توقيت القاهرة المحلي 10:31:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفشل الإسرائيلي .. واستدعاء أميركا

  مصر اليوم -

الفشل الإسرائيلي  واستدعاء أميركا

بقلم - عبد اللطيف المناوي

فى اعتقادى أن ما يتردد حول عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشرق الأوسط من باب الحرب على غزة ليس بالأمر الدقيق، ولكن الأكثر دقة هو أن العودة ستكون بسبب الشك فى قدرة إسرائيل على القيام بالدور الذى كانت واشنطن تبنى عليه حساباتها منذ عدة سنوات، والذى بنت عليه توجهها الجديد بإمكانية «تخفيف» حضورها العسكرى فى الشرق الأوسط، كما بيّنا ذلك فى مقال سابق، لتركز حضورها على منطقة المحيط الهادى والتعامل مع الملف الصينى، بدرجة ذات أولوية واضحة.

الحسابات فى ذلك الوقت اعتمدت على الاطمئنان بقوة أن إسرائيل لها القدرة على القيام بدور فى ملء أى فراغ ناجم عن تراجع الحضور العسكرى الأمريكى، أو بشكل أكثر دقة، أن تكون بديلًا للوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة، اعتمادًا على اعتبارها القوة العسكرية الأقوى فى المنطقة، مقارنة بالقوى العسكرية العربية فى المنطقة منفردة أو جامعة.

هكذا اعتقدوا، وركنوا إلى هذا اليقين، حتى دخلت إسرائيل حرب غزة وحدث الانكشاف الكبير الذى بدأ بالسقوط الأمنى المدوى فى انهيار منظومة الأمن وقبتهم الحديدية فى مواجهة هجمات مقاتلى حماس وبعض الجماعات الجهادية الأخرى فى السابع من أكتوبر الماضى، والتى انطلقت على إثرها الحرب الإسرائيلية على غزة، والتى كانوا يعتقدون فى قدرتهم على حسمها فى أيام قليلة يحققون فيها هدفهم بالقضاء على حماس، أو بحد أدنى «تقزيمها».

اليوم وبعد دخول الحرب على غزة شهرها الثالث، وارتفاع الضحايا إلى حوالى عشرين ألف شهيد فلسطينى، وبعد عشرات الأيام من الدك المتواصل لمبانى ومستشفيات القطاع، بما اقترب من تدمير معظمه تقريبًا، لم يتمكن الجيش الإسرائيلى من حسم الحرب حتى الآن، بل وبدأ الحديث عن تورطهم فى حرب برية لا يملكون حسمها رغم التفوق الذى عاشوا فيه طوال السنوات الماضية، واقتنعوا به بشكل كامل.

هذا الفشل هو ما أدى إلى إعادة الولايات المتحدة الأمريكية النظر من جديد فى قرارها السابق بالخروج من منطقة الشرق الأوسط، أو تخفيف الوجود كحد أدنى. واليوم تجد أمريكا نفسها فى وضع ستنكشف فيه فى المنطقة ما لم تعوض الفراغ وتعالج الخلل الذى تسبب به الفشل الإسرائيلى. ربما علم الداخل الإسرائيلى الآن أنه لن يستطيع أن يحيا بأمان إلا بالوجود الأمريكى المباشر فى المنطقة.

وربما نفس الأمر أدركته واشنطن نفسها، لأن حليفتها التى كانت تعتمد عليها أظهرت فشلًا كبيرًا فى الحرب، رغم كل الدمار الذى تُلحقه بغزة يوميًا، فضلًا عن إدراك البيت الأبيض أيضًا أن حركة التجارة فى البحر الأحمر هى الأخرى مهددة بالحوثيين، وعليه فإن التواجد بالمنطقة صار ضرورة بالنسبة لإسرائيل، وبالنسبة لأمريكا أيضًا. ويبقى السؤال: هل هذا مفيد لنا نحن العرب؟ لو أن مصطلح «العرب» مازال ساريًا كما كنا نفهمه «زمان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشل الإسرائيلي  واستدعاء أميركا الفشل الإسرائيلي  واستدعاء أميركا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon