التى كانت شعبيتها ضئيلة جدًا، ثم حدث لها رواج كبير هذه الأيام كبديل للعلامتين الشهيرتين فى مجال المياه الغازية، وهو ما يثير الشكوك بعدم صدق النوايا.

أعتقد أنها لعبة اقتصادية تدفع ثمنها شركات مصرية ورأسمال مصرى لديه حق استخدام العلامة التجارية العالمية، أما أكبر دافع للثمن فهو من يعمل فيها من بسطاء المصريين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة سلاح المقاطعة لعبة سلاح المقاطعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon