توقيت القاهرة المحلي 06:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يخشى العالم عودة ترامب؟ (٢)

  مصر اليوم -

لماذا يخشى العالم عودة ترامب ٢

بقلم - عبد اللطيف المناوي

نهج ترامب «أمريكا أولًا»، الذى سعى من خلاله إلى حماية الصناعة الأمريكية من المنافسة الأجنبية، أدى إلى نتائج عكسية فى بعض الأحيان.

أظن أن ترامب سوف يسعى من جديد لجعل «أمريكا أولا» هو الشعار السائد، إلا لو استمع إلى نصائح السياسيين الخبراء فى التخفف من هذا النهج قليلا. كل شىء جائز. ولكنه هنا يكون قد تنازل عن أحد أهم ملامح «شعبوية» خطابه. وهذه الاتجاه الشعبوى هو أحد أهم عناصر قوته.

خلال فترة رئاسته السابقة، واجه الاقتصاد العالمى تحديات عديدة نتيجة لهذه السياسات التى اعتمدها ترامب فى الاقتصاد، حيث أشارت تقارير صندوق النقد الدولى إلى أن السياسات التى تبنتها إدارة ترامب يمكن أن تؤدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى.

فالعلاقات التجارية المتوترة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين، مثل الصين، أثرت على الاستثمارات وأسعار السلع، مما زاد من حالة عدم اليقين فى الأسواق العالمية. كما أن التوترات التجارية أدت إلى تغييرات فى سلاسل الإمداد العالمية؛ حيث وجدت الشركات الدولية، التى تعتمد على سلاسل إمداد معقدة وعابرة للحدود، نفسها مضطرة إلى إعادة النظر فى استراتيجياتها بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة والحواجز التجارية الجديدة.

هذا الأمر ولا شك أدى إلى زيادة التكاليف التشغيلية للشركات واضطراب الأسواق العالمية، مما أثر سلبًا على الاستقرار الاقتصادى العالمى.

وما قلناه حول مسألة «أمريكا أولا» صالح أيضا هنا، فكل هذه الآثار السلبية مرهونة بتصرفات ترامب نفسه.

أيضا اعتمد ترامب خلال فترة ولايته الأولى على خطاب مثير للانقسام، كما اعتمده كذلك خلال حملاته الانتخابية، مما زاد من حدة الانقسامات الاجتماعية والسياسية داخل الولايات المتحدة. أثار اعتماده على سياسات الهوية وتجاهل الأعراف السياسية التقليدية قلق العديد من المراقبين الذين رأوا فى هذه الخطوات تهديدًا لاستقرار الديمقراطية الأمريكية.

وقد أدى خطاب ترامب التحريضى إلى تعميق الشقوق المجتمعية وتأجيج التوترات العرقية والسياسية.. فقد شهدت الولايات المتحدة خلال فترة رئاسته موجات من الاحتجاجات والاضطرابات الاجتماعية، بدءًا من حركة «حياة السود مهمة» إلى الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة المتشددة. ولهذا يخشى الكثيرون من تكرار هذا السيناريو فى حال فوز ترامب مرة أخرى، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات على الصعيد العالمى.

الاستقطاب الداخلى فى الولايات المتحدة له تأثيرات مضاعفة على الساحة الدولية. فعندما تكون أكبر ديمقراطية فى العالم منقسمة على نفسها، يمكن أن يؤدى ذلك إلى زعزعة الاستقرار العالمى. كما أن النزاعات الداخلية تجعل من الصعب على الولايات المتحدة التفاعل بفاعلية مع القضايا الدولية، مما يترك فراغًا يمكن أن تستغله قوى أخرى لزيادة نفوذها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يخشى العالم عودة ترامب ٢ لماذا يخشى العالم عودة ترامب ٢



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon