توقيت القاهرة المحلي 00:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال غزة.. وأطفال التحدي

  مصر اليوم -

أطفال غزة وأطفال التحدي

بقلم - عبد اللطيف المناوي

المقاومة هى أنبل الفضائل، وما يعطيه أطفال غزة لنا من صور مستمرة تظهرهم يضحكون ويلعبون ويقرأون، رغم المآسى والقصف المستمر الذى يحصد مئات الأرواح يوميا، دروسا للتأمل. ضحكاتهم فى الصور القليلة التى باتت تصل لنا بعد محاولة تل أبيب لحجب هذه البقعة عن العالم بقطع كل وسائل الاتصال، كفيلة أن تبكينا وتعطينا مزيدا من الأمل حول المستقبل. تحولت أجزاء من المدارس المدمرة وأماكن التجمع الباحثة عن أى إحساس بالأمان إلى تجمعات للأطفال يحاولون فيها استعادة الأمل.

هذا هو الإحساس الذى انتابنى فى ثلاثة مشاهد حدثت أمامى أثناء آخر مراحل «تحدى القراءة العربى»، المبادرة المهمة التى أطلقها منذ سنوات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

المشهد الأول كان لطفلة من فلسطين، شاركت فى «تحدى القراءة» رغم كل الصعوبات التى تواجهها، ورغم كل المعوقات، إلا أنها تحدتها جميعا، ورغم أنه لم يحالفها الحظ فى الوصول إلى المرحلة النهائية من التحدى، إلا أن كلماتها التى ظهرت فى الفيلم الذى عُرض فى الحفل امتلأت بالحماس والإرادة؛ حماس وإرادة ربما يفتقدها أطفال آخرون لم يتعرضوا لنفس الأزمات التى تعرضت لها هذه الفتاة فى حياتها، وأبرزها أن أباها أسير فى سجون الاحتلال!.

المشهد الثانى هو مشهد المتسابقة السورية التى وصلت إلى المرحلة النهائية من التحدى، ووقفت أمامنا جميعا، أمام الشيخ محمد بن راشد وأفراد من الحكومة وشخصيات بارزة ثقافية وإعلامية من الوطن العربى بأكمله، لتحكى عن حبها وشغفها بوطنها سوريا، لكنها لم تغالب دموعها التى انهمرت عندما تحدثت عن آثار الدمار الذى خلفته الحرب التى استمرت نحو ١٠ سنوات.

بكت الفتاة وتحشرج صوتها، وسط دعم وتصفيق الحاضرين الذين يفهمون معنى الحرب، ومعنى أن تعيش تحت قصف متواصل، وتحت تهديد مستمر، لكنها أعطت الأمل من جديد، وعادت لتكمل كلمتها، بصوت مقاوم، ونظرات من أمل.

أما المشهد الأخير فكان رد الفعل الكبير عندما عُزف السلام الوطنى الفلسطينى فى لوحة قدمت كل أناشيد البلاد العربية، حيث قوبل بتصفيق كبير، وهو رد فعل ينم عن أن القضية الفلسطينية فى قلوبنا جميعا قبل أن تكون فى قلوب الفلسطينيين وحدهم، أو فى قلوب الساسة الفلسطينيين وقادة الفصائل. هذه المشاهد الثلاثة أكدت لى أن فعل المقاومة سواء بالفعل أو بالكلمة وبالعلم شىء متأصل فى الطفل العربى. استطعت تلمس ذلك أيضا فى مواقف الشباب والأطفال هنا فى مصر دعما للقضية الفلسطينية ولأطفال غزة الذين يستشهدون يوميا، ولمستها أيضا فى رغبة مئات الأطفال الذين حضروا حفل تحدى القراءة على صناعة مستقبل عربى مبهر.

المقاومة ضد العدو مهمة، والمقاومة أيضا ضد الجهل والتسطيح لا تقل أهمية، ولنا فى صور الأطفال الفلسطينيين فى المخيمات وبين ركام المبانى المتهدمة بفعل صواريخ إسرائيل أسوة حسنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة وأطفال التحدي أطفال غزة وأطفال التحدي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon