توقيت القاهرة المحلي 09:16:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصيحة إن جازت النصيحة

  مصر اليوم -

نصيحة إن جازت النصيحة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الضربات تتوالى على رأس «التعليم» فى مصر، لا أقصد شخصًا بعينه ولا الوزارة التى تدير العملية التعليمية، ولكن أقصد المنظومة كاملة.

لا أقصد بكلامى هذا ما حدث فى الامتحانات الأخيرة وأزمات التسريب المستمرة ووقوع «السيستم» وتعطيله ومشكلاته المتكررة، ولكن أقصد الشكل العام لـ«التعليم» فى مصر.

الحديث عن أهمية «التعليم» يبدو مُكرَّرًا إلى حد الملل، والحديث عن ضرورة تطوير المنظومة أيضًا كذلك، وهو ما يجعلنى أعود إلى أكثر جملة معتادة ومُكرَّرة حول أهمية «التعليم» لبلدنا، وهى مقولة طه حسين، التى أطلقها منذ أكثر من 75 سنة: «التعليم كالماء والهواء»، فهو فعلًا كالماء والهواء.

أشكر وزير التعليم، الدكتور طارق شوقى، على محاولاته الكبيرة والمستمرة لتطوير «التعليم» ومنظومته، والذى ربما يكون قد حاول أن يُغير الطريقة التى مارس بها أسلافه التطوير بأسلوب انتهى إلى هذا الحال من التدنى.

وأُعيد من جديد القول بأن أى منظومة مهما كانت قوتها لابد أن تعانى الضربات والخروقات والهنّات حتى تصير أقوى رسوخًا وانضباطًا، ولكن ما أنوى النصح به- إن جاز لى النصح- هو أن يصبح تطوير التعليم مشروعًا قوميًّا كبيرًا واستراتيجية مستمرة.

فالولايات المتحدة الأمريكية، وهى القوة العظمى فى العالم، لم تكن راضية عن مستواها فى التعليم فى مرحلة ما، وقد صدر فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى تقرير بعنوان «أمة فى خطر»، وكان صرخة أظهرت مدى الخطر الذى يهدد «التعليم» فى أمريكا، والذى نتج عنه انخفاض فى المستويات التحصيلية والأكاديمية للطلاب الأمريكيين. وكان من نتائج هذا التقرير أن جعلوا من «التعليم» قضية استراتيجية تحتل الأولوية والصدارة على أجندة الدولة وسياساتها الداخلية، فضلًا عن ارتباطها بقضية البحث العلمى ارتباطًا وثيقًا.

الأفكار كثيرة، والمقترحات- لا شك- عديدة، وعُقد بسببها الكثير من المؤتمرات واللقاءات، ودارت حولها النقاشات، بعضها علمى وبعضها ليس كذلك، ولا أظن أن الوزارة أهملت تلك الأفكار، ولكنها أهملت أهم فكرة، وهى الإيمان الحقيقى بمقولة طه حسين، فـ«التعليم» يتطور ولكنه ليس كالماء والهواء.

«التعليم» وفقًا لتعريف الوزارة يتطور، ولكن وفقًا لتعريف الإنسان، صانع الحضارات والتقدم والتفكير فى المستقبل، لا يزال فى مكانه ساكنًا يعانى أحيانًا شكاوى أولياء الأمور من صعوبة الامتحانات، ويعانى كذلك اختراق المنظومة وأزماتها.

نصيحتى، إن جازت النصيحة، لمَن يدير الملف، أن يعتمد مقولة «التعليم كالماء والهواء» فى كل فكرة وقرار وأسلوب ينتهجه فى التطوير. والأهم أن يكون أصحاب التطوير هم جماعة المجتمع وليس الأمر حكرًا على أحد مهما علا شأنه. الدراسة العلمية واعتبار الأبعاد الاجتماعية والثقافية أساس النجاح الحقيقى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصيحة إن جازت النصيحة نصيحة إن جازت النصيحة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon