توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التخريب الكبير (1 - 2)

  مصر اليوم -

التخريب الكبير 1  2

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لست أول من يكتب، ولا أظن أننى سأكون الأخير، عن ذلك التخريب الكبير الذي نديره جميعًا مؤسسات دولة وكيانات خاصة ومواطنين. هذا التخريب هو ما نفعله بأيدينا وبإصرار في الصناعة الأهم وهى السياحة. إذا تحدثت هنا عن معاناة شخصية فليس ذلك للشكوى ولكن للاستدلال. ليس من عانى كمن سمع.

اليوم سأكتفى بالحديث عن جزء صغير من المشكلة الكبرى.

تظل أهرامات الجيزة وأبوالهول هي المعلم الأهم في مصر أثريًّا. هي تقف رمزًا شامخًا لعظمة الحضارة المصرية القديمة. ينشأ الأطفال في كثير من دول العالم وهم يدرسون الحضارة المصرية القديمة، ويكبرون وهم يحلمون بزيارة آثار هذه الحضارة وعلى رأسها الأهرامات، ومن يحقق منهم حلمه ويزور الأهرامات أعتقد أنه يخرج منها وهو يقول لنفسه ومن حوله إنه لن يفعلها مرة أخرى.

المشاهد التي حضرتها يوم الجمعة الماضى كفيلة بشرح ما أقصد. من اللحظة التي يحاول فيها زائر منطقة الأهرامات تبدأ المعاناة. لا أثر واضح للافتات الطرق التي تسهل الوصول هناك. هناك أبواب تبدو رئيسية للدخول إلى حرم المنطقة، منها بوابة طريق الفيوم.

تمر السيارات من خلال كمائن متعددة للسؤال والتفتيش. غنى عن الاشارة أن غياب أي ملمح للترحيب أو الابتسام هو سمة سائدة بين الجميع من كل المنتمين إلى كل مؤسسات ووزارات الدولة العاملة في هذا المكان. بل إن البعض يتزيد بالتعامل مع القادمين بمنطق الاشتباه، فتبدو وجوه مكفهرة وعيون تحمل نظرات التشكيك ونبرة صوت تستدعى كل أحاسيس السلطة المطلقة. يمر الغالبية بنجاح وسط غابة من الأشخاص غير المعلوم هويتهم، باعة أو من يطرح نفسه كمرشد أو بائع متجول. يدخل بعدها إلى ساحة أقرب إلى سوق الجمال، عربات بلا نظام، أشخاص بزى رسمى وآخرون بزى مدنى. كل منهم يتعامل وكأن آلهة المصريين القدماء قد مستهم فتقمص كل منهم مشاعر أشباه الآلهة. وإذا ما امتزج ذلك بالإجهاد الحياتى ومشاعر سلبية تبدو وكأنها موجهة إلى اولئك الذين يمتلكون ترف الحضور والصرف في هذه الأماكن. هذه الحالة السلبية لدى هؤلاء تسيطر بالفعل على الأجواء.

ونأتى إلى أغرب إجراء نتميز به، عذاب طابور شراء التذاكر؛ فهو- الطابور- غير معلوم النظام ولا يتفق مع العصر الذي نعيشه. نصف عدد الشبابيك المخصصة للبيع لا تعمل، و«قطع» التذاكر مثله مثل «قطع» تذاكر أتوبيسات الستينيات إلا أن الدفع بالبطاقات الائتمانية والتذاكر مطبوعة في طابعة. ويكون الطلب الغريب بنزول راكبى السيارات والمرور عبر إجراءات أمنية، ولا اعتراض على أي عمليات تأمين، في أجواء غير مرحبة ووجوه مكفهرة في غالبها، وتزيد بشكل غير مبرر في طرح أسئلة وإجراءات. ونستكمل ملامح عملية «التخريب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التخريب الكبير 1  2 التخريب الكبير 1  2



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon