توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة الاحتلال الكامل

  مصر اليوم -

عودة الاحتلال الكامل

بقلم - عبد اللطيف المناوي

مشهد الدبابة الإسرائيلية بينما يتجه بها قائدها قاصدًا تحطيم لافتة مكتوب عليها «I LOVE GHAZA» بالدهس عليها، ليست مجرد لقطة تليفزيونية على سبيل الدعاية أو رغبة فى الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعى، لكنها تعبير حقيقى عن الحالة النفسية التى تكمن داخل النفس الإسرائيلية من رغبة فى الانتقام والتشفى، وهذا وضح تمامًا من صوت قائد الدبابة الذى يمتلئ غضبًا وغيظًا، ربما يكون هذا كله ناتجًا عن خيبة أمل لعدم قدرة جيش بهذا العتاد والتكنولوجيا والقوة على حسم الحرب واستعادة الرهائن حتى هذه اللحظة.

العنف المفرط الذى سيطر على قائد الدبابة أثناء تحطيم اللافتة، ربما هو ذاته بالضبط الذى يسيطر على قادة الحرب فى إسرائيل، وصولًا لنتنياهو نفسه، الذى لا يضع حدًا للمواجهات، التى وصلت إلى حد السيطرة على معبر رفح، ليحقق مقولة «من يسيطر على معبر رفح يسيطر على غزة»، لأن معبر رفح هو شريان الحياة، لهذا فإن سيطرة إسرائيل على المعبر الذى يُدار بعيدًا عنها منذ عام 2005، معناه أنها خنقت غزة عن بكرة أبيها، ومعناه الأكثر فداحة أن عقارب الساعة عادت إلى ما قبل هذا التاريخ، إلى مرحلة الاحتلال الكامل.

رغبة السيطرة على المعبر هى رغبة قديمة لدى إسرائيل، حيث تصر تل أبيب على نقل معبر رفح الحالى إلى منطقة جنوب شرق القطاع على خطوط التماس بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل، وبهذا تحتفظ بالسيطرة الأمنية عليه، فتتحكم فى دخول وخروج الأفراد والبضائع، إضافة إلى فرض السيطرة الجمركية على السلع التى يمكن أن تباع لاحقًا فى إسرائيل أو الضفة.

كما تحدثنا أمس، فقد بدأت إسرائيل ما يمكن أن يطلق عليه «العملية النموذج» أو «Pilot Project»، والأنباء الواردة من تل أبيب (حتى الآن) تؤكد أنها لن تستجيب إلى أى نداءات أو أى مقترحات من شأنها تهدئة الأوضاع أو وقف القتال، رغم إعلان حركة حماس موافقتها على الورقة المصرية لوقف إطلاق النار فى القطاع.

الواضح أن إسرائيل، أو بتعبير أدق نتنياهو وصحبته، مستمرون فى تنفيذ مخططهم حتى النهاية بغض النظر عن أى محاولات للحل أو لتهدئة الأوضاع. بل هم يستمرون فى تطوير العدوان وفى الوقت نفسه يستمرون فى التفاوض، أو إعطاء الانطباع بأنهم يتفاوضون. فى الوقت الذى رد فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار وإبلاغ إسماعيل هنية مصر وقطر بهذه الموافقة بأن اقتراح الهدنة لا يلبى مطالب إسرائيل، يبدأ هجومه على شرق رفح ويحتل المعبر، لكنه يعلن أن إسرائيل سترسل وفدًا للقاء المفاوضين لمحاولة التوصل إلى اتفاق. ولكنه وفد فنى!

وهكذا تستمر العملية الإسرائيلية «النموذج»، قَبِل من قَبِل، ورفض من رفض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الاحتلال الكامل عودة الاحتلال الكامل



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon