توقيت القاهرة المحلي 18:08:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيد قيامة مجيد وموقف محتاج مقال

  مصر اليوم -

عيد قيامة مجيد وموقف محتاج مقال

بقلم - عبد اللطيف المناوي

«محتاجة مقال»، هكذا ختم صديق لى رسالته عبر التليفون وصحبها بثلاث صور، صورتين لقرارى مجلس الوزراء، أحدهما خاص باعتبار يوم الاثنين إجازة بمناسبة شم النسيم، والقرار الثانى باعتبار يوم الأحد، اليوم، إجازة بدلا من يوم عيد العمال. الصورة الثالثة لقرار صدر عام 1953 عن مجلس وزراء الثورة فى هذه الأيام مصحوبا بصورة لمحمد نجيب وجمال عبدالناصر معًا، ينظم هذا القرار أيام العطلات المصرح فيها «للموظفين والمستخدمين المسيحيين واليهود بالتغيب فيها» وطبعا فيها يوم عيد القيامة المجيد. وعلق صديقى بقوله «كل سنة يتسببوا فى أزمة رغم أن حكومة الثورة خلصت الموضوع من ٧١ سنة». والسؤال هنا: هل فعلا هناك مشكلة؟ تقديرى أن المشكلة فى معظمها مشكلة تواصل وحساسية.

لم يكن إعلان القرار موفقا دون الإشارة، ولو بتصريح أو إصدار قرار خاص بإجازة عيد القيامة، لأنه بالفعل إجازة للمصريين المسيحيين وللبنوك كل عام. حتى لو كان الأمر مسلما به الآن أنه يجب أن يكون هناك حس سياسى فى التعامل مع الجماهير. تظل مسألة أسلوب ولغة التواصل إحدى أهم الأدوات التى تنجح بها أى مؤسسة فى تحقيق أهدافها وكسب جمهورها. وأقصد أى مؤسسة من شركة صغيرة وحتى مؤسسة دولة. إذن هو خطأ تواصل وعدم إدراك لطبيعة الجمهور الذى يستقبل هذه القرارات، حتى وهو يعلم بها ومجرد تحصيل حاصل.

على الطرف الآخر تقف حالتا التربص والحساسية كعوامل لتوسيع الجدل حول موضوع محسوم. والتربص هنا ممن ينتظر أى خطأ أو هِنة، كبرت أو صغرت، لنقد سلوك المؤسسة. وقد تحقق ذلك بعدم توقع رد الفعل من قطاع من الجمهور لقرار تقليدى، وغياب أسلوب خطاب سياسى فى التعامل مع هذا الجمهور، أو جزء منه، كما ذكرنا.

أما الحساسية فهى لدى جزء منا نحن المصريين فى تفسير بعض المواقف على أنها موجهة إلى المسيحيين منا، وأنها دليل على الاستهانة بحقوقهم ووجودهم. حتى تلك الصورة التى أرسلها لى صديقى منسوبة لصفحة تتحدث عن تاريخ الأقباط المنسى، وهذه الحساسية لها أسبابها وجذورها القديمة، والتى يبدو واضحا أن هناك محاولات جادة للقضاء على أسبابها فى السنين الأخيرة. وأظن أن جزءا مهما من هذه المهمة يقع على عاتق كل المسؤولين عن التواصل مع المواطنين بعدم التجاهل إن كانت هناك مشكلة أو سوء تواصل، حتى لو صغرت، وعدم المبالغة أو التهوين إن تم التعامل معها. وقبل كل ذلك إدراك أساليب التواصل الصحيحة من قبل القائمين بالاتصال مع المواطنين.

أما عقلاء المصريين فدورهم دعم كل التوجهات المؤكدة لحقيقة ثقافة التعايش والسلام الذى شهده هذا البلد منذ دخول المسيحية إليه ودخول الإسلام بعد ذلك.

ولعل قصة احتفالنا اليوم بعيد القيامة المجيد وغدا بعيد شم النسيم المصرى منذ القدم، هى دليل على جوهر مصر الحقيقية الذى نحتاج دوما إلى صقله وتأكيده.

كل عام وكل المصريين بخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد قيامة مجيد وموقف محتاج مقال عيد قيامة مجيد وموقف محتاج مقال



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon