توقيت القاهرة المحلي 06:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يستطيع؟

  مصر اليوم -

من يستطيع

بقلم - عبد اللطيف المناوي

فى الدول المتقدمة، تولى المؤسسات الناجحة أولوية كبرى لاختيار القادة والكفاءات. لقد صار من أهم واجبات المسؤول المخلص أن يبحث بكل أمانة وإخلاص عن النوابغ والمتميزين - بشرط نبوغهم وتميزهم - لضمان استمرار عجلة التقدم والتطور، فلا يكفى أن يُقال عن المسؤول الناجح، إنه ناجح، ما لم يحاول جاهدا أن يساهم فى حسن اختيار الخلف لتستمر مسيرة الحياة والوطن.
\
فمسيرة الوطن نحو التقدم بحاجة إلى شروط، لعل أهمها حُسن رعاية من يمتلكون بذور الكفاءة والقيادة، وتوفير مناخ مناسب من العدل وتكافؤ الفرص فى اختياراتهم، بعيدًا عن العاطفة أو المحاباة.

الشواهد كثيرة تؤكد كيف تؤثر الكفاءات فى المؤسسات المختلفة، فإما تحليق يرفع الهامات، وإما سبات عميق يُحنى الرؤوس. فحسن اختيار المسؤولين ورعايتهم على أسس علمية يُعد من أهم عوامل نجاح ليس فقط الدولة، بل وأى مؤسسة، وحسن أدائها لمهامها، وبالتالى استمرار مسيرة النمو والتنمية، والدفع للأمام.

أصبح اختيار الكفاءات والقيادات علمًا من علوم إدارة المصادر البشرية، له تخصصاته فى الجامعات والمؤسسات العالمية، وله شركاته التى توظف خدماتها لمؤسسات القطاع العام والخاص، على السواء، وله إداراته فى المؤسسات الناجحة، تدعم المستحقين، وتنمى الراغبين، وتدرب من كانت صفاته تؤهله لأن يكون كفئًا.

إن العديد من الأسئلة تطرح نفسها فى هذا المجال، حيث مازالت الآراء والأفكار تتضارب حول «من هو الفرد الأكثر كفاءة لتولى مسؤولية ما؟، وما هى قدراته وإمكانياته؟، وكيف تتم عملية اختياره؟».

إلا أن التاريخ يؤكد أن الفرد المؤهل لذلك يجب أن يكون مشحونا بالأسس العلمية، والمبادئ العامة، والتفكير خارج الصندوق بصفة مستمرة. يجب أيضا أن يكون أكثر استعدادا عن غيره لتحمل مسؤولية أكبر فيما بعد. وأخيرًا يجب أن يكون مؤهلا لاختيار أفراد آخرين مؤهلين.

تعددت طرق الاختيار، فمنها طريقة اﻻختيار الحر، وهى التى تقوم على اعتبارات شخصية تقديرية، وهى الطريقة التى لم تعد مقبولة اليوم، حيث المساواة والعدل فى الاختيارات.
ومنها طريقة اﻹعداد والتأهيل والتكوين، وهى التى تعتمد على تدخل المسؤولين من أجل إعداد وتكوين اﻷطر القيادية من خلال المؤسسات والمعاهد والكليات، وهى الطريقة التى أثبتت نجاحًا باهرًا فى الدول المتقدمة، وفى بعض القطاعات لدينا.

كما صار من أهم صفات المسؤول الناجح، التعاون والتكامل مع فريق العمل، ومساعدة الغير - من الموهوبين - على النجاح، فى نهاية المطاف النجاح يتطلب العمل بروح الفريق، فالأمر ليس صراعًا أو استحواذا أساسه المصالح الضيقة وقصر النظر، فالنجاح الذى يبقى هو الذى يصنعه الأكفاء المتعاونون.

إن النابغين فى كل مجالات يشتركون فى شىء واحد، هم يريدون أن يحققوا شيئا مفيدا. قد يختلفون فى سياسة العمل وأسلوبه، لكنهم جميعا يودون أن يدون عنهم صفحات مشرقة ومشرفة. النابغون فقط من يدركوا حقائق الحياة، وصعوباتها، حتى عندما تكون الصعوبات مؤلمة ومخيفة، فهى جزء من النجاح، فالتحديات هى التى تجعل التقدم أكثر ثباتًا ورسوخًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يستطيع من يستطيع



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon