توقيت القاهرة المحلي 23:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعبة سلاح المقاطعة!

  مصر اليوم -

لعبة سلاح المقاطعة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

منذ بدء الحرب على غزة شهدت بعض الدول العربية، ونحن فى المقدمة، دعوات متنامية لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل.

وطالت هذه الدعوات عددًا من أشهر العلامات التجارية العالمية التى تحظى بشعبية واسعة فى الأسواق العربية، خاصة بعد إعلان العديد منها موقفه الداعم للكيان الصهيونى من خلال فروع لبعضها فى إسرائيل، ولعل أكثرها صدى كان إعلان أحد هذه الفروع عن توزيع آلاف الوجبات المجانية لأفراد بالجيش الإسرائيلى.

وانتشرت دعوات المقاطعة، التى أطلقها شباب متمرّسون فى مجال التكنولوجيا، على مواقع إلكترونية مخصصة وتطبيقات على الهواتف الذكية فضلاً عن منشورات إعلانية فى الشوارع تحدد المنتجات المطلوب مقاطعتها، مقرونة بصورٍ لأطفال ملطّخين بالدماء، وإرفاق تلك الصور بشعار صادم يقول: «هل قتلتَ اليوم فلسطينيا؟»!

ومع تزايد تلك الدعوات وظهور صور عبر مواقع التواصل الاجتماعى تشير لفروع خالية من العملاء فى عدد من الدول العربية، بادرت بعض تلك العلامات التجارية بالإعلان عن حملات تبرع للفلسطينيين، مؤكدة عدم ارتباطها بالموقف المعلن من الشركة الأم، أو من الفروع الأخرى داخل إسرائيل. مثل ما فعله أحد أشهر المطاعم العالمية الذى أصدر بيانًا يؤكد فيه أن لا علاقة له بـ«التصرف الفردى» من قبل الوكيل فى إسرائيل، وأنه «لا يموّل أو يدعم بأى شكل من الأشكال أى حكومات أو جهات داخلة فى هذا الصراع».

ويبقى السؤال المهم هنا، وهو: هل ما اُصطلح على تسميته بـ«سلاح المقاطعة» هو سلاح توجه فوهته بحق إلى الهدف المرجو، وهو عقاب الشركات العالمية الداعمة لإسرائيل، أم أن الفوهة موجهة إلى أقدامنا وصدورنا نحن؟. أظن أن غياب الثقافة الاقتصادية وعدم معرفة أسس الاقتصاد يجعل الكثيرين غير قادرين على الإجابة الصحيحة.

الحقيقة أن معظم العلامات التجارية هنا هى أموال مصرية ويعمل فيها مصريون، والشركة الأم صاحبة العلامة لا تستفيد إلا بالقليل جدًا من حق استخدام علامتها التجارية، أى أن حجم الضرر الذى سيقع على هذه الكيانات الدولية لن يتخطى نسبة مئوية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

لهذا حذر الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية من أن المقاطعة قد يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد المصرى، وأكد فى بيان أن مثل تلك الحملات لن يكون لها أى تأثير على الشركات الأم، لأن الفروع المحلية تعمل بنظام الامتياز التجارى، وبالتالى فإن الأثر سيكون فقط على المستثمر المصرى والعمالة المصرية.

المريب فى الأمر، هو استغلال بعض أصحاب المنتجات الأخرى لحالة المقاطعة تلك، والترويج لمنتجاتهم باعتبارها منتجات لشركات مصرية 100%، مثل إحدى شركات المياه الغازية المصرية القديمة، التى كانت شعبيتها ضئيلة جدًا، ثم حدث لها رواج كبير هذه الأيام كبديل للعلامتين الشهيرتين فى مجال المياه الغازية، وهو ما يثير الشكوك بعدم صدق النوايا.

أعتقد أنها لعبة اقتصادية تدفع ثمنها شركات مصرية ورأسمال مصرى لديه حق استخدام العلامة التجارية العالمية، أما أكبر دافع للثمن فهو من يعمل فيها من بسطاء المصريين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة سلاح المقاطعة لعبة سلاح المقاطعة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:18 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة
  مصر اليوم - أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon