توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفشل الإسرائيلي .. واستدعاء أميركا

  مصر اليوم -

الفشل الإسرائيلي  واستدعاء أميركا

بقلم - عبد اللطيف المناوي

فى اعتقادى أن ما يتردد حول عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشرق الأوسط من باب الحرب على غزة ليس بالأمر الدقيق، ولكن الأكثر دقة هو أن العودة ستكون بسبب الشك فى قدرة إسرائيل على القيام بالدور الذى كانت واشنطن تبنى عليه حساباتها منذ عدة سنوات، والذى بنت عليه توجهها الجديد بإمكانية «تخفيف» حضورها العسكرى فى الشرق الأوسط، كما بيّنا ذلك فى مقال سابق، لتركز حضورها على منطقة المحيط الهادى والتعامل مع الملف الصينى، بدرجة ذات أولوية واضحة.

الحسابات فى ذلك الوقت اعتمدت على الاطمئنان بقوة أن إسرائيل لها القدرة على القيام بدور فى ملء أى فراغ ناجم عن تراجع الحضور العسكرى الأمريكى، أو بشكل أكثر دقة، أن تكون بديلًا للوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة، اعتمادًا على اعتبارها القوة العسكرية الأقوى فى المنطقة، مقارنة بالقوى العسكرية العربية فى المنطقة منفردة أو جامعة.

هكذا اعتقدوا، وركنوا إلى هذا اليقين، حتى دخلت إسرائيل حرب غزة وحدث الانكشاف الكبير الذى بدأ بالسقوط الأمنى المدوى فى انهيار منظومة الأمن وقبتهم الحديدية فى مواجهة هجمات مقاتلى حماس وبعض الجماعات الجهادية الأخرى فى السابع من أكتوبر الماضى، والتى انطلقت على إثرها الحرب الإسرائيلية على غزة، والتى كانوا يعتقدون فى قدرتهم على حسمها فى أيام قليلة يحققون فيها هدفهم بالقضاء على حماس، أو بحد أدنى «تقزيمها».

اليوم وبعد دخول الحرب على غزة شهرها الثالث، وارتفاع الضحايا إلى حوالى عشرين ألف شهيد فلسطينى، وبعد عشرات الأيام من الدك المتواصل لمبانى ومستشفيات القطاع، بما اقترب من تدمير معظمه تقريبًا، لم يتمكن الجيش الإسرائيلى من حسم الحرب حتى الآن، بل وبدأ الحديث عن تورطهم فى حرب برية لا يملكون حسمها رغم التفوق الذى عاشوا فيه طوال السنوات الماضية، واقتنعوا به بشكل كامل.

هذا الفشل هو ما أدى إلى إعادة الولايات المتحدة الأمريكية النظر من جديد فى قرارها السابق بالخروج من منطقة الشرق الأوسط، أو تخفيف الوجود كحد أدنى. واليوم تجد أمريكا نفسها فى وضع ستنكشف فيه فى المنطقة ما لم تعوض الفراغ وتعالج الخلل الذى تسبب به الفشل الإسرائيلى. ربما علم الداخل الإسرائيلى الآن أنه لن يستطيع أن يحيا بأمان إلا بالوجود الأمريكى المباشر فى المنطقة.

وربما نفس الأمر أدركته واشنطن نفسها، لأن حليفتها التى كانت تعتمد عليها أظهرت فشلًا كبيرًا فى الحرب، رغم كل الدمار الذى تُلحقه بغزة يوميًا، فضلًا عن إدراك البيت الأبيض أيضًا أن حركة التجارة فى البحر الأحمر هى الأخرى مهددة بالحوثيين، وعليه فإن التواجد بالمنطقة صار ضرورة بالنسبة لإسرائيل، وبالنسبة لأمريكا أيضًا. ويبقى السؤال: هل هذا مفيد لنا نحن العرب؟ لو أن مصطلح «العرب» مازال ساريًا كما كنا نفهمه «زمان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشل الإسرائيلي  واستدعاء أميركا الفشل الإسرائيلي  واستدعاء أميركا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon