بقلم - عبد اللطيف المناوي
لملم منتدى «دافوس» أوراقه، أمس، بعد أن طرح العديد من المهتمين بالشأن الاقتصادى والسياسى رؤاهم لعالم ما بعد الجائحة. تحدثوا عن الحرب الروسية- الأوكرانية وأثرها القوى على العالم، وعن وجهة نظرهم التي لم تخرج عن إطار شعبوية رفعت شعار «لا بديل عن انتصار أوكرانيا.. ولا وجود لأى اتفاقات دبلوماسية مع موسكو، مقابل أصوات خافتة تنادى بحل دبلوماسى يخشون أن يسمعهم الشعبويون».
أما الحضور المصرى- وهو ما يهمنا اليوم- فأستطيع القول إنه لم يكن على القدر الذي كان يجب أن يكون، أقل من المتوقع. حضور قليل للغاية، اقتصر رسميًا على 3 وزراء فقط، هم: وزير الخارجية سامح شكرى، ووزير البترول المهندس طارق الملا، ووزيرة التعاون الدولى رانيا المشاط، أما من رجال الأعمال والقطاع الخاص والمهتمين فعددهم لم يزد عن عدد المسؤولين إلا قليلًا.
وعن الموضوعات التي اهتم بها الوزراء الحاضرون، كان الموضوع الرئيسى هو تغير المناخ، وهو أمر مفهوم لأن مصر سوف تستضيف مؤتمر التغير المناخى «كوب 27» في نوفمبر المقبل، وهذا ما استدعى حضور الوزير سامح شكرى في إحدى الجلسات كمشارك، بينما كان مستمعًا في جلسة أخرى للإعداد للقمة.
وكان حضور وزير البترول المهندس طارق الملا بارزًا أيضًا، بسبب الحديث عن الطاقة الذي يشغل بال العالم كله هذه الأيام، إضافة إلى التطور الكبير في ملف الغاز في مصر، واستهداف تحويل مصر إلى مركز إقليمى للغاز.
الوزيرة رانيا المشاط كانت حاضرة هي الأخرى في ملف العلاقات الدولية، ولكن اقتصر حضورها على لقاءات ثنائية مع بعض قيادات المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية.
وإذا قارنا هذا الحضور بإحدى الدورات السابقة التي مازال يتذكرها قدامى الحضور إلى دافوس، فسوف نشعر بمفهوم الفرصة الضائعة، هؤلاء، مصريون وعرب، يتذكرون تلك الليلة المصرية التي غنى فيها عمرو دياب، وحضرها العديد من الشخصيات المصرية والعالمية، واستطاع الحضور أن يلفت الأنظار ليس فقط لليلة فنية مصرية، بل أيضًا للقضايا المصرية الاقتصادية التي تم طرحها حينها.
الحضور هذا العام كان شديد التواضع، بثلاثة وزراء ذكرنا أسماءهم وأنشطتهم رغم مجهوداتهم المشكورة، إضافة إلى وزير، أو وزيرة، ألغى حضوره في آخر لحظة، ويبدو أنهم نسوا أن يعتذروا عن مواعيد ولقاءات مع بعض مسؤولين بعضهم انتظر في موعده.
الحضور هذا العام لم يكن على القدر الذي تصورته على الرغم من الأهمية الكبيرة. كان من المفترض أن يكون هناك حضور أكبر، وعرض أكثر لفرص الاستثمار بمصر، لأننا في أشد الاحتياج لذلك، وأن فرص وجود الكثير من السياسيين والاقتصاديين في المنتدى هو أمر كان لابد من استغلاله.