توقيت القاهرة المحلي 18:17:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال غزة.. وأطفال التحدي

  مصر اليوم -

أطفال غزة وأطفال التحدي

بقلم - عبد اللطيف المناوي

المقاومة هى أنبل الفضائل، وما يعطيه أطفال غزة لنا من صور مستمرة تظهرهم يضحكون ويلعبون ويقرأون، رغم المآسى والقصف المستمر الذى يحصد مئات الأرواح يوميا، دروسا للتأمل. ضحكاتهم فى الصور القليلة التى باتت تصل لنا بعد محاولة تل أبيب لحجب هذه البقعة عن العالم بقطع كل وسائل الاتصال، كفيلة أن تبكينا وتعطينا مزيدا من الأمل حول المستقبل. تحولت أجزاء من المدارس المدمرة وأماكن التجمع الباحثة عن أى إحساس بالأمان إلى تجمعات للأطفال يحاولون فيها استعادة الأمل.

هذا هو الإحساس الذى انتابنى فى ثلاثة مشاهد حدثت أمامى أثناء آخر مراحل «تحدى القراءة العربى»، المبادرة المهمة التى أطلقها منذ سنوات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

المشهد الأول كان لطفلة من فلسطين، شاركت فى «تحدى القراءة» رغم كل الصعوبات التى تواجهها، ورغم كل المعوقات، إلا أنها تحدتها جميعا، ورغم أنه لم يحالفها الحظ فى الوصول إلى المرحلة النهائية من التحدى، إلا أن كلماتها التى ظهرت فى الفيلم الذى عُرض فى الحفل امتلأت بالحماس والإرادة؛ حماس وإرادة ربما يفتقدها أطفال آخرون لم يتعرضوا لنفس الأزمات التى تعرضت لها هذه الفتاة فى حياتها، وأبرزها أن أباها أسير فى سجون الاحتلال!.

المشهد الثانى هو مشهد المتسابقة السورية التى وصلت إلى المرحلة النهائية من التحدى، ووقفت أمامنا جميعا، أمام الشيخ محمد بن راشد وأفراد من الحكومة وشخصيات بارزة ثقافية وإعلامية من الوطن العربى بأكمله، لتحكى عن حبها وشغفها بوطنها سوريا، لكنها لم تغالب دموعها التى انهمرت عندما تحدثت عن آثار الدمار الذى خلفته الحرب التى استمرت نحو ١٠ سنوات.

بكت الفتاة وتحشرج صوتها، وسط دعم وتصفيق الحاضرين الذين يفهمون معنى الحرب، ومعنى أن تعيش تحت قصف متواصل، وتحت تهديد مستمر، لكنها أعطت الأمل من جديد، وعادت لتكمل كلمتها، بصوت مقاوم، ونظرات من أمل.

أما المشهد الأخير فكان رد الفعل الكبير عندما عُزف السلام الوطنى الفلسطينى فى لوحة قدمت كل أناشيد البلاد العربية، حيث قوبل بتصفيق كبير، وهو رد فعل ينم عن أن القضية الفلسطينية فى قلوبنا جميعا قبل أن تكون فى قلوب الفلسطينيين وحدهم، أو فى قلوب الساسة الفلسطينيين وقادة الفصائل. هذه المشاهد الثلاثة أكدت لى أن فعل المقاومة سواء بالفعل أو بالكلمة وبالعلم شىء متأصل فى الطفل العربى. استطعت تلمس ذلك أيضا فى مواقف الشباب والأطفال هنا فى مصر دعما للقضية الفلسطينية ولأطفال غزة الذين يستشهدون يوميا، ولمستها أيضا فى رغبة مئات الأطفال الذين حضروا حفل تحدى القراءة على صناعة مستقبل عربى مبهر.

المقاومة ضد العدو مهمة، والمقاومة أيضا ضد الجهل والتسطيح لا تقل أهمية، ولنا فى صور الأطفال الفلسطينيين فى المخيمات وبين ركام المبانى المتهدمة بفعل صواريخ إسرائيل أسوة حسنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة وأطفال التحدي أطفال غزة وأطفال التحدي



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon