بقلم - عبد اللطيف المناوي
الذكاء الاصطناعى صار مصطلحًا معتادًا هذه الأيام في حياتنا اليومية بسبب توغله الكبير في شتى مناحى الحياة. تكنولوجيا، إعلام، طب، واقتصاد أيضًا. خطواته متسارعة بشكل لافت في هذه المجالات وغيرها، لكن التقرير الذي نشره «بزنس إنسايدر»، وسلط فيه الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعى على أسواق الأسهم، لفت انتباهى بشدة.
التقرير ركز على «وول ستريت» باعتبارها السوق الكبرى والأهم في العالم، فقد حققت أسهم شركات الذكاء الاصطناعى طفرة هائلة أجمع الخبراء على أنها من الممكن أن تعطى دفعة كبيرة للاقتصاد لسنوات، وأن المستثمرين قد يكونون على أبواب موجة صعود كبيرة في سوق الأسهم.
مخرج مهم لاقتصاد العالم بعد سنوات صعبة عانت فيها اقتصاديات كبرى إثر إغلاق كوفيد- 19، والحرب الروسية الأوكرانية، التي لا يبدو أنها سوف تنتهى قريبًا، وتبعات حرب غزة، التي بدأت تُرخى بظلالها على العالم.
الخبراء والمحللون الذين تحدثوا لـ«بزنس إنسايدر» قالوا إن الذكاء الاصطناعى ليس فقاعة، ستأخذ مدتها وتنتهى، بل إن بعضهم أكد أنها قصة ستطول ربما من 3 سنوات إلى 10 سنوات قادمة، وستكون قادرة على إحداث فارق كبير في سوق الأسهم، والأسواق الاقتصادية العالمية، متوقعين أن الذكاء الاصطناعى يمكن أن يضيف من 15 إلى 20 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمى بحلول عام 2030.
الذكاء الاصطناعى لديه القدرة على إضافة العديد من المزايا الاقتصادية التنافسية، مثل تحليل البيانات بشكل كبير ومدروس لإعطاء نتائج صحيحة بوقت ومجهود أقل، من الممكن أيضًا أن يزيد من الإنتاجية والإبداعية، من خلال تحويل الممارسات المختلفة من تقليدية إلى تكنولوجية ورقمية بحتة. لديه كذلك القدرة على خفض التكاليف نتيجة تقليل العمالة البشرية في بعض الوظائف التي لا تحتاج إلى المهارة، وتعزيز الابتكار من خلال تطوير المنتجات وتقديم خدمات جديدة تلبى احتياجات العملاء بشكل أفضل.
الذكاء الاصطناعى قد يخلق مجالات جديدة بالمؤسسات العلمية لاستحداث تخصصات تعليمية جديدة، وقد يؤثر بالإيجاب على تعزيز التجارة الدولية، وتسهيل تبادل السلع والخدمات، وتطوير الخدمات الصحية، ويمكن استخدامه كذلك في مجال تحسين إدارة المحاصيل ومكافحة الآفات والأمراض وتحسين الإنتاجية.
الخبراء أشاروا في الوقت ذاته إلى أن الدول التي لا تولى اهتمامًا بمجال الذكاء الاصطناعى قد تضيع فرصة اقتصادية كبيرة ومهمة، وقد تواجه صعوبة لمواجهة التطورات العالمية في المجالات التي تُستخدم فيها تلك التقنية، لهذا أرجو التنبه إلى هذه الثورة المهمة في عالم التكنولوجيا لأنها قد تكون رافدًا مهمًّا لإحداث طفرة كبرى في الاقتصاد المصرى.
وقبل الختام، هناك أمر آخر لفت انتباهى في تقرير «بزنس إنسايدر»، وهو تأكيدهم أن مسألة الذكاء الاصطناعى قد تكون بالفعل فقاعة، وقد تؤثر بالسلب على الاقتصاد، وهنا تأكيد جديد على ثقافة وعقلية الصحافة العالمية، التي دائمًا ما تُذكر نفسها وقراءها بأنها لا تملك صك الحقيقة المطلقة، وأن الأمر مجرد احتمالات، قد تزيد في اتجاه، وقد تنقص.