توقيت القاهرة المحلي 18:28:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضيلة البحث والتوثيق

  مصر اليوم -

فضيلة البحث والتوثيق

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لا أصدق ما يحدث يوميًا على منصات السوشيال ميديا، أخبار يتم بثها بشكل عجيب، تنتشر كالنار، وتصيب كالرصاص، يتداولها الناس وكأنها حقائق، بل يؤسسون عليها مواقف قد تصبح أزمات. شائعات هنا وهناك، وفى النهاية يثبت عدم صحتها.

فى كثير من الوقائع، أكتشف أن الجميع يكذب ويختلق أحداثًا غير حقيقية، والغريب أن كثيرًا من أحداث التاريخ تم اختلاقها، وبعد فترة نكتشف زيفها. والأزمة فى ذلك من وجهة نظرى تكمن فى عدم تحرى الدقة، وعدم البحث.

هى ليست آفة حديثة، بل قديمة، إذ لعبت الأخبار الكاذبة منذ القدم دورًا مهمًا فى كتابة التاريخ، مهما كانت درجة الثقافة والوعى، كما لا تقتصر على المجتمعات المتخلفة، ففى المجتمعات المتطورة تنتشر الأخبار الكاذبة أيضًا، لكن الفارق هو طبيعتها ونوعها ودرجة إتقان نسجها، لتصبح اليوم صناعة وعِلمًا.

الخبر الكاذب ككرة الثلج، يخرج من فم أو من عقل مطلقه إلى مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام الإلكترونية، ليغير مصائر البشر. ومع التطور السريع لوسائل الاتصالات، توقع البشر تراجعَ تأثير الشائعات وانتشارها ودفنها فى مهدها، أما الذى حدث فكان العكس للأسف، حيث باتت أسرع انتشارًا وأكثر عددًا، فالناس باتت بفضل وسائل التواصل الاجتماعى أكثر عشقًا لتناقل الأخبار وأشد فضولًا لمعرفة المجهول.

كنت أظن أنه مع توالى الأكاذيب عبر تلك المواقع سيفطن العقل البشرى وسيدرك خطورة هذا الأمر، إلا أننى اكتشفت أنه يغوص فيه أكثر، بل صار كسولًا إلى حد كبير جدًا، جعله لا يفكر حتى فى استجلاء معلومة صحيحة حتى لو كانت تخصه وتخص مستقبله.

نعم، قد يكون السبب الرغبة فى تصديق المثير مهما كان الأمر، قد يكون أيضا حالة استقطاب سياسى أو اجتماعى أو حتى رياضى، ولكن الأكيد أن الجميع يسمع ويتداول وكأن الكذب صار صدقًا.

فى عالمنا العربى تغيب فضيلة البحث وتحرى الدقة. فى عالمنا العربى الكثير من الآفات، إلا أن الآفة الأكيدة هى الاستسهال وقبول المعلومة بصدر رحب وبعقل لا يتحرك إلى محاولة معرفة الحقيقة، والتى قد تكون عملية سهلة بسيطة، ومحاولة البحث عنها قد تكون أبسط كثيرا مما يظن البعض، فأعتقد أن الحقيقة أسهل كثيرا من اختلاق الخبر الكاذب، ولكن الواقع أن البحث هو الأكثر صعوبة.

أتمنى أن يأتى اليوم الذى تصبح فيه مؤسساتنا البحثية مفيدة، وأن يكون هناك تعليم لكيفية البحث، وأظن أن زيادة الشائعات والأخبار الكاذبة سببها فى الأساس غياب فضيلة البحث، والتى لابد أن يؤمن بها العقل، وأخص بالذكر العقل العربى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيلة البحث والتوثيق فضيلة البحث والتوثيق



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon