توقيت القاهرة المحلي 22:47:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بريكس».. البداية أم النهاية؟

  مصر اليوم -

«بريكس» البداية أم النهاية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

افتُتحت، الثلاثاء، فى جوهانسبرج، قمة مجموعة «بريكس»، التى تشكلت فى الأساس سنة 2009 من الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادى بالعالم، وهى آنذاك: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، لكن خلال رحلتها انضم إليها عدد من الدول، ما قد يشكل تحولًا استراتيجيًا فى الخريطة العالمية، يستهدف بالأساس تقليص الهيمنة الغربية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على المشهد الاقتصادى العالمى.

وكما تحدثت فى مقال سابق عن «الدولار»، وهل يواجه أزمة حقيقية فى المستقبل بسبب الصعود الكبير لاقتصادات أخرى، أم أن القضاء على هيمنته أمر إن لم يكن مستحيلًا فهو غير منظور فى المستقبل القريب؟

أتحدث الآن عن مجموعة «بريكس» باعتبارها أحد العوامل التى يعتقد البعض أنها ستكون مؤثرة بقوة على قوة العملة الأمريكية، واستخدامها عالميًا، بل فى إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية.

الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، نفسه أوضح فى كلمته الافتتاحية بالقمة أن حصة «الدولار» فى تعاملات مجموعة «بريكس» تراجعت، وأن الحد من الاعتماد على العملة الأمريكية مستمر ولا تراجع عنه، ولكن فى نفس الوقت استبعدت الولايات المتحدة تحول المجموعة إلى منافس (جيوسياسي) لها أو لأى بلد آخر.

يمكن أن تكون مجموعة «بريكس» بداية لمحاولات التهديد للاقتصاد الأمريكى، خصوصًا مع الموافقة على انضمام عدد من الدول النفطية إلى التكتل، والذى سيدعم ولاشك القدرات الائتمانية له، وهى اقتصادات لها ثقلها ودورها المهم فى سلاسل إمداد الطاقة العالمية، ما قد يغيّر من أنماط الإنتاج ومواقع التصنيع والتجميع والتخزين والطلب على الموارد، الأمر الذى يعنى تغيرًا واضحًا فى نمط التجارة الدولية ككل. ولكن قد يكون الخيار الأفضل هو خلق كيانات تتكامل أو تتوازن لا أن تتناقض أو تحاول إزالة القائم.

وإن صحت الأقاويل، فإن دول مجموعة «بريكس» تطمح إلى إنشاء عملة مشتركة فى محاولة لتحدى الهيمنة الدولارية، لكن من غير المتوقع أن تؤتى العملة المشتركة ثمارها قريبًا.

أما الرهان الأمريكى، فقد صرح به بكل وضوح مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، وهو أن تكتل «بريكس» يضم مجموعة من الدول لديها اختلافات فى وجهات النظر بشأن بعض القضايا الحاسمة، وأن دولًا مثل الهند تعتبر فى الأساس حليفة وشريكة للولايات المتحدة، ولن تفرط بمكاسبها الاقتصادية لمصلحة الانحياز لطرف من دون الآخر، كما أنها لا ترغب فى تعزيز نفوذ «اليوان» الصينى، خاصة فى ظل التنافس التجارى بين الدولتين، والنزاع الحدودى فى جبال الهيمالايا.

ودولة أخرى كجنوب إفريقيا، هى الأخرى لن تفرّط فى علاقاتها التجارية المميزة مع الولايات المتحدة، خاصة أنها تعتبر ثانى أكبر شريك لها بعد الصين، حيث تجاوزت صادراتها للسوق الأمريكية 14 مليار دولار فى 2021 مستفيدة من اتفاق التجارة الحرة بين البلدين.

بالتأكيد قد نكون أمام تغيرات جذرية فى خريطة الاقتصاد العالمى، ربما يكون لها ضحاياها، وربما يكون لها مستفيدون، ولكن الأكيد أننا لابد أن نستعد لاستيعاب تلك التغيرات. ويظل مبدأ الربح لكل الأطراف هو الخيار العاقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بريكس» البداية أم النهاية «بريكس» البداية أم النهاية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon