بقلم - عبد اللطيف المناوي
من واقع أيام عشتها فى «دافوس»، شعرت بأهمية أن تتحدث وفق معلومات واضحة لا اجتهادات وآمال. من واقع تلك الأيام أعود من جديد لأؤكد أن كلمة أننا نعيش فى «عصر المعلومات» ليست مجرد وصف فقط، بل هى ضرورة لما ينبغى أن نعيش فيه.
جملة «المعلومات قوة» ليست فى زمننا هذا رفاهية، بل طلب وحقيقة لم يعد أمامنا إلا أن نتعامل معها إذا أردنا أن نحتل مكانة تليق بنا. المعلومات التى تحدث بها المشاركون فى «دافوس» كانت أشبه بمحور يتحكم فى الأداء السياسى والاقتصادى والحياة الاجتماعية لهؤلاء المشاركين، وبلدانهم وأقاليمهم، بل لن أبالغ إن قلت إنهم يعرفون عن بلدان أخرى ليست بلدانهم ما لا يعرفه سكان هذه البلدان.
فى «دافوس» شعرت بالفارق بين الدول المتقدمة وغيرها، وهو مدى امتلاك هذه الدول لمعلومات تفصيلية ودقيقة وشاملة لكافة عناصر مجتمعاتها وغيرها من المجتمعات.
امتلاك هذه المعلومات هو الذى سمح لهم بفهم طبيعة ونسيج مجتمعاتهم، عرفوا عناصر قوتهم ونقاط ضعفهم، فهموا طبيعة السكان وسماتهم وقدراتهم واحتياجاتهم. امتلكوا أيضًا معلومات ومعرفة دقيقة عن اقتصادهم وثرواتهم، ومن خلال هذه القوة المعلوماتية انطلقوا لبناء مجتمعاتهم.
فى «دافوس» اكتشفت أننا أمام تحدٍّ حقيقى، إذا أردنا فعلًا أن نكون جزءًا من العالم المتقدم المتطور، الذى يعتمد على المعلومات، وأتصور أنه ليس أمامنا إلا أن نأخذ الطريق الذى ثبت نجاحه.
لقد بدأنا فى مصر بمشروع «مصر الرقمية»، وقد حققت الدولة نجاحات كبيرة فيه، ومن خلاله سعينا لإيصال الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين، وليس مَن يحاولون الاستفادة منه. حققت من خلاله تقدمًا واضحًا فى مسألة ربط المعلومات كلها على شبكة واحدة، ما يسهل إجراءات التعامل مع الجهات الحكومية والنيابية وغيرها.
كانت مصر وطوال السنوات الماضية تعانى نقصًا حادًّا فى المعلومات عن مواطنيها، فلم يكن الدعم يصل إلى أصحابه، وتأخرت العدالة الاجتماعية بشكل واضح، وابتعد حلم المواطنين فى حياة كريمة، وأتصور أن ذلك كله كان بسبب فقر المعلومات. الآن صارت المسألة أفضل بكثير، ولكن هل هذا كافٍ؟.
بالتأكيد الإجابة ستكون «لا» لأن معيار التطور فى عصر المعلومة المتاحة حاليًا هو الكيفية التى نستخدم بها المعلومات، وقد نجحنا فى بعض البنود، وبقيت بنود أخرى، ومنها إدراكنا ما تفعله المعلومة فى علاقتنا بالخارج، وسعينا فى جذب الاستثمارات إلى أرض مصر، والذى لن يتم إلا بمعلومات، لا باجتهادات.