توقيت القاهرة المحلي 03:57:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التخريب الكبير (1 - 2)

  مصر اليوم -

التخريب الكبير 1  2

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لست أول من يكتب، ولا أظن أننى سأكون الأخير، عن ذلك التخريب الكبير الذي نديره جميعًا مؤسسات دولة وكيانات خاصة ومواطنين. هذا التخريب هو ما نفعله بأيدينا وبإصرار في الصناعة الأهم وهى السياحة. إذا تحدثت هنا عن معاناة شخصية فليس ذلك للشكوى ولكن للاستدلال. ليس من عانى كمن سمع.

اليوم سأكتفى بالحديث عن جزء صغير من المشكلة الكبرى.

تظل أهرامات الجيزة وأبوالهول هي المعلم الأهم في مصر أثريًّا. هي تقف رمزًا شامخًا لعظمة الحضارة المصرية القديمة. ينشأ الأطفال في كثير من دول العالم وهم يدرسون الحضارة المصرية القديمة، ويكبرون وهم يحلمون بزيارة آثار هذه الحضارة وعلى رأسها الأهرامات، ومن يحقق منهم حلمه ويزور الأهرامات أعتقد أنه يخرج منها وهو يقول لنفسه ومن حوله إنه لن يفعلها مرة أخرى.

المشاهد التي حضرتها يوم الجمعة الماضى كفيلة بشرح ما أقصد. من اللحظة التي يحاول فيها زائر منطقة الأهرامات تبدأ المعاناة. لا أثر واضح للافتات الطرق التي تسهل الوصول هناك. هناك أبواب تبدو رئيسية للدخول إلى حرم المنطقة، منها بوابة طريق الفيوم.

تمر السيارات من خلال كمائن متعددة للسؤال والتفتيش. غنى عن الاشارة أن غياب أي ملمح للترحيب أو الابتسام هو سمة سائدة بين الجميع من كل المنتمين إلى كل مؤسسات ووزارات الدولة العاملة في هذا المكان. بل إن البعض يتزيد بالتعامل مع القادمين بمنطق الاشتباه، فتبدو وجوه مكفهرة وعيون تحمل نظرات التشكيك ونبرة صوت تستدعى كل أحاسيس السلطة المطلقة. يمر الغالبية بنجاح وسط غابة من الأشخاص غير المعلوم هويتهم، باعة أو من يطرح نفسه كمرشد أو بائع متجول. يدخل بعدها إلى ساحة أقرب إلى سوق الجمال، عربات بلا نظام، أشخاص بزى رسمى وآخرون بزى مدنى. كل منهم يتعامل وكأن آلهة المصريين القدماء قد مستهم فتقمص كل منهم مشاعر أشباه الآلهة. وإذا ما امتزج ذلك بالإجهاد الحياتى ومشاعر سلبية تبدو وكأنها موجهة إلى اولئك الذين يمتلكون ترف الحضور والصرف في هذه الأماكن. هذه الحالة السلبية لدى هؤلاء تسيطر بالفعل على الأجواء.

ونأتى إلى أغرب إجراء نتميز به، عذاب طابور شراء التذاكر؛ فهو- الطابور- غير معلوم النظام ولا يتفق مع العصر الذي نعيشه. نصف عدد الشبابيك المخصصة للبيع لا تعمل، و«قطع» التذاكر مثله مثل «قطع» تذاكر أتوبيسات الستينيات إلا أن الدفع بالبطاقات الائتمانية والتذاكر مطبوعة في طابعة. ويكون الطلب الغريب بنزول راكبى السيارات والمرور عبر إجراءات أمنية، ولا اعتراض على أي عمليات تأمين، في أجواء غير مرحبة ووجوه مكفهرة في غالبها، وتزيد بشكل غير مبرر في طرح أسئلة وإجراءات. ونستكمل ملامح عملية «التخريب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التخريب الكبير 1  2 التخريب الكبير 1  2



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon