توقيت القاهرة المحلي 13:36:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أرض الحرية.. ليست حرة

  مصر اليوم -

أرض الحرية ليست حرة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

نظم عشرات الغزاويين مسيرة للتعبير عن امتنانهم وشكرهم لطلاب الجامعات الأمريكية الذين شاركوا فى احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

حدث ذلك فى مخيم بالقرب من مدينة «دير البلح» وسط قطاع غزة، حيث رفع الفلسطينيون، الذين يعانون منذ سبعة أشهر، رسائل شكر حملت أسماء بعض الجامعات الأمريكية التى تشهد احتجاجات واسعة تدين الهمجية الإسرائيلية، وتطلب وقف الحرب الدامية التى تخوضها إسرائيل فى غزة، مطالبين بوضع حد لقتل وتهجير الفلسطينيين، وحث بلادهم (أمريكا) ودول العالم الحر الأخرى على إيقاف التعامل مع إسرائيل ورفض مساعدة تل أبيب فى الأبحاث العسكرية.

وعلى الطرف الآخر، فى واشنطن، تحركت الآلة الداعمة لإسرائيل حيث صوّت مجلس النواب الأمريكى فجر أمس لصالح توسيع التعريف المعتمد فى وزارة التعليم لمصطلح «معاداة السامية»، فى خطوة لاتزال بحاجة لإقرارها من مجلس الشيوخ، وذلك إثر الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين فى جامعات البلاد، وفى محاولة لوقفها ومنعها مستقبلاً.

ووفقًا للتعريف الجديد، فإن «معاداة السامية» تصبح تصوّرا معينا لليهود، يُمكن أن يُترجم بكراهية تجاههم، وتستهدف المظاهر الخطابية والمادية لـ«معاداة السامية» أفرادًا يهودًا أو غير يهود أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة.

ويتهم جزء من الطبقة السياسية الأمريكية المتظاهرين فى الجامعات، بـ«معاداة السامية»، ويستدلون على ذلك برفع المحتجين شعارات معادية لإسرائيل، إذن فإنه وفقًا لمشروع القانون الجديد سيكون رفع شعارات تهاجم أو تنتقد إسرائيل، يقع تحت طائلة القانون، باعتبارها جريمة «معاداة السامية».

هناك بالتأكيد منتقدون لهذا المشروع بقانون، إذ يرون أن هذا التعريف يحظر أى انتقادات لدولة إسرائيل، بل ويتهم المنتقدون أعضاء بعينهم فى الكونجرس، بالسعى لإقراره سريعًا من أجل استخدامه للحد من حرية التعبير فى الجامعات الأمريكيّة.

ولكى يصبح هذا النص تشريعًا ساريًا يتعين على مجلس الشيوخ أن يعتمده، وهو أمر لا يزال غير مؤكد، قبل أن يُحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره.

يبدو أن المدافعين عن إسرائيل هناك لا يهتمون كثيرًا بالصورة التى يتم تصديرها لأمريكا الآن كنظام يقمع الحريات، وهذا عبّر عنه أستاذ الشؤون الدولية فى جامعة جورجيا، كاس مود، فى مقال له فى صحيفة «الجارديان» البريطانية أعطى له عنوان «لماذا تواجه الجامعات الأمريكية موجة قمع فى أرض الحريّة؟». وعبر فيه مود عما أصاب الناس من صدمة فى جميع أنحاء العالم بعد مشاهدتهم لقطات لضباط الشرطة المدججين بالسلاح وهم يعتقلون الطلاب والأساتذة المحتجين سلميًا فى حرم الجامعات الأمريكية.

وكما يقول فإن «أرض الحرية وموطن الشجعان»، حسب تعبيره، لا تبدو حرة ولا شجاعة، باستثناء المتظاهرين الشجعان الذين يواصلون الوقوف فى وجه قمع الدولة التى تسير وفق أهواء الضغط الإسرائيلى، الذى يبدو أنه فى سبيله إلى إنهاء أسطورة أن أمريكا أرض الحرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرض الحرية ليست حرة أرض الحرية ليست حرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ
  مصر اليوم - أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 10:26 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد
  مصر اليوم - نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد

GMT 09:29 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
  مصر اليوم - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 20:31 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نيوكاسل يهزم أستون فيلا بثلاثية في الدوري الإنجليزي

GMT 20:13 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

الكارتون السادس والثلاثون

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

هدى المفتي تكشف تفاصيل شخصيتها في "مطعم الحبايب"

GMT 23:24 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اتجاهات الألوان المميزة في ديكور عام 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon