توقيت القاهرة المحلي 08:42:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخصومة الشريفة

  مصر اليوم -

الخصومة الشريفة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

هل تغيرت عادات أهل مصر أم أن الوسائل الجديدة للتواصل أظهرت ما كان مختفيًا؟ هو سؤال طرحته أمس الأول فى جلسة الحوار المهمة التى دعت إليها مكتبة الإسكندرية، وأدارها باقتداره المعتاد الدكتور مصطفى الفقى، وتحدثت بإيجاز فيها بعد حديث مفكرين وأساتذة تحت عنوان «بناء الإنسان المصرى».

ومن بين العادات التى كنت أقصدها فى كلمتى الموجزة عادة «شرف الخصومة» والتى استدعيت فيها ما قاله لى صديق صعيدى، إذ أكد لى أن الخصومة الشريفة هى الحاكمة فى صعيد مصر، حتى فى عادة «الثأر»، فلا يجوز أن تقتل خصمك وهو فى عزاء، أو فى تشييع جنازة، أو فى فرح، أو بصحبة امرأة أو طفل، أو بصحبة ضيف، أو فى صحبة أشخاص من غير أقاربه، ولا تقتله من ظهره، ولا بد من المواجهة.

وتتجاوز تلك العادة صعيد مصر بكل تأكيد، فهى من ثوابت القيم العربية فى الجاهلية والإسلام، فقد رفض أبو جهل أن يُكسر الباب فى محاولة قتل الرسول، عليه الصلاة والسلام، وقال قولته المشهورة: «أَوَتقول العرب إن أبا الحكم عمرو بن هشام رَوَّع نساء محمد!».

فى عصر ما قبل الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى، كانت الثقافة العربية واضحة المعالم والأسس والمنطلقات، فقد كانت تحكم الإنسان العربى منظومة قيم واضحة، فتكون رادعًا له فى أوقات الغضب، قيمة اجتماعية هى قيمة «الخصومة الشريفة»، وهى المعنى الثقافى للحديث النبوى الشريف الذى جعل من صفات المنافق أنه إذا خاصم فجر.

وكما للتعايش بحب وإخاء مواثيق شرف، فإن للخصومة أيضًا مواثيق شرف لا يعرفها وينتهجها إلا الشرفاء من الناس، وبكل أسف فقد كثير من الناس الخصومة الشريفة، ويتم ذلك أحيانًا باسم الوطنية، والديمقراطية، والحرية، والكرامة، وكل القيم النبيلة. تحولت القيم السامية إلى ستار يُتخفى وراءه ويُحتمى به كمبرر انتهازى للفجور فى الخصومة، وقد انحدر الحال فى مناحٍ عدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى وبعض الوسائل الإعلامية.

الوضع الطبيعى أن يتم استخدام الحجة والبرهان والحقائق لمقارعة حجج المختلف وذرائعه، ومن الطبيعى أيضًا أن يتم نقد الخصم بقسوة شديدة، لكنها تلتزم بأدب الحوار، ولكن ليس من الطبيعى أن تتحول الخصومة إلى طعن ولعن وسباب وبلاغات تحريضية لن يستفيد منها لا المجتمع، ولا الناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخصومة الشريفة الخصومة الشريفة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon