توقيت القاهرة المحلي 04:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال غزة.. وأطفال التحدي

  مصر اليوم -

أطفال غزة وأطفال التحدي

بقلم - عبد اللطيف المناوي

المقاومة هى أنبل الفضائل، وما يعطيه أطفال غزة لنا من صور مستمرة تظهرهم يضحكون ويلعبون ويقرأون، رغم المآسى والقصف المستمر الذى يحصد مئات الأرواح يوميا، دروسا للتأمل. ضحكاتهم فى الصور القليلة التى باتت تصل لنا بعد محاولة تل أبيب لحجب هذه البقعة عن العالم بقطع كل وسائل الاتصال، كفيلة أن تبكينا وتعطينا مزيدا من الأمل حول المستقبل. تحولت أجزاء من المدارس المدمرة وأماكن التجمع الباحثة عن أى إحساس بالأمان إلى تجمعات للأطفال يحاولون فيها استعادة الأمل.

هذا هو الإحساس الذى انتابنى فى ثلاثة مشاهد حدثت أمامى أثناء آخر مراحل «تحدى القراءة العربى»، المبادرة المهمة التى أطلقها منذ سنوات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

المشهد الأول كان لطفلة من فلسطين، شاركت فى «تحدى القراءة» رغم كل الصعوبات التى تواجهها، ورغم كل المعوقات، إلا أنها تحدتها جميعا، ورغم أنه لم يحالفها الحظ فى الوصول إلى المرحلة النهائية من التحدى، إلا أن كلماتها التى ظهرت فى الفيلم الذى عُرض فى الحفل امتلأت بالحماس والإرادة؛ حماس وإرادة ربما يفتقدها أطفال آخرون لم يتعرضوا لنفس الأزمات التى تعرضت لها هذه الفتاة فى حياتها، وأبرزها أن أباها أسير فى سجون الاحتلال!.

المشهد الثانى هو مشهد المتسابقة السورية التى وصلت إلى المرحلة النهائية من التحدى، ووقفت أمامنا جميعا، أمام الشيخ محمد بن راشد وأفراد من الحكومة وشخصيات بارزة ثقافية وإعلامية من الوطن العربى بأكمله، لتحكى عن حبها وشغفها بوطنها سوريا، لكنها لم تغالب دموعها التى انهمرت عندما تحدثت عن آثار الدمار الذى خلفته الحرب التى استمرت نحو ١٠ سنوات.

بكت الفتاة وتحشرج صوتها، وسط دعم وتصفيق الحاضرين الذين يفهمون معنى الحرب، ومعنى أن تعيش تحت قصف متواصل، وتحت تهديد مستمر، لكنها أعطت الأمل من جديد، وعادت لتكمل كلمتها، بصوت مقاوم، ونظرات من أمل.

أما المشهد الأخير فكان رد الفعل الكبير عندما عُزف السلام الوطنى الفلسطينى فى لوحة قدمت كل أناشيد البلاد العربية، حيث قوبل بتصفيق كبير، وهو رد فعل ينم عن أن القضية الفلسطينية فى قلوبنا جميعا قبل أن تكون فى قلوب الفلسطينيين وحدهم، أو فى قلوب الساسة الفلسطينيين وقادة الفصائل. هذه المشاهد الثلاثة أكدت لى أن فعل المقاومة سواء بالفعل أو بالكلمة وبالعلم شىء متأصل فى الطفل العربى. استطعت تلمس ذلك أيضا فى مواقف الشباب والأطفال هنا فى مصر دعما للقضية الفلسطينية ولأطفال غزة الذين يستشهدون يوميا، ولمستها أيضا فى رغبة مئات الأطفال الذين حضروا حفل تحدى القراءة على صناعة مستقبل عربى مبهر.

المقاومة ضد العدو مهمة، والمقاومة أيضا ضد الجهل والتسطيح لا تقل أهمية، ولنا فى صور الأطفال الفلسطينيين فى المخيمات وبين ركام المبانى المتهدمة بفعل صواريخ إسرائيل أسوة حسنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة وأطفال التحدي أطفال غزة وأطفال التحدي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon