بقلم - عبد اللطيف المناوي
قد لا يستطيع دونالد ترامب دخول سباق الانتخابات الأمريكية المقبلة، لكن الواقع يؤكد أن حالة «الترامبيزم» فى ازدياد كبير.
المحكمة العليا فى ولاية «كولورادو» قضت بعدم أهلية الرئيس الأمريكى السابق لخوض انتخابات الحزب الجمهورى التمهيدية للانتخابات الرئاسية فى هذه الولاية، بسبب ما فعله خلال اقتحام حشد من أنصاره مقر الكونجرس فى 2021. واستندت المحكمة إلى إحدى مواد الدستور، التى نصت على أن موظفى الدولة الذين شاركوا فى تمرد أو عصيان ضد الولايات المتحدة، أو قدموا مساعدة لأعدائها، غير مؤهلين لاختيارهم كـ«ناخبين»، وهو حظر يعود إلى حقبة ما بعد الحرب الأهلية الأمريكية.
ترامب رد على هذا الحكم واعتبر أن الرئيس الحالى لأمريكا جو بايدن هو الذى يقف وراءه، واعتبر أنه يهدف إلى تلطيخ سمعته وإدخاله السجن لمنعه من خوض الانتخابات المقبلة، مثلما كتب على منصته الخاصة بـ«السوشيال ميديا»، «تروث». وهى منصة قام بإنشائها ترامب بعدما تم حظر حساباته على المنصات المختلفة بعد خسارته فى الانتخابات الماضية!.
وطوال الشهور المنقضية يستمر ترامب فى الحشد، وتستمر حالة «الترامبيزم» فى الانتشار والتوسع، حيث لم تؤثر المشاكل القانونية المتفاقمة التى يواجهها على وضعه باعتباره المرشح الأوفر حظا لترشيح الحزب الجمهورى للرئاسة فى انتخابات عام 2024، كما يتقدم فى كثير من استطلاعات الرأى متفوقًا على بايدن.
بل إن بعض المراقبين يرون أن تلك التحديات القانونية عززت من موقف ومكانة الرجل، فى ظل شعبية متدنية للرئيس الحالى، ليقفز تساؤل مهم لابد من الإجابة عليه، وهو: هل لو كان هناك رئيس آخر غير بايدن لاختلف الأمر، وتراجع حضور ترامب؟
نعرف أن «لو» تفتح بابًا للشيطان، ولكنها تفتح بابًا آخر للتفكير، لأن المجتمع الأمريكى هو الذى بيده الإجابة على هذا التساؤل، فإما الإجابة بـ «نعم»، وبالتالى فإن المشكلة فى جو بايدن نفسه، ليس باعتباره رئيسا عجوزا بل إن سياساته هى التى ضجر بها المواطنون، وإما الإجابة بـ«لا»، وبالتالى فإن حالة «الترامبيزم» هى التى فى ازدياد.
تلك الحالة القائمة على الشعبوية والتصرفات غير المسؤولة وتبنى خطاب متطرف تجاه بعض القضايا، وكذلك اتخاذ قرارات حمقاء مثل الدعوة لاقتحام الكونجرس أو لبناء سور بين أمريكا والمكسيك يمنع المكسيكيين من الدخول إلى الولايات المتحدة، وغيرها من كلام يدلل على حالة من الفوضى الفكرية التى ينتهجها الرجل، بل وأنصاره باعتبارهم مناصرين ليس إلا.
ستيفن تشونج، المتحدّث باسم دونالد ترامب، وصف قرار المحكمة بغير الديمقراطى، استنادًا أيضًا للدستور الذى كفل حق الترشح لكل مواطن أمريكى، وأكد أنه سيطعن عليه سريعًا، ولكن أيًا كانت نتيجة الطعن، سواء تم تأييد الحكم أو إلغاؤه، فإننا أمام حالة متنامية داخل الولايات المتحدة، وخارجها أيضًا.