توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفجرة ثورة الطلبة

  مصر اليوم -

مفجرة ثورة الطلبة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الإنسان موقف يُعرف به وقت الشدة. وربما عرفت الإنسانية الكثير من الرجال والسيدات الذين واللاتى صنعوا أسماءهم/ أسماءهن بالمواقف. وأحزن عندما يرتبط اسم ما بموقف مخزٍ، أو موقف ينمّ عن عدم فهم وإدراك لطبيعة الأشياء، وطبيعة ما يحدث حولنا.

لا شك أن مشاهد الدماء والدمار قد تنامت إلى عينى رئيس جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، فكيف يكون موقفها بهذا الخزى. لم أكتب حينها، واعتبرت أن ما يحدث هو جزء من آلة دعائية غربية وأمريكية مجتمعية شديدة، رياحها عاتية قد تضرب الأخضر واليابس، ودافعت عن موقف محمد صلاح الهادئ؛ لأننى أعلم تماما ما يحدث فى بريطانيا. ولكن ما حدث مع نعمت شفيق، مصرية الأب والأم، مختلف.

منذ يومين أصدرت كلية الآداب والعلوم فى جامعة كولومبيا قرارًا بحجب الثقة عن رئيس الكلية، نعمت شفيق، قائلة إنها انتهكت «المتطلبات الأساسية للحرية الأكاديمية والحوكمة المشتركة»، وشاركت، كما قالت نيويورك تايمز، فى «اعتداء غير مسبوق على حقوق الطلاب»، ورغم رمزية الخطوة، فإنها اعترفت بحق العالم فى الوقوف إلى شعب يُباد، وتحاول آلة عسكرية كبيرة تهجيره.

لقد واجهت نعمت شفيق غضبًا كبيرًا فى الحرم الجامعى، وذلك بسبب تعهدها العلنى أمام لجنة بالكونجرس الشهر الماضى بأنها ستعاقب العديد من أعضاء هيئة التدريس الذين يتبنون وجهات نظر ضد إسرائيل والتى قال البعض إنها معادية للسامية.

الخطوة رغم رمزيتها أنها جاءت من أغلبية، حيث تم تقديم قرار حجب الثقة من قبل فرع الحرم الجامعى للجمعية الأمريكية لأساتذة الجامعات، وهى منظمة أعضاء هيئة التدريس المهنية. ومن بين 709 أساتذة صوتوا، أيد 65% القرار وعارضه 29%. وامتنع ستة بالمئة عن التصويت.

وانتقد القرار بشكل خاص قرار الدكتورة شفيق استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعى لإخلاء مخيم طلابى مؤيد للفلسطينيين، حتى بعد أن طلبت منها اللجنة التنفيذية لمجلس شيوخ الجامعة بالإجماع عدم القيام بذلك. وجاء فى القرار أنها زعمت كذبًا أن الطلاب يشكلون خطرًا واضحًا وقائمًا على الأداء الجوهرى للجامعة، وجادلت بدلًا من ذلك بأنهم كانوا سلميين.

وتصدرت نعمت شفيق، رئيس جامعة كولومبيا، عناوين الصحف منذ 17 إبريل الماضى، عقب تصريحاتها التى أدلت بها أمام مجلس النواب الأمريكى وإجراءاتها ضد المتظاهرين التى اتخذتها لتدحض عن نفسها وعن إدارتها شبهة «معاداة السامية»، وهو ما أثار موجة من الانتقادات نحوها وصلت حد مطالبتها بالاستقالة. لقد استُجوبت شفيق، وحتى مع استجوابها أنكرت الكثير من الحقائق، على عكس ما فعل رؤساء جامعات آخرون فى جلسات سابقة.

لم تذكر شفيق أى شىء عن حرية التعبير عن الرأى أو سلمية التظاهرات والاحتجاجات، بل أكدت منذ اللحظة الأولى التى وقفت فيها للحديث أنها ملتزمة بالتصدى بكامل طاقتها لكافة أشكال معاداة السامية. كان رئيسا جامعتى هارفارد وبنسلفانيا رفضا سابقًا إدانة احتجاجات الطلاب لدعم القضية الفلسطينية والتنديد بالتجاوزات الإسرائيلية، إلا شفيق.

لا أريد قول إنها نالت جزاءها، ولكنها نالت جزءًا منه، والباقى فى ذمة التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفجرة ثورة الطلبة مفجرة ثورة الطلبة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon