توقيت القاهرة المحلي 09:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهروب إلى الأمام

  مصر اليوم -

الهروب إلى الأمام

بقلم - عبد اللطيف المناوي

أكثر من سبعة أشهر من الحرب على غزة، وحوالى 35 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، انهيار كامل فى القطاع، مجاعة تدق الأبواب بعنف، لم يعد هناك الكثير لمقاومة سيطرتها على سكان القطاع لتكون غير مسبوقة. وعلى الطرف الآخر مجتمع فى صدمة، استيقظ على سقوط وهم القوة المطلقة والسيطرة غير المحدودة، وأمن ذهب مهب الريح. ويقف فى قيادة كل طرف شخص أو فصيل يخشى أن يتخذ قرارات صعبة، صعبة بالأساس على مستقبل كل طرف.

يقف نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى وهو يعلم أن توقف الحرب يعنى بدء الحساب، وقد تكون نهاية سيئة لتاريخه السياسى. وقد تصل النتائج إلى المحاسبة القانونية ونتائجها التى تمتد حدودها لأبعد من التوبيخ أو الإدانة السياسية. وعلى الطرف الآخر تقف حماس التى ستدفع ثمن «مغامرتها المحسوبة» كما قال أحد قياداتها الكبيرة بعد السابع من أكتوبر بقليل.

الأكيد أن الحركة قد حققت مكاسب كبيرة فى شعبيتها، وهذا يعود إلى حالة الرجوع إلى فعل يعطى الإحساس بالانتقام والتشفى. وهو إحساس ساد فى المرحلة التالية مباشرة للسابع من أكتوبر، لكنه لن يستمر طويلا. خاصة مع هذا الثمن الباهظ الذى يدفعه الفلسطينيون من أهل غزة. كما تقول العبارة الشهيرة «تذهب السكرة وتأتى الفكرة» وهذا هو ما حدث وسيتضاعف خلال الفترة القادمة، خاصة عندما يتوقف القتال. ساعتها تبدأ لحظة الحساب. والحساب هنا للأطراف التى خلقت هذا الوضع الدامى المعقد.

كلا الطرفين يسعى بقدر الإمكان إلى تعطيل الوصول إلى ذلك «اليوم التالى»، يوم الحساب. وهذا يفسر ذلك المخاض الصعب، بل شديد الصعوبة، للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، على الأقل هدنة. كلاهما يعلم أن التوقف عن الدفع لتلك الحالة الدموية يعنى بدء الحساب. لذلك كلاهما يهرب إلى الأمام. وليس مهما كثيرا عندهم من يدفع الثمن.

بعد أشهر من المحادثات الصعبة المتقطعة بين الأطراف المتحاربة والوسطاء، حان الوقت لاتخاذ قرارات صعبة. ولكن هل أيهما على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة؟ الحقيقة هنا لابد أن نشير إلى ذلك الجهد والمقدرة المصرية فى إدارة هذا الملف المعقد والمتفجر فى كل لحظة وأى لحظة بكفاءة كبيرة. لن يستطيع طرف أن ينجح فيها، إذا كُتب لها النجاح، إلا المصريون.

افترضت إسرائيل أن حماس لن تقبل اقتراح وقف إطلاق النار. لذلك أصيب بنيامين نتنياهو وحكومته بالصدمة عندما أعلنت حماس قرارها. هل هى مناورة من حماس؟ الحقيقة أنه يمكن اعتبارها خطوة يائسة من جانب منظمة خسرت الكثير وكادت أن تنكسر بسبب الهجوم الإسرائيلى الطويل. أو أنها خطوة أدت إلى إعادة الضغط على نتنياهو. وفى إطار المناورات المتبادلة يمكن اعتبار الهجوم على شرق رفح ردا على موافقة حماس لإعادة الكرة إلى الملعب.

نتنياهو فى مأزق سياسى، أسلوبه فى الحكم تأجيل الخيارات الصعبة. وحماس تبحث عن البقاء بأى ثمن لأنه يعنى النصر، ونتنياهو يعلم أن ذلك سيكون هزيمة بالنسبة له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهروب إلى الأمام الهروب إلى الأمام



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon